فى إطار خطة الدولة المصرية لاستراتيجية الجمهورية الجديدة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي والتى تضمنت تمكين المرأة ومساهمتها الفاعلة فى التنمية الشاملة، كانت المرأة المصرية على موعد مع مرحلة جديدة، تتصمن العديد من المكتسبات والإنجازات التاريخية التى أحدثت طفرة حقيقية فى ملف المرأة لتحصل المرأة على أعلى فرص التمكين فى مختلف المجالات سواء الحياة النيابية أو السلك القضائى ونسبة كبيرة من الحقائب الوزارية والآن نحن على موعد مع أول امرأة تتولى منصب رئيس جامعة، الدكتورة مها كامل غانم، أستاذ أمراض الصدر بكلية الطب جامعة أسيوط، حيث تُعد أول سيدة تتبوأ منصب قائم بأعمال رئيس جامعة أسيوط، منذ إنشاء الجامعة عام 1957، ما يعكس ثقة الدولة فى المرأة وإتاحة الفرصة الكاملة لها لتتقلد مختلف المناصب.. وإيمانا منا بإبراز النماذج الناجحة والمتميزة فى المجتمع أجرت معها «أكتوبر- بوابة دار المعارف» هذا الحوار.
ما هو شعورك عند سماع خبر تعينك قائما بأعمال رئيس جامعة أسيوط كأول سيدة تتولى هذا المنصب؟
أشعر بالامتنان والمسئولية والفخر بعد أن ساهمت فى النجاحات التى حققتها المرأة المصرية وثقة كبيرة اكتسبتها بعد التكليف بهذا العمل المهم للمؤسسة العريقة وكل الامتنان للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى لثقتهم فى قدرات المرأة المصرية على إدارة مؤسسات مهمة مؤثرة فى كيان الدولة المصرية داعمين ومؤيدين للدولة المصرية.
ما هى أولويات عملك فى الفترة القادمة؟
أود أن أشير إلى أن جامعة أسيوط جامعة عريقة لها رؤيتها ورسالتها لرفع مستوى التعليم والبحث العلمى والخدمات المجتمعية وسأسعى جاهدة على أن تكون جامعة أسيوط جامعة منافسة على مستوى العالم والعمل على خدمة الطلاب والعملية التعليمية ومشاركتهم والتيسير لهم حتى يتمكنوا من المنافسة فى سوق العمل لأن من أهدافنا جميعا بالجامعة دعم رؤية مصر ٢٠٣٠.
هل تنافس الجامعة بالفعل فى المسابقات الدولية؟
تم الإعلان عن بدء التقديم للحصول على الجوائز المعلنة من قبل اتحاد مجالس البحث العلمى العربية للباحثين والمبتكرين العرب، وهى الجائزة السنوية للأمن الغذائى العربى للعام 2022م، والتى تشمل 3 جوائز هى جائزة الأمن الغذائى العربى فى مجال المبادرات الوطنية الرائدة، وفى مجال المشروعات الناشئة، وفى مجال البحث العلمي.
ما هى شروط هذه الجائزة؟
لكل جائزة عدد من الشروط، فى مجال المبادرات الوطنية الرائدة أن يكون قد تم التخطيط لها وتنفيذها بواسطة إحدى المؤسسات العامة أو الخاصة فى الدول العربية، وفى مجال المشروعات الناشئة أن يكون المشروع حديث لم يمض على إعداده أكثر من 3 سنوات وأن يكون قد دخل مرحلة التنفيذ، وفى مجال البحث العلمى ألا يكون البحث قد سبق تقديمه لجهات اعتبارية ذات اختصاص وألا يكون قد مضى على إعداده أكثر من 5 سنوات.
كيف تشارك جامعة أسيوط فى مبادرة حياة كريمة؟
نجحت مبادرة حياة كريمة فى توحيد صفوف كافة مؤسسات الدولة وهيئاتها الحكومية ومنظمات المجتمع المدنى من أجل المشاركة فى أنشطة المبادرة وتقديم صورة إيجابية لما يجب أن يكون عليه العمل المجتمعى كما تضع نصب أعينها أن المواطن المصرى هو أساس التنمية، ونعم أستطيع الرهان على قدرة شباب الجامعة فمصر دائما تُبنى بسواعد الشباب وأفكاره ولذلك يقع على شباب مصر الواعد مسئولية مضاعفة لما يتميز به من خبرات وكفاءات قادرة على العمل والعطاء بقلب نابض بحب الوطن وانتماء صادق لترابه ويقيناً راسخاً بقيمته وتاريخه العريق . ومن هنا أدعو شباب جامعة أسيوط إلى المشاركة فى العمل التطوعى وشحذ الهمم وتكاتف الجهود من أجل المساهمة فى تلك المبادرة القومية الفاعلة والمثمرة.
كيف تساهم الجامعة فى جهود خدمة المجتمع المحلى؟
تهدف الجامعة إلى تعزيز التغيير الاجتماعى الإيجابى والإسهام فى رفع المستوى المعيشى لأهالى المناطق المستهدفة من التنمية المستدامة والعمل على التخفيف عن كاهل المواطنين بالتجمعات الأكثر احتياجا فى الريف والمناطق العشوائية فى الحضر.
وتعد جامعة أسيوط شريكا أساسيا فى ما تبذله مبادرة حياة كريمة بأسيوط من جهود والتى تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة للمجتمعات الريفية الأكثر احتياجا بهدف القضاء على الفقر متعدد الأبعاد لتوفير حياة كريمة مستدامة للمواطنين على مستوى الجمهورية كما تعمل على توزيع مكاسب التنمية بشكل عادل وتوفير فرص عمل لتدعيم استقلالية المواطنين وتحفيزهم للنهوض بمستوى المعيشة لأسرهم ولمجتمعاتهم المحلية كما تعمل على إحياء قيم المسؤولية المشتركة بين كافة الجهات المشاركة بالمبادرة لتوحيد الاهداف التنموية فى المراكز والقرى وتوابعها.
ما هو دور الجامعة فى التعامل مع القضايا البيئية خاصة مع اهتمام الدولة بقضية التغيرات المناخية؟
كان للجامعة مشاركة فعالة وجادة بواسطة كليات الجامعة سواء على مستوى إداراتها العليا أو أعضاء هيئة التدريس أو الطلاب ممن تنافسوا فى تناول مختلف القضايا البيئية وأنشطتهم فى هذا المجال بطرق مختلفة ومتنوعة عكست جميعًا ما يتميزوا به من وعى وثقافة بيئية واسعة.
كما كان ل جامعة أسيوط دور رائد فى مواجهة التغيرات المناخية ودعم أهداف التنمية المستدامة حيث بلغ إجمالى عدد الأبحاث المنشورة من جامعة أسيوط عام 2021 حوالى 2067 بحثًا وفقًا لقاعدة البيانات scopus منها 793 بحثا يخدم أهداف التنمية المستدامة والقضايا البيئية وفقًا لقاعدة البيانات scival، وكذلك فوز جامعة أسيوط بثانى أفضل جامعة مصرية صديقة للبيئة على مستوى الجامعات المصرية إلى جانب استعراضها المقررات والمناهج الدراسية التى أقرتها الجامعة بمختلف كلياتها لخدمة ذلك فضلًا عن المشروعات البحثية والبيئية والدراسات المختلفة فى مجال الصحة والهندسة والطاقة النظيفة والزراعة وغيرها إلى جانب برتوكولات التعاون المشتركة للحد من الظواهر البيئية السلبية، فضلا عن مشاركة الجامعة المتميزة بعدد من المشروعات والدراسات البيئية فى مؤتمر التغيرات المناخية بمشاركة مختلف الجامعات المصرية، إلى جانب استراتيجية الجامعة الهادفة لتنفيذ الرؤى المستقبلية بشأن قضايا التغيرات المناخية وقضايا البيئة.
كما قامت الجامعة بعقد ندوة توعوية تحت عنوان « التغيرات المناخية وتأثيراتها البيئية»، فضلاً عن مشاركتها فى غرس الأشجار بكلية تكنولوجيا صناعة السكر والصناعات التكاملية كما أعلنت الجامعة أن شهر نوفمبر من كل عام شهرا للبيئة دعماً للمبادرة الرئاسية للحفاظ على البيئة وكان ذلك بالتزامن مع انطلاق أعمال قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ.
هل يوجد تعاون بين الجامعة والمؤسسات التعليمية بالمحافظة؟
الجامعة دائما ما تستهدف بحث سبل التعاون المشترك بين قطاع شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ووزارة التربية والتعليم فى كافة المجالات والأنشطة التعليمية والبيئية لخدمة المجتمع وذلك فى إطار الجهود الوطنية لتوجيه البحث العلمى وتوجهات التنمية وتحسين الخدمات البيئية بأساليب علمية وتكنولوجية، كما تحرص الجامعة فى تبنى الموضوعات العلمية والتوعوية التى تستهدف تأهيل جميع أفرادها وأعضاء هيئة التدريس بها على الدور الرئيسى لتوجيه الطلاب على الفكر المعتدل والمستنير، وذلك من خلال توفير البرامج التدريبية للأخصائيين على كيفية التعامل مع هذه الظواهر ودراسة أسبابها ونتائجها لتأهيل أجيال واعدة من طلاب وطالبات الجامعة قادرين على خدمة ونفع المجتمع وخاصة فى ظل تلك التحديات التى تواجه الدولة المصرية.
كلية تكنولوجيا صناعة السكر، كيف تساهم فى دعم الصناعة المصرية؟
كلية تكنولوجيا صناعة السكر والصناعات التكاملية هى كلية فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط وواحدة من أربعة كليات فقط متخصصة فى هذا المجال على مستوى العالم، وتقوم هذه الكلية بدور علمى وبحثى متميز وهى مفتوحة للطلاب والباحثين للدراسة فى المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا إيماناً من الجامعة بأهمية الكلية فى دعم قطاع صناعى مهم جداً فى مصر والمساهمة فى تطويره.
كيف تساهم الجامعة فى دعم ذوى القدرات الخاصة؟
دائما ما ترفع الجامعة شعار «كلنا واحد» وتحديدا أمام ذوى القدرات الخاصة فاللجامعة دور قوى فى رعاية ودعم الطلاب ذوى القدرات الخاصة وما تم على أرض الواقع من تيسيرات لتحقيق أعلى مستوى لدمج الطلاب من ذوى الإعاقة مع زملائهم وإتاحة الحرم الجامعى بما يسهل حركة انتقالاتهم داخل المنشآت وذلك من خلال مركز ذوى الاحتياجات الخاصة التابع لقطاع شئون التعليم والطلاب، ومن خلال مركز التعليم الخاص للإعاقات الذهنية والجسمانية التابع للجمعية النسائية.
الدكتورة مها غانم أثناء حورها مع محرر "أكتوبر" - "بوابة دار المعارف"
