نيويورك تايمز: الهواتف المحمولة "خطر قاتل" فى ساحات القتال

نيويورك تايمز: الهواتف المحمولة "خطر قاتل" فى ساحات القتالنيويورك تايمز: الهواتف المحمولة خطر قاتل فى ساحات القتال

عرب وعالم5-1-2023 | 09:35

ابتليت روسيا و أوكرانيا باستخدام الجنود للهواتف المحمولة الشخصية في ساحات القتال، مما يشكل تهديدا وجوديا في الحرب الحديثة، وفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفي وقت مبكر من غزوهم لأوكرانيا، اقترب بعض المقاتلين الروس من العاصمة كييف وأجروا مكالمات باستخدام الهواتف المحمولة وحملوا مقاطع فيديو على تطبيق تيك توك، مما يجعل مواقعهم معروفة بالنسبة للأوكرانيين.
واستخدم الأوكرانيون إشارات الهاتف المحمول لإطلاق صواريخ في مواقعهم وكان لذلك تأثيرا مدمرا، وفقا لرئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية.
وبعد مرور عام تقريبا وعلى الرغم من الحظر المفروض على الهواتف المحمولة الشخصية، لا يزال الجنود الروس في منطقة الحرب يستخدمونها للاتصال بزوجاتهم وصديقاتهم وأولياء أمورهم وبعضهم البعض مما يعرضهم للهجمات الأوكرانية، وفقا للصحيفة الأمريكية
وأقر الجيش الروسي بالمشكلة بعد الضربة التي قتلت العشرات من الجنود الروس هذا الأسبوع لتبرير الخسائر الفادحة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "من الواضح بالفعل أن السبب الرئيسي لما حدث يشمل الاستخدام المكثف للهواتف المحمولة الشخصية، خلافا للحظر".
وأضافت أن بيانات الهاتف المحمول سمحت ل أوكرانيا "بتحديد إحداثيات مواقع أفراد الخدمة العسكرية لتوجيه ضربة صاروخية".
من ناحية ثانية، قال مسؤول أوكراني ومجموعة من المدونين الروس المؤيدين للحرب إن هناك عوامل أخرى ساهمت في الضربة، وأن الوزارة كانت تحاول صرف اللوم عن القادة العسكريين من خلال إلقاء اللوم على الجنود.
وقال هؤلاء إن القادة الروس كانوا يؤوون عددًا كبيرًا من القوات معًا بدلاً من تفريقهم ووضعوهم بالقرب من الذخائر التي انفجرت في الهجوم وفشلوا في إخفاء تحركاتهم بشكل كافٍ.

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إن القوات المدعومة من روسيا استخدمت بيانات الهواتف المحمولة لاستهداف الجنود الأوكرانيين منذ عام 2014 على الأقل، عندما بدأ الانفصاليون الموالون للكرملين في قتال القوات الأوكرانية شرق البلاد.
وبعد أقل من عقد، صقلت كل من أوكرانيا و روسيا مهاراتهما في استخدام إشارات الهواتف المحمولة والراديو كأداة استهداف فعالة.
في حين أن بعض الوحدات الروسية والأوكرانية تتبع قواعد صارمة وتضمن عدم وجود الهواتف المحمولة في أي مكان بالقرب من الخطوط الأمامية، تظهر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي من ساحة المعركة أن الهواتف المحمولة شائعة بين الجنود على كلا الجانبين.
ومع ذلك، يبقى حجم الخسائر الناجم عن استخدام الهواتف النقالة لدى القوات الأوكرانية أوكرانيا غير واضح، لكن يبدو أنه أقل حدة من الخسائر الروسية، بحسب "نيويورك تايمز".
وتُظهر مقابلات "نيويورك تايمز" مع الجنود الروس والمكالمات الهاتفية المسجلة التي اعترضتها سلطات إنفاذ القانون الأوكرانية طوال الحرب وحصلت عليها الصحيفة أن القادة الروس حاولوا مرارًا وتكرارًا، إبعاد الهواتف عن ساحة المعركة.
وقال جنديان في مقابلات إنه قبل الغزو مباشرة، طُلب من الجنود الروس المتمركزين في بيلاروس التخلي عن هواتفهم.
في المكالمات التي تم اعتراضها، يمكن سماع جنود روس يقولون إن القادة صادروا هواتفهم في فبراير.
ورغم ذلك، وجد الجنود الروس طرقا للالتفاف على القواعد التي وضعها الجيش بالنسبة لاستخدام الهاتف المحمول.
وأظهر تحليل لسجلات المكالمات أنهم سرقوا هواتف من الأوكرانيين، بما في ذلك أولئك الذين قتلوا.
وفي العديد من المكالمات التي تم اعتراضها، يمكن سماع الجنود الروس وهم يشكون من أنهم لا يثقون بقادتهم أو أنهم شعروا بالتخلي عنهم، ويقولون إنهم لا يهتمون بالقواعد.
وأدلى بعض الجنود الروس بتصريحات أظهرت أنهم كانوا على علم بأن المخابرات الأوكرانية يمكن أن تستمع - وأن عليهم اختيار كلماتهم بعناية، لتجنب الكشف عن مواقعهم.

لكن لا يبدو أن الجنود يعرفون أن بيانات الهاتف المحمول وحدها يمكن أن تخونهم، مما يمنح الأوكرانيين ما يكفي لتحديد موقع الهاتف.
على الرغم من التهديد المستمر، يواصل الجنود من كلا الجانبين التشبث بهواتفهم. وغالبًا ما يتمتع الأوكرانيون بإمكانية الوصول إلى "ستارلينك"، وهو خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بالقرب من الخط الأمامي، مما يعني أن المكالمات لا تستخدم الأبراج الخلوية وعادة ما تكون آمنة.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2