ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القرار الذي اتخذته حكومة طالبان مؤخرا في أفغانستان بحرمان الفتيات من التعليم الجامعي كان بمثابة الصفعة التي قضت على أحلام الكثير من الفتيات اللواتي يطمحن في تحصيل العلم وتحسين مستوى معيشتهن.
وتضيف الصحيفة، في مقال افتتاحي، اليوم الثلاثاء، أن هذا القرار من جانب حركة طالبان، التي تتولى مقاليد الحكم في أفغانستان، أدى إلى القضاء على أحلام جيل كامل من الفتيات ولاسيما أنه يأتي في أعقاب قرارات مماثلة بحرمان الفتاة من التعليم الثانوي والإعدادي، مشيرة إلى تصريحات منسوبة لإحدى فتيات جامعة كابول المتضررات من القرار تقول فيها إن السلطات بهذا القرار دمرت السبيل الوحيد الذي كان من الممكن أن تسلكه نحو مستقبل أفضل.
وتقول الصحيفة إن حركة طالبان، حين تولت السلطة في البلاد لأول مرة عام 1996، فرضت قيودا شديدة على المرأة في إطار ما تراه من مبادئ الشريعة الإسلامية إذ قامت بحرمانها من التعليم وتقلد الوظائف، كما فرضت عليها ارتداء الحجاب الذي يخفي جميع ملامحها من أعلى رأسها إلى أخمص قدمها، ولكن في أعقاب الإطاحة بالحركة بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، قامت الجامعات بفتح أبوابها أمام الفتيات فيما مثل إنجازا كبيرا لصالح المرأة الأفغانية وهو ما أحيا الأمل في نفوس الفتيات نحو مستقبل أفضل تحصلن فيه على درجة علمية وتتقلدن فيه مناصب مرموقة.
وتضيف الصحيفة أنه على الرغم من وعود طالبان، بعد العودة للحكم في أفغانستان العام الماضي، بتبني نهج أكثر مرونة واعتدالا في تولي شؤون الحكم في البلاد، إلا أنها لم تفي بتلك الوعود، حيث إن الفتيات فوجئن في أعقاب الإعلان عن تلك الوعود بإغلاق السلطات لأبواب الجامعات أمامهن وحرمانهن من التعليم.
وتشير الصحيفة إلى أن الوضع الحالي قد يدفع العديد من أبناء الشعب الأفغاني، الذين استمروا في الإقامة في البلاد بعد انسحاب أمريكا على أمل الحصول على حياة كريمة، إلى التفكير في الفرار خارج البلاد.
وفي الوقت نفسه، كما تشير الصحيفة، فقد قام وزير التعليم العالي نيدا محمد نديم بتبرير القرار بأنه يهدف لمنع الاختلاط بين الجنسين في الجامعات وأن هناك أجزاء في بعض المناهج الجامعية تتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، على حد قوله.
وتستطرد الصحيفة بالقول إن الفتيات في أفغانستان طالما نظمن مظاهرات للاحتجاج على موقف السلطات منهن، إلا أن حركة طالبان كانت تواجه تلك الاحتجاجات بالقمع وهو ما دفع الناشطة السياسية والأستاذة الجامعية حميرة قدري أن تؤكد في تصريحات لها أن أفغانستان لم تعد بلداً للفتاة الأفغانية وإنما صار سجنا لها.
وتتناول الصحيفة موقف الأمم المتحدة من الموقف الحالي في أفغانستان إذ تشير إلى أن المنظمة الدولية كانت قد أعلنت في سبتمبر الماضي عن تحويل ما يقرب من 3.5 مليار دولار من أموال البنك المركزي الأفغاني المجمدة إلى صندوق تم إنشاؤه في سويسرا لمساعدة الشعب الأفغاني بعيدا عن متناول يد السلطات الحالية في البلاد.
وتختتم الصحيفة المقال بالتنويه إلى أن أفغانستان مازالت تعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية طاحنة وأنه يجب على المجتمع الدولي العمل على تلبية احتياجات الشعب الأفغاني، في الوقت الذي تتمسك فيه حركة طالبان بالنهج البدائي القديم في نظرتها للمرأة، محطمة بذلك آمالها في حياة كريمة ومستقبل أفضل.