بعد انطلاق العام الجديد .. روشتة شرعية لتغير حالك إلى الأفضل

بعد انطلاق العام الجديد .. روشتة شرعية لتغير حالك إلى الأفضلصورة ارشيفية

الدين والحياة1-1-2023 | 06:09

لم يمر سوى دقائق قليلة على انطلاق العام الجديد ، ويحدونا الأمل أن يكون عاماً سعيداً، وأفضل حال من العام الماضي بحلوه ومره ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن كيف تكون أفضل حال من العام الماضي؟

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: إن الله تعالى قال: {إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} ، فإذا ظللنا على ما نحن عليه من غير تغيير، فإن الله لا يغير ما بنا، بل إنه سبحانه وتعالى يقول: {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}.

وأضاف جمعة أننا لابد أن نستجيب لرسول الله ﷺ ، وأن نتخذ منهاجه في التغيير، من حالٍ إلى حال؛ حتى نصلح أحوالنا، فينظر الله إلينا بنظر الرحمة، ويعيننا على أن نبدل حالنا إلى أحسن حال، ولا بد على المسلم أن يدرك مناهج التغيير، فالتغيير في مجالات ثلاث :

الأول: العلاقة بينك وبين ربك.

الثاني: العلاقة بينك وبين الناس.

الثالث: العلاقة بينك وبين نفسك

لذلك عبرنا بالجمع دون المفرد، لأن التغيير يحتاج إلى مناهج، وليس إلى منهج واحد، والنبي ﷺ في التغيير يقول: «ابدأ بنفسك ثم بِمَنْ تعول»، ومجمل ما في السنة: ابدأ بنفسك، ثم بِمَنْ يليك، فلابد أن تبدأ بنفسك، ثم لا تَنْسَ عائلتك وأسرتك، وهذا يجعل التربية والتعليم أساس التغيير، لابد علينا من الاهتمام بالتربية والتعليم، فكل شيء في حياتنا لا يتم تغييره، إلا من خلال التربية والتعليم.

وأوضح أساس العلاقة بينك وبين الله: لا حول ولا قوة إلا بالله، التي تفيد حسن التوكل على الله، وأن تؤمن أنه لا يكون في كونه إلا ما أراد، فيحدث لك التسليم بأمر الله، سواء أكان أمرًا كونيًّا، فلا تهتز أمام المصائب والبلايا، أو أمرًا شرعيًّا، فلابد عليك أن تطيع ربك، وأن ترضيه، وأن تعود إليه.

وتابع: غَيِّر العلاقة بينك وبين الله، على أساس: لا حول ولا قوة إلا بالله، التي تؤدي بك إلى التوكل، فالتسليم، فالرضا عن الله سبحانه وتعالى، {رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}.

فحينئذ ينظر إليك الله؛ بنظر التأييد، والمعونة، والعطاء، الله خلقك، وهو يحبك ويرحمك، وأرسل لك رحمة للعالمين، فالعلاقة بينك وبينه ليست مخيفة، بل هي مضيئة، منيرة، جميلة، الرهبة من الله من خلال حبه، وتعظيمه سبحانه وتعالى، فكن حيث ما أمرك الله.

وأشار جمعة إلى أن هناك منهجا بينك وبين الخلق، وهذا المنهج مبني على العفو والصفح، {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ، {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} أمر في غاية الصعوبة، يحتاج إلى صبر، وإلى تجرع مرارة، كيف تعفو عَمَنْ آذاك، وكيف تعفو عَمَنْ اعتدى عليك، وكيف تتجاوز مَنْ وقف بلا مبرر يسبك، وكيف لو أنه كان على الباطل، وأنت على الحق.

وعلى الرغم من ذلك، فإن العفو والصفح، هو منهج النبيين والصديقين، والعفو والصفح، هو الذي ينبغي أن نتقدم به بيننا وبين الناس، وهو أمر عظيم يوقعنا في نزاع مع أنفسنا، ولكن في النهاية: الأمر لله ولرسوله، وكلام الله ورسوله على أعناقنا، وفوق رءوسنا ( فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا).

أضف تعليق