العالم أمام أزمة اقتصادية طاحنة !

العالم أمام أزمة اقتصادية طاحنة !حسن زعفان

الرأى7-1-2023 | 08:40

مع بداية العام الجديد، يعلن صندوق النقد الدولى أن العالم أمام أزمة اقتصادية معقدة ستؤثر على كل مخرجات الاقتصاد العالمي، وقد أعلنت عدة مؤسسات دولية معنية بالاقتصاد منها، منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والتى أكدت أن العالم سيواجه نقصًا حادًا فى السلع الغذائية الأساسية بسبب نقص توريد الحبوب من القمح والذرة والأرز والمحاصيل الزيتية وقد صدر عن المنظمة عدة تقارير تحذر من مجاعات ستضرب بعض دول آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية، بل إن الأمر قد يتفاقم فى دول شرق أوروبا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتزايد أعداد اللاجئين وعدم قدرة الدول المضيفة على توفير مصادر غذاء كافية لإطعام ملايين اللاجئين فى شرق أوروبا وغربها مما سيخلق مشاكل اجتماعية وأمنية للدول التى سمحت للاجئين بالإقامة فيها حيث بدأ ظهور بوادر حركات عنصرية رافضة لإقامة اللاجئين أو المهاجرين من أماكن الصراع إلى أراضى دولهم كما حدث فى فرنسا عندما اعتدى متطرف عنصرى فرنسى على تجمع للمهاجرين الأكراد في قلب باريس.

أما أخطر ما يواجه العالم هو آخر تقارير منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة أن ربع سكان العالم قد يواجه نقصًا حادًا فى الغذاء، وأن الأزمة ستضرب حتى الدول الغنية فى أوروبا وأمريكا وآسيا.

أما أحوال التجارة ونقل السلع والبضائع فسوف تتأثر بنسبة كبيرة قد تصل إلى تعطيل ثلث حركة تداول المواد الأساسية المصنعة وشبه المصنعة مما سيلحق ضررًا كبيرًا بقطاعات الصناعة والتى تعتمد فى الأساس على استيراد المواد الأساسية وشبه المصنعة.

أما فيروس كورونا والذى عاد ليضرب بشدة فى الصين والتى تعانى من تزايد حدة الإصابات والتى وصلت إلى نصف مليون إصابة يوميا، وهو رقم مخيف ومرعب مما جعل كثيرًا من الدول تفرض قيودًا على السفر من وإلى الصين.

لكن الأخطر هو التأثير السلبى على حركة التجارة العالمية والتى تشارك فيها الصين والهند بنسبة تصل إلى النصف من حجم تجارة الغذاء سواء محليًا داخل بلادهم أو تجاريًا حول العالم، وأن الكساد الذى أصاب قطاعات الصناعات التحويلية والصناعات الصغيرة والمتوسطة والتى تعتمد عليها الصين والهند ومعظم بلدان ما كان يعرف بالنمور الآسيوية ستتعرض لنقص حاد فى الإنتاج وصعوبة فى التسويق وأن الضرر الأكبر سيكون بسبب الصين والتى تسيطر على معظم توريدات قطع الغيار ومستلزمات الإنتاج لدول الجيران وكذلك معظم دول وسط وشرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية مما سيزيد من التضخم وارتفاع الأسعار وانهيار العملات المحلية خاصة الدول الأكثر فقرًا أو التى تعانى مشاكل ونزاعات داخلية.

ويبقى أخطر ما يواجه العالم هو النقص الحاد فى الغذاء وتوفير الدواء.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2