اللغة العربية المظلومة !

الرأى1-1-2023 | 13:34

أحسنت سفارة السلطنة العُمانية بالقاهرة عندما وزعت على الحضور كتاب « حياة اللغة العربية» لشيخ الأزهر الأسبق الإمام الأكبر محمد الخضر حسين، الذى أعادت مجلة الأزهر طباعته ووزعته كملحق لها مع الجزء الخامس من تفسير القرآن الكريم للشيخ حسنين مخلوف.

والكتاب صغير الحجم ولا تتجاوز صفحاته المائة، ولكنه يرصد حياة لغتنا العربية الجميلة وأطوارها وتأثيرها وفصاحة مفرداتها وحكمة تراكيبها، وقد كان ذلك بمناسبة اللقاء الدورى لصالون أحمد بن ماجد الثقافى، الذى عقد هذا الشهر تحت عنوان « اللغة العربية بين مطرقة التعريب وسندان التهميش»، حيث تحتفل السفارة باليوم العالمى للغة العربية، الذى يصادف موافقة الأمم المتحدة على اعتبارها أحد اللغات الرسمية للمنظمة، وقبل الدخول فى تفاصيل الاحتفال أود الإشارة إلى أن الربان أحمد بن ماجد والذى أطلق اسمه على الصالون الثقافى للسفارة، هو الملاح العمانى الشهير والذى لقب بـ "أسد البحر" فى القرن الخامس عشر الميلادى، وله العديد من المؤلفات البحرية والجغرافية.

وقد حشد سفير السلطنة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمعًا غفيرًا من المتخصصين فى اللغة، فضلا عن الشعراء والإعلاميين، ومنهم زميلى عاصم رشوان، إلى جانب نجوم الدبلوماسية يتقدمهم عمرو موسى وسفيرى المغرب وتونس.

ومن لا يعلم.. فسعادة السفير العمانى " زميل مهنة" فهو كاتب صحفى معروف، وكان يرأس مؤسسة عمان الصحفية، كما تولى رئاسة تحرير صحيفة عمان اليومية، وهو مغرم بالأدب، خاصة الشعر، ويعتقد أن الاحتفال العالمى السنوى بلغتنا العربية هو إقرار بما ظل موضع إنكار، وهو إنصاف رمزى للغتنا وثقافتنا وحضارتنا، وقد استشهد بما قاله المستشرقون والفلاسفة عن اللغة العربية، والتى لم تعرف طفولة ولا شيخوخة، وأنها أقدم من التاريخ.

نعم.. لقد كرم الله اللغة العربية، حيث جعلها لسان الكتاب السماوى الخاتم (القرآن)، وكما قال سبحانه فى سورة الزخرف: "إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"، وأيضا كما ذكرها رب العزة فى سورتى الشعراء والشورى.

وقد تحدث أستاذنا د. أحمد درويش عميد كلية دار العلوم الأسبق عن جمالياتها المتعددة، كما ألقى د. أحمد تيمور قصيدة فى صورة حوار مع مؤلف كتاب الأغانى حول اللغة العربية.

وتحدث عمرو موسى عن بدعة تسمية المحلات بأسماء أجنبية، وحكى د. جودة عبد الخالق كيف كان تلاميذه فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية يستقبلون محاضراته بالفصحى العربية مما دعاهم للسؤال عن جنسيته؟.

نعم.. لغتنا جميلة، "فى أحشائها الدر كامن"!

وهل هناك لغة يمكن أن تجمع كل هذه الأوصاف والمفردات فى بيت شعر واحد، كما قال امرؤ القيس:

مكر مفر مقبلا مدبرا معا

كجلمود صخر حطه السيل من عل

أضف تعليق

إعلان آراك 2