قبل نحو 20 عامًا، كانت مدينة البصرة وغيرها من المدن العراقية تتعرض لغزو واحتلال أمريكى، بحجة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل، وتعرضت مدينة "البصرة" حينها لقصف مكثف، وانقطاع للمياه والكهرباء عن جميع أحيائها، مما أدى لتدمير المدينة ووفاة الآلاف.
واليوم، تكتظ مدينة البصرة بآلاف من الوفود الرياضية والإعلامية والمشجعين قبيل انطلاق بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 25) غدًا للمرة الثانية في العراق منذ 44 عاما.
الفرح والابتهاج
وخصصت الجهة المشرفة على تنظيم بطولة كأس الخليج بنسخته الجديدة، سبعة فنادق كبرى لاستضافة وإسكان المنتخبات الخليجية، فضلا عن أعداد كبيرة من كبار الشخصيات المرافقة للمنتخبات والاداريين والإعلاميين والحكام والمشرفين على البطولة.
فيما خصصت محافظة البصرة نحو 40 فندقا لاستقبال جمهور المشجعين الذين شوهد وصولهم مبكرا في شوارع البصرة بأزيائهم التقليدية، فيما أعلن آلاف من العراقيين استعدادهم لاستقبال الجماهير الخليجية في منازلهم ودواوينهم ومضايفهم في مشهد يعكس حالة الفرح والابتهاج التي يعيشها أهالي البصرة باحتضان هذا الحدث الرياضي، الذي سيبقى عالقا في أذهان الضيوف ومحطة للعراق في استضافة بطولات رياضية مستقبلا.
أجواء أمنة
ويُشاهد آلاف من المواطنين الخليجيين ووسائل الإعلام وهم يتجولون في شوارع مدينة البصرة ومطاعمها وأزقتها وأسواقها التجارية والمقاهي بكل حرية في أجواء أمنه، حيث تعج الشوارع بهم حتى ساعات متأخرة من الليل رغم قساوة الظروف الجوية وانخفاض درجات الحرارة.
ويرافق هذه الأجواء إطلاق عدد مميز من الأغاني والدبكات الفلكلورية والأهازيج التي ترحب بالوفود الخليجية
وأبدى العشرات من ضيوف العراق إعجابهم بالأطباق، التي تقدمها المطاعم العراقية للأكلات العراقية الشهيرة وأبرزها السمك المسكوف والباجه والقوى والمشويات والدجاج بالتنور مع الخبز العراقي الشهير، والبرياني مع اطباق من المقبلات فضلا عن احتساء الشاي بـالإستكان وفناجين القهوة فيما فضلا آخرون الاستمتاع بالأجواء الشعبية لتناول وجبات من أصحاب المطاعم الجوالة.
جداريات تزين الشوارع
كما تزين الجداريات شوارع المدينة، حيث تجمع نحو 25 متطوعا لرسم اللوحات على جدران ملاعب المدينة وشوارعها ضمن مظاهر الاحتفاء بالبطولة، وقالت الطبيبة المتطوعة في المجموعة داليا الحمداني إن المبادرة يشارك فيها نحو 25 شخصا من مختلفي الوظائف للمساهمة في إنجاح خليجي 25 بالرسم على جدران ملعب الميناء الرياضي الذي سيشهد حفل الافتتاح.
وأضافت أن الجداريات تشتمل على رسومات متنوعة، تضمنت شناشيل (مشربية) البصرة، وأخرى عن طبيعة البصرة، وقسما لشخصيات أدبية وتراثية، كلها تهدف لأن تظهر البصرة أجمل أثناء خليجي 25.
وقال محمد رعد الطالب في كلية طب الأسنان ب البصرة الذي يشارك في المبادرة، إن الدافع الرئيسي لمبادرتهم دافع وطني إلى جانب حب الرسم، وللتأكيد على أن العراقيين شعب يحب الحياة الجميلة والسعادة والتفاؤل.
وأعرب أحد سكان البصرة عن شعوره بالسعادة بأجواء البطولة. وقال حيدر ضياء "إحنا مستمتعين (نحن مستمتعون) جدا بهذه الأجواء.. بعد غياب دام أكثر من 40 سنة. والآن يشهد العراق عودة لاحتضان البطولات الرياضية، وهو ما يشير إلى استقرار الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي وقدرة العراق -و البصرة تحديدا- على استضافة المحافل الرياضية".
ورفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جزئيا في عام 2018 حظرا كان مفروضا منذ 1990 على استضافة العراق للبطولات بسبب مخاوف أمنية.