دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إسبانيا للعمل بشراكة تامة على الساحة الدولية لتأمين الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي للبنان، متعهدا بأن الحكومة لن تدخر جهدا في إجراء اللازم من إصلاحات وإجراءات لتخطي الأزمة والانطلاق نحو المستقبل.
جاء ذلك خلال استقبال ميقاتي، لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز الذي بدأ زيارة للبنان، اليوم الأربعاء، يتفقد خلالها كتيبة بلاده العاملة في إطار القوات الدولية في جنوب لبنان.
وجدد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي التأكيد على التزام لبنان بكافة مندرجات قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والعمل الحثيث على تطبيقه، مشددا على أن كافة السلطات الأمنية والعسكرية والقضائية لم ولن تتوانى ولو للحظة عن القيام بواجباتها كافة لناحية معرفة هوية مطلقي النار على سيارة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) قبل أسبوعين وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم، وذلك في إشارة إلى حادث إطلاق النار الذي وقع قبل عدة أيام وأدى إلى مقتل عنصر من الكتيبة الإيرلندية في قوات حفظ السلام، وإصابة 3 من زملاءه بجروح.
واعتبر ميقاتي أن زيارة رئيس وزراء إسبانيا ل بيروت هي بمثابة تأكيد إضافي على التضامن الدولي مع لبنان والدعم الذي لا بديل عنه لينهض من كبوته متوجها بالشكر ل إسبانيا للمشاركة بكتيبة تضم حوالي 600 عنصرا من حفظة السلام في قوة الأمم المتحدة ب لبنان .. مشيرا إلى أنها تشكل أكبر قوة عسكرية إسبانية خارج البلاد مما يدل على التزام إسبانيا الثابت باستقرار لبنان.
وتطرق ميقاتي إلى الوضع اللبناني الداخلي، حيث قال إن ما يزيد من وزر الضائقة الاقتصادية الخانقة في لبنان هو وجود أعداد كبيرة من النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين على الأراضي اللبنانية وتبعات هذا الوجود على الأمن والاستقرار والاقتصاد، معتبرا أن تداعيات وباء كورونا زادت من وطأة هذه الضائقة وما رافقها من إغلاقات عامة وعرقلة لحركة الإنتاج وللدورة الاقتصادية، ثم جاء انفجار مرفأ بيروت المدمّر ليقضي على كل الآمال بتعاف سريع – على حد قول ميقاتي.
وأضاف أن لبنان سينهض من كبوته بدعم إسبانيا خاصة بعد قرار إضافة لبنان على لائحة الأولويات للتنمية والتعاون الدولي للفترة 2022-2026، موضحا أنه بدعم الأسرة الدولية سيعود ل لبنان بريقه بين الأمم.
ودعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية إلى العمل المشترك لإحياء العجلة الاقتصادية في لبنان وعلى إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، وذلك من خلال توفير عودة آمنة وكريمة غير مشروطة، ليشاركوا في إعادة إعمار وطنهم، وليكمل لبنان معالجة مشكلاته الاقتصادية الداخلية التي زادها هذا النزوح تفاقما، معبرا عن ثقته في قدرة إسبانيا على تقدم الكثير من الدعم ل لبنان في ملف النازحين السوريين ومنحه الأولوية ضمن الاتحاد الأوروبي خلال فترة ترؤس إسبانيا للمجلس الأوروبي في النصف الثاني من العام المقبل.