وزيرة التخطيط: التجربة التنموية الثرية لمصر والصين تخلق فرصا للتعاون والاستثمار بين البلدين

وزيرة التخطيط: التجربة التنموية الثرية لمصر والصين تخلق فرصا للتعاون والاستثمار بين البلدينوزيرة التخطيط: التجربة التنموية الثرية لمصر والصين تخلق فرصا للتعاون والاستثمار بين البلدين

اقتصاد5-1-2023 | 13:23

قالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الدكتورة هالة السعيد، إن التجربة التنموية الثرية ل مصر و الصين تخلق العديد من الفرص المتاحة للتعاون والاستثمار المشترك بين القطاعين العام والخاص في البلدين.

جاء ذلك في كلمة الوزيرة خلال مشاركتها بالمنتدى الاقتصادي والاستثماري المصري الصيني بعنوان "مستقبل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين مصر والصين"، بحضور وزير التجارة والصناعة أحمد سمير، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس ليد جمال الدين، ورئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة حسام هيبة، وعمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الرئيس الشرفي لجمعية رجال الأعمال المصريين الصينيين، سفير جمهورية الصين الشعبية في القاهرة لياو لي تشيانغ، رئيس جمعية الصداقة المصرية الصينية السفير أحمد والي، رئيس غرفة التجارة الصينية في مصر تشانج ويتشاي، وعدد من رؤساء الشركات المصرية والصينية.

وأضافت هالة السعيد أن المنتدى يمثل حدثًا مهمًا في سبيل تعزيز العلاقات المصرية الصينية، حيث يأتي في مرحلة شديدة الدقة يشهدها العالم، كما تغطي موضوعاته مجالات حيوية ومتنوعة للتعاون بين البلدين.

وأكدت أهمية ومتانة العلاقات المصرية الصينية؛ حيث أنها علاقاتٍ ذات ماضٍ عريق، ترتكز على ثوابتٍ أصيلة، وينتظرها مستقبلٌ واعد؛ مشيرة إلى الروابط التاريخية والحضارية والثقافية التي طالما جمعت البلدين من خلال طريق الحرير البري، وتمتد آفاقه وصولاً للتعاون من خلال محور قناة السويس، وأن ذلك يعزز الصداقة والاحترام المتبادل الذي يجمع الشعبين، والاهتمام والدعم الذي تُولِيه القيادة السياسية في البلدين لتطوير تلك العلاقات وتنميتها، في ضوء علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والزيارات واللقاءات المتبادلة والتي تكللت مؤخرا باللقاء الذي جمع زعيمي البلدين على هامش القمة العربية الصينية الأولى في الرياض في ديسمبر الماضي.

وأشارت إلى نجاح البلدين رغم التحديات والمتغيرات الإقليمية الدولية في تعزيز علاقات التعاون الثنائي الاقتصادي والاستثماري، حيث شهد التبادل التجاري بين البلدين زيادات ملحوظة بلغت نسبتها 37% على أساس سنوي حيث وصل إلى 13 مليار دولار خلال الـ 9 أشهر الأولى من 2022، وأن حجم الاستثمارات الصينية في مصر جاءت في العديد من المشروعات الإنتاجية والقطاعات الحيوية منها قطاع الطاقة والكهرباء والصحة والتكنولوجيا والبنية التحتية.

وتابعت أن العلاقات بين مصر و الصين أثبتت قدرتها على مواكبة التحولات والتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، حيث التقت إرادة البلدين وسعيهما الحثيث في المشاركة الفاعلة في جهود التنمية ومواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية غير المسبوقة التي يشهدها العالم، لافتة إلى أن ذلك جعل العلاقات بين مصر و الصين نموذجًا واعدًا للشراكة والتعاون المثمر، خاصة في ضوء ما يمتلكه البلدان من إمكانيات بشرية ومادية هائلة تجعل منهما سوقًا كبيرة للمنتجات والعمل.

وواصلت الوزيرة أن جمهورية الصين لديها تجربة تنموية ملهمة؛ تحظى بإشادة وتقدير العالم، وتميزت بقدر كبير من الشمول للنواحي الاقتصادية والاجتماعية، وحقق الاقتصاد الصيني من خلالها نجاحات كبيرة خاصة في مجال تشجيع التصنيع، وزيادة التصدير، وجذب الاستثمار المحلي والأجنبي، والحفاظ على نمو اقتصادي مرتفع ومستدام.
وأشارت إلى جهود مصر الحثيثة والبرامج الطموحة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة من خلال "رؤية مصر2030"، ومواصلة تنفيذ برنامج إصلاحات هيكلة جادة في إطار البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أن مصر تتمتع باقتصاد متنوع، استطاع رغم تعاظم التحديات أن يحقق العديد من المؤشرات الإيجابية، منها تحقيق معدل نمو بلغ 5.6 قبل الأزمات الاخيرة.

واستعرضت جهود الدولة المصرية لاستكمال تلك المسيرة التنموية بتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار الخاص المحلي والأجنبي، متابعة أن التجربة التنموية المصرية شهدت مسارات مختلفة منها الاستمرار في استقرار الدولة المصرية من خلال الاستثمار في البنية التحتية.

وأضافت أن تدخل الدولة للاستثمار في البنية التحتية من كهرباء وشبكة طرق والموانئ المصرية كان مهما لتهيئة جودة الحياة للمواطن المصري، وبهدف توافر بنية تحتية جاذبة للاستثمار المحلي والأجنبي، مشيرة كذلك إلى مرحلة الإصلاح الهيكلي، وأن الدولة تستكمل في تلك المرحلة برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تم إطلاقه في 2016، حيث تتم بشكل تشاركي مع القطاع الخاص والمجتمع المدني ومجتمع الأعمال والمفكرين ومراكز الأبحاث.

ونوهت هالة السعيد بأنه خلال خطة الإصلاح الهيكلي، تم التركيز على عدد من المحاور التي تضمنت تعزيز قدرة الاقتصاد المصري على الصمود بالارتكاز على الاقتصاد الحقيقي، والتركيز على القدرة التنافسية لقطاعات الصناعة والزراعة والاتصالات، متابعة أن المحور الأول من خطة الإصلاح الهيكلي تركز على تلك القطاعات وتوجيه قطاع الاقتصاد الحقيقي بزيادة نسبته من 25% إلى 35% من الناتج، وبالتالي توجيه المنتجات بأن تصبح أكثر قدرة على التنافسية وبالتالي يصبح الاقتصاد أكثر قدرة على مواجهة الصدمات الخارجية التي يعاني منها العالم أجمع.

ولفتت إلى محاور خطة الإصلاح وإلى تعزيز قدرة الاقتصاد الخاص، مؤكدة أهمية مشاركة القطاع الخاص باعتباره الشريك الأساسي في عملية التنمية والمشغل الأساسي لقوة العمل حيث يسهم في تشغيل 82% من العمالة المصرية.

وأشارت كذلك إلى إطلاق وثيقة سياسة ملكية الدولة التي تأتي في إطار تعزيز دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي وخلق البيئة الاقتصادية الداعمة والجاذبة للاستثمارات لوضع الأسس والمرتكزات الرئيسية لتواجد الدولة في النشاط الاقتصادي، لافتة أيضا إلى قيام الدولة بوضع الحوافز وتفعيل بعض الأمور الموجودة في قانون الاستثمار والتي لم تكن مفعلة مسبقًا مثل الرخصة الذهبية وأخرى المتعلقة بتوطين الصناعات خاصة الصناعات الخضراء.
كما نوهت بتحديث قانون مشاركة القطاع الخاص مع الدولة في مشروعات البنية التحتية، من أجل مزيد من تسهيل دور القطاع الخاص في تلك المشروعات، و كذلك إنشاء الصندوق السيادي المصري ليكن ذراعًا استثماريًا مهمًا للدولة، لخلق آلية يستطيع القطاع الخاص التعامل معها سواء في تعظيم العائد في أصول الدولة المستغلة استغلال غير كفؤ، وغير المستغلة، أو بالدخول في استثمار مباشر مع القطاع الخاص، مشيرة إلى البدء في تسريع دور المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كمركز مالي ولوجيستي يمكن العمل معه لتعظيم دور القطاع الخاص من مشروعات مختلفة كثيرة من توطين صناعات أو توطين مشروعات خاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة كمشروعات الهيدروجين الأخضر، و أن مصر حاليًا تتحول لتكن مركزا إقليميا ودوليا لمشروعات الهيدروجين الأخضر.

وأضافت وزيرة التخطيط أنه لدينا أكثر من 15 اتفاقية معظمها تحالفات دولية ومصرية لجعل المنطقة الاقتصادية هي المنتج الرئيسي لتلك المشروعات الخاصة بالطاقة الجديدة والمتجددة وغيرها الخاصة بتحلية المياه والتي يعمل عليها الصندوق السيادي مع مجموعة من المؤسسات الدولية.
وأشارت - خلال كلمتها - إلى استضافة مصر مؤتمر المناخ COP27، و كذلك نجاح مصر في إطلاق السندات الخضراء لأول مره لتمويل المشروعات الخضراء، لافغ إلى استهداف الخطة الاستثمارية للدولة زيادة المشروعات الخضراء والتي تسهم في استدامة الموارد والحفاظ عليها من أجل الأجيال القادمة، فضلًا عن إطلاق معايير الاستدامة البيئية لكل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، تعمل عليها كل المؤسسات وتأخذها في الاعتبار عند وضع المشروعات الخاصة بها.

أضف تعليق

إعلان آراك 2