يعتبر قطاع الطيران المدني واحدًا من المحاور الرئيسية في إنجاح خطط التنمية الاقتصادية؛ إذ يسهم في تنشيط الحركة السياحية وتنمية التجارة ودعم الاقتصاد القومي.
ويشهد قطاع صناعة الطيران العالم خلال 2022 سلسلة من الأحداث والتحديات التي انعكست تداعياتها على القطاع من أزمة غير مسبوقة وهي جائحة كورونا المستجد، التي تسببت في خسائر فادحة للاقتصاد العالمي بكل قطاعاته وفي مقدمتها قطاع الطيران الذي تعرض لأزمة هي الأخطر في تاريخه على الإطلاق.
ورغم هذه التحديات الكبيرة، تمكّن قطاع الطيران المصري في هذا العام من اجتياز تداعيات هذه الأزمة، بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يولي قطاع الطيران اهتمامًا كبيرًا، وبدعم الدولة المصرية، وبجهود جميع العاملين بالقطاع.
كما نجحت الوزارة بقيادة وزير الطيران، الطيار محمد عباس، في تحقيق إنجازات تمثلت في مواصلة مشروعات التطوير والتحديث لمنظومة الطيران وإقامة مشروعات جديدة واستمرار مبادرات تشجيع الحركة الجوية والسياحية.
وأكد الوزير أن استراتيجية وزارة الطيران تهدف إلى الاستغلال الأمثل للموارد وتعظيمها وجذب مزيد من الاستثمارات وتنشيط الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى مصر تحقيقًا إلى أهداف الدولة.
وأشار إلى أن إستراتيجية الوزارة تقوم على عدة محاور؛ من بينها استمرار منظومة التطوير ورفع كفاءة المطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية وجودة الخدمات المقدمة وتحديث الأسطول الجوي للشركة الوطنية والتوسع في شبكة الخطوط بفتح أسواق جديدة والتوسع في نشاط الطيران منخفض التكاليف وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص في مختلف المجالات، بالإضافة إلى تدريب العنصر البشري الذي يمثل الثروة الحقيقية للقطاع وفق أحدث النظم العلمية والتكنولوجية، واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة للحد من التلوث البيئي والمشاركة في مختلف الفعاليات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.
وعن أهم إنجازات وزارة الطيران المدني خلال عام 2022، حيث شهد العديد من الأحداث والإنجازات على الصعيدين الوطني والدولي؛ من بينها استمرار مشروعات تطوير وتحديث البنية التحتية للمطارات وأنظمة الملاحة الجوية و الأسطول الجوي وافتتاح مطار سفنكس الدولي بعد تطويره، الذي يعد واحدًا من أهم المطارات الجديدة، بجانب التوسع في الشبكة الجوية.
وعلى الصعيد الدولي، اجتازت سلطة الطيران المدني ومطارا القاهرة وبرج العرب التفتيش الدولي للمنظمة الدولية للطيران المدني "الإيكاو" بمستوى تقييم يفوق المعدلات القياسية العالمية في خطوة تؤكد ثقة مجتمع الطيران الدولي في دور مصر المحوري في منظومة الطيران العالمي، كما نجحت مصر في الحفاظ على عضويتها في المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيكاو" منذ نشأة المنظمة
ففي أول مشاركة دولية بعد توليه مسئولية وزارة الطيران، ترأس الفريق محمد عباس وفد مصر في اجتماعات الجمعية العامة الحادية والأربعين للمنظمة الدولية "الإيكاو" بمشاركة وفود 193 دولة أعضاء بالمنظمة؛ حيث ألقى الوزير كلمة مصر التي استعرض خلالها رؤية مصر تجاه مختلف القضايا والتحديات التي تواجه صناعة الطيران ودورها في دعم جهود الإيكاو والتنسيق الدائم لخدمة النقل الجوي العالمي.
وعلى صعيد الفعاليات الوطنية، أسهمت وزارة الطيران بدور كبير خلال منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، وكذلك في الدورة الـ27 من مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ.
ففي إطار توجيهات القيادة السياسية لاستضافة مصر مؤتمر COP27 بما يليق بمكانتها الحضارية وتنظيمه بصورة مشرفة، كثفت وزارة الطيران وهيئاتها وشركاتها التابعة جهودها وتم تشكيل لجنة وزارية للتنسيق والمتابعة وتشكيل فرق عمل من جميع التخصصات بالشركات التابعة لوزارة الطيران وجميع الجهات المعنية لتقديم كافة التيسيرات لضيوف مصر بما يعكس قدرة وإمكانيات الدولة المصرية.
وشاركت الوزارة في العديد من الفعاليات حول تأثيرات المناخ على صناعة الطيران، وتم تجديد الاعتمادات والشهادات الدولية لمختلف المطارات والهيئات والشركات التابعة للوزارة بما يعزز الثقة الدولية في قطاع الطيران المصري.
كما شهد مطار شرم الشيخ خلال مؤتمر COP27 أعلى نسبة تشغيل للرحلات الجوية؛ من خلال استقبال 609 رحلات تشغيل بإجمالي عدد 47731 راكبا، وشهد السادس من نوفمبر الماضي أعلى معدل تشغيل قياسي لمطار شرم الشيخ الدولي بمعدل تحركات 318 رحلة بإجمالي 17431 راكبًا وصلوا من جميع أنحاء العالم.
كما توسعت وزارة الطيران المدني في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، وتحديدًا الطاقة الشمسية للحد من التلوث البيئي؛ إذ بدأت تقدم رحلات طيران باستخدام الوقود الحيوي على هامش مؤتمر COP27، في إطار استراتيجيتها لتحقيق التنمية المستدامة وفق توجهات الدولة المصرية.
وحول ملف تنشيط الحركة الجوية والسياحية، شملت جهود الوزارة على مدار عام 2022 تشغيل رحلات جوية جديدة من بعض الدول الأوروبية إلى مدينة الأقصر لتشجيع السياحة الثقافية لربط المقاصد السياحية المصرية ببعضها البعض بما يسهم في خلق منتج سياحي متكامل يجمع بين أنماط السياحية المختلفة.
إضافة إلى ذلك، تبنت شركة مصر للطيران حزمة من الإجراءات لدعم وتنشيط الحركة الجوية والسياحية بالتنسيق المشترك بين وزارتي الطيران والسياحة والآثار، مع وضع آليات لربط المنتجعات السياحية الساحلية بالمناطق الأثرية وتدشين العديد من المبادرات.
وفي هذا الصدد، أكد الفريق محمد عباس أن وزارة الطيران ستواصل تقديم المزيد من الحوافز لشركات الطيران وتطوير منظومة المطارات والارتقاء بجودة خدمات المسافرين وحل كافة المعوقات والتنسيق مع القطاع الخاص لإحداث نقلة نوعية لهذا المرفق الحيوي وجذب مزيد من الحركة الجوية والسياحية الوافدة إلى مصر.
كما افتتحت الشركة الوطنية مصر للطيران مكتبها بالعاصمة الليبية طرابلس بعد إغلاق استمر 8 أعوام مما يعزز من تواجد الشركة بشمال إفريقيا، في ظل عودة حركة الطيران بين مصر وليبيا إلى معدلاتها الطبيعية وبما يخدم العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات.
وخلال موسم الحج للعام الحالي، نقلت مصر للطيران نحو 55 ألف حاج على متن 239 رحلة جوية من بينهم حجاج دولتي فلسطين ومالي عبر رحلات خاصة من مطار القاهرة الدولي إلى المملكة العربية السعودية؛ حيث تم تشغيل جسر جوي إلى مطار جدة بالمملكة العربية السعودية لنقل خمسة آلاف معتمر من الأشقاء الفلسطينيين وذلك بالتعاون والتنسيق مع الخطوط الجوية الفلسطينية.
وفي الإطار ذاته، وحرصًا من الدولة المصرية على دعم وتنشيط الحركة السياحية والجوية إلى مصر، وإدراكًا لأهمية إنشاء كيان منخفض التكاليف، طبقت وزارة الطيران المدني نموذج الطيران منخفض التكاليف من خلال شركة "إير كايرو" التابعة لوزارة الطيران والتي تعد الذراع الاقتصادي منخفض التكاليف لشركة مصر للطيران، وتُسيّر رحلاتها من مختلف دول العالم إلى المقاصد السياحية المصرية، فضلا عن الطيران الداخلي من مطار شرم الشيخ إلى مطارات الأقصر وأسوان وسفنكس، ومن منطقة الشرق الأوسط والدول العربية إلى مطار القاهرة.
وفي إطار توجه الدولة المصرية نحو التحول الرقمي بصورة شاملة ورقمنة الخدمات، تطبق وزارة الطيران استراتيجية متكاملة لتعزيز التحول الرقمي في مختلف أنشطة الوزارة والهيئات والشركات التابعة لها، كما شاركت في البرنامج التدريبي بعنوان "التهيئة للتحول الرقمي" ضمن الدورات التدريبية الخاصة بالعاملين بالجهاز الإداري بالدولة والمنتقلين للعاصمة الإدارية الجديدة، الذي يستهدف تدريب القيادات والعاملين.
وفي ضوء الدور الحيوي للهيئة العامة للأرصاد الجوية -أحد أهم القطاعات العلمية والتطبيقية التابعة لوزارة الطيران المدني- في رصد التغيرات المناخية والتنبؤات الجوية، تم تنفيذ مشروع خاص بتطوير وميكنة منظومة العمل وإعداد البيانات، ومنظومة الصيانة والمعايرة، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وفي إطار تدريب العنصر البشري وتأهيل العاملين بمختلف التخصصات، وجّه الوزير بضرورة تمكين العاملين من تأدية مهام وظائفهم بالوزارة وكافة الهيئات والشركات التابعة بصورة أفضل من خلال التدريب والتأهيل العلمي والتكنولوجي لرفع مستوي جودة الخدمات المقدمة واستمرار الخطط والمشروعات التنموية الخاصة بتطوير قطاع الطيران.