عملت الدولة المصرية، خلال السنوات القليلة السابقة، على إعادة رسم خريطتها العمرانية، من خلال إنشاء العديد من المجتمعات العمرانية الجديدة ذات الخدمات المتكاملة، بالإضافة إلى تطوير العشوائيات وإمداد القرى ببنية تحتية متطورة؛ لتوفير السكن الملائم للمواطنين وخلق مزيد من فرص العمل للشباب.
وتستهدف المشروعات العمرانية في الأساس تخفيف الازدحام عن بعض المدن لاستيعاب الزيادة السكانية، وجذب مزيد من الاستثمارات للمدن الجديدة، فضلًا عن تلك المدن متكاملة الخدمات والمرافق التعليمية والصحية والثقافية، مثل مدينة المنصورة الجديدة.
وكشفت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات أنه تعد مدينة المنصورة الجديدة من مدن الجيل الرابع، تبلغ مساحة المرحلة الأولى منها 2063 فدانًا، ووصلت حاليًا لنحو 2500 فدان من أصل 7200 فدان إجمالي المساحة المخصصة للمدينة، بطول 15 كيلومترًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، باستثمارات تقدر بنحو 45 مليار جنيه للمرحلة الأولى.
ولا شك أن مدن الجيل الرابع التي بدأت الدولة تدشينها في 2014 قد أظهرت طفرة نوعية من حيث التنفيذ والموقع ومن حيث أنها أصبحت أكثر مواكبة للتطورات العالمية، علاوة على أن تلك المدن شهدت مشاركة من القطاع الخاص، وتعتبر مدينة المنصورة الجديدة أول مدينة تنتمي لمدن الجيل الرابع في الدلتا، ومدن الجيل الرابع هي مدن متعددة الأنشطة، وتعزز من ريادة الأعمال ومشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات، وتتيح إمكانية التنقل من خلال الربط مع المدن الأخرى، إلى جانب أنها أنشئت على أساس أنها تتكيف مع المتغيرات المناخية، من خلال زيادة المناطق الخضراء والمساحات العامة، واستغلال موارد الطاقة الجديدة والمتجددة.
وتقع المنصورة الجديدة بطول 14 كم على الطريق الساحلي بجانب مدينة جمصة كامتداد لها حتى حدود محافظة كفر الشيخ، وتبعد المدينة 54 كم عن المنصورة القديمة، وسيتم ربط المدينة الجديدة بالقديمة عن طريق إنشاء قطار مكهرب يصل بينهما في أقل من 15 دقيقة، وتضم أنواع إسكان مختلفة من إسكان سياحي، وفيلات، وإسكان متوسط، واجتماعي، لتستوعب أكثر من مليون ونصف مليون نسمة، فضلًا عن الفنادق السياحية التي تخدم السياحة العلاجية؟