جولة بمتحف دير سانت كاترين فى عيد الميلاد

جولة بمتحف دير سانت كاترين فى عيد الميلادجولة بمتحف دير سانت كاترين فى عيد الميلاد

مصر7-1-2023 | 16:38

أيقونات، أناجيل، أدوات وملابس كهنوتية، مقتنيات نادرة فى جولة داخل متحف دير سانت كاترين مع خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار فى يوم ميلاد السيد المسيح

وينوه الدكتور ريحان إلى فكرة إنشاء المتحف عام 2001 حين استغل رهبان دير سانت كاترين موقع تاريخى بأحد أبراج الدير بمنتصف الجدار الشمالى الشرقى وهو برج القديس جورج ليكون معرضًا دائمًا لمقتنيات وأيقونات الدير يطلق عليه متحف الدير والذى يقع ببرج القديس جورج الشهير بالوادى المقدس داخل الدير الذى يضم شجرة العليقة الملتهبة والبئر الذى يطلق عليه بئر موسى وكنيسة العليقة وكل من يدخلها يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى عليه السلام

ويضيف بأن البرج استمد اسمه من وجود كنيسة القديس جورج بداخله ويتكون البرج من أربعة مستويات، المستوى الأول وبه مدخل الحجاج المسيحيين حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير والمستوى الثانى وبه ما يسمى (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانى مقدسة وثياب مقدسة ومخطوطات، فهو بمثابة متحف الدير القديم والمستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذى يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانًا الأشخاص للدير فى العصور الوسطى، والمستوى الرابع وبه كنيسة القديس جورج الذى أعيد بناؤها عام 1803م

ويشير الدكتور ريحان إلى أهم مقتنيات المتحف وهو مخطوط التوراة اليونانية المعروفة باسم "كودكس سيناتيكوس، وهى نسخة خطية غير تامة من التوراة اليونانية كتبها "أسبيوس" أسقف قيصرية عام 331 تنفيذًا لأمر الإمبراطور قسطنطين، ثم أهداها الإمبراطور جستنيان إلى دير طور سيناء عند بنائه للدير عام 560 م، والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد جبال سيناء الذى عرف باسمها، اكتشفه فى الدير "تشيندروف" (روسى الجنسية، وفى بعض المراجع ألمانى الجنسية) عند زيارته للدير أعوام 1844، 1853، 1859، والجزء الأكبر من الوثيقة حصل عليه "تشيندروف" فى رحلته الأخيرة عام 1859 بتعهد منه للدير موجود بالمتحف على استعارة المخطوط وإعادته مرة أخرى، وقدم المخطوط إلى الإسكندر الثانى قيصر روسيا ولم يرده إلى الدير، وفى عام 1933 باعتها الحكومة الروسية للمتحف البريطانى بمبلغ مائة ألف جنيه إسترلينى وقد تقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012 مطالبًا بعودة المخطوط

وأردف بأن المتحف يضم الإنجيل السرياني المعروف باسم (بالمبسست) وهي نسخة خطية غير تامة من الإنجيل باللغة السريانية مكتوبة على رق غزال، قيل هي أقدم نسخة معروفة للإنجيل باللغة السريانية يعود إلى الفترة ما بين القرنين الخامس والسادس الميلاديين وهناك نص أحدث يعود إلى القرن الثامن أو التاسع الميلادى، ومصطلح بالمبسست يقصد به المخطوط الذى يتكون من طبقتين بالكتابة أو أكثر، الأولى هى الكتابة التى تم محوها وهى الأقدم وعادة ما تكون باهتة ومن الصعب قراءتها حيث أن هذه الطبقة الممحاة من الممكن أن تقدم معلومات هامة عن تاريخ الدير أثناء العصور الوسطي وكذلك من الممكن أن تضم هذه الطبقة نصوص قديمة لم تتم دراستها والطبقة الثانية تنتمى كتابتها إلي تاريخ أحدث

وقد اكتشف بالمخطوط أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة يعود تاريخها إلى نفس الحقبة تتضمن أجزاء من بحث الطبيب العظيم ( هيبوقراط )
وتابع الدكتور ريحان بأن المتحف يضم العهدة النبوية وهي عهد الأمان لأهل الكتاب من رسول الله(ص) يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم ومقدساتهم والمحفوظة صور منها بالدير باللغة العربية والتركية بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند دخوله مصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية وهي أول وثيقة تضع نظامًا لحرية الإدارة الكنسية بكل أنواعها سواءً فى الأسقفية أو الكاتدرائية أو المطرانية الخاصة بالأديرة أو حتى المتعبد داخل صومعته وحددت ذلك بوضوح "لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته وقد تقدم الدكتور ريحان بمذكرة علمية تفصيلية إلى المجلس الأعلى للآثار عام 2012 مطالبًا بعودة المخطوط من تركيا

كما يضم المتحف تابوت سانت كاترين وقد اعتاد رهبان سيناء وضع رفات سانت كاترين فى تابوت رخامى صنع فى ورشة بالقدس فى منتصف القرن 12م واستمر حتى نهاية القرن 18م وأن كتابات عديدة تشير إلى وجوده بالكنيسة منها مخطوط طقسى محفوظ بالدير من عام 1214م كما وصفه الحجاج المسيحيون إلى دير سانت كاترين ومنهم الحاج الألمانى الدوق ثيتمار حيث وصف عام 1217 التابوت والخدمة الطقسية التى تقام عند تناول البركة من رفات القديسة وكان التابوت يجذب اهتمام الزائرين

والمتحف مقسّم إلى عدة قاعات، منها قاعات للأيقونات وذخائر ومخطوطات الدير والملابس الكهنوتية، وهناك عدة أيقونات للقديسة كاترين تعود إلى فترات مختلفة وأيقونة السيدة العذراء تحمل السيد المسيح القرن 6م، أيقونة البانتوكراتور "ضابط الكل" القرن 6م، أيقونة القديس بطرس القرن 6م، أيقونة الميلاد القرن 8م، أيقونة النبى موسى "يخلع نعليه أمام العليقة المقدسة" القرن13 م، أيقونة النبى موسى يتسلم الألواح القرن 13م، أيقونة البشارة القرن 13م، أيقونة سلم الفضائل من مخطوط يوحنا السلمى القرن 13م
ويضم قاعات للمخطوطات تضم الإنجيل السريانى القرن 4م، قانون الرهبان بالسريانية مكتوب على رق غزال ينظم حياة الرهبنة القرن 11م، إنجيل يوحنا باللغة العربية مكتشف حديثًا يعود إلى القرن 11م، مخطوط كوزماس الملاح القرن 12، 13م، مخطوط سفر أيوب، زمبيل من العصور الوسطى، وقاعة للتحف المعدنية من مقتنياتها مجموعة من الأوانى المقدسة تشمل 17 إناء منها 2 كأس مناولة، 1 مبخرة، 2 صندوق لحفظ رفات القديسين، 3 قلادات، صليب المباركة، 1 قنديل، 2 تيجان للرهبان، حاملا لأرغفة "القربانة"، حافظة ذخائر خاصة بالقديسة كاترين.

ويطالب الدكتور ريحان بتعميم تجربة العرض المتحفى لتشمل بقية الأديرة والكنائس التى تمتلك مقتنيات وذخائر نادرة وكذلك فى المساجد الأثرية الكبرى والقصور التاريخية والوزارات والنقابات والنوادى العريقة والبنوك وغيرها وتتمثل فى معرض دائم للمقتنيات التذكارية الخاصة بالموقع تحكى تاريخ المكان وتبرز دوره الحضارى على أن تكون تابعة للمكان نفسه أو الوزارة المعنية أو خاضعة لإشراف وزارة السياحة والآثار فى حال وجود مقتنيات أثرية وتكون هذه القاعات مؤسسات تعليمية تثقيفية لا تهدف إلى أى عائد مادى مما يسهم فى تحويل مصر بأكملها لمعارض ثقافية وتعليمية وعلمية وتاريخية وأثرية دائمة تعيد لمصر دورها الريادى كمركز عالمى لنشر الثقافة والمعرفة بما يتواءم مع حضارتها العظيمة التى علمت العالم الهندسة والطب والفلسفة والرياضة والأدب والفن

أضف تعليق