أرجل الدجاج وارتفاعات الأسعار!

أرجل الدجاج وارتفاعات الأسعار!بهاء زيتون

الرأى9-1-2023 | 11:01

توقفت بشدة أمام الدعوة التى وجهها المعهد القومى للتغذية للمصريين بتناول أرجل الدجاج لكونها غنية بالبروتين والكولاجين.. و لرخص ثمنها فى مواجهة ارتفاعات الأسعار، حيث إن سعر الكيلو منها 10 جنيهات وبتعمل 10 أطباق شوربة تكفى لأسرة بالكامل.

والحقيقة لم أتوقع أن يصل بنا الحال إلى حد تناول أرجل الدجاج وأن تكون وجبة غذائية على موائدنا التى كنا بنرميها فى الزبالة أو نقدمها للقطط والكلاب وكان بعضها يرفض أن يأكلها.

والطريف.. أنه من ساعة هذه الدعوة ولا حديث على مواقع التواصل الاجتماعى.. ولا على جروبات السوشيال ميديا والقنوات الفضائية إلا عن أرجل الدجاج وكيفية طهيها.. فمنهم من نصح بتحميرها.. ومنهم من وجه بقليها مع إضافة البقدونس والليمون والبعض منهم نصح بشويها مع إضافة الزعتر إليها.

والواقع أنه " هم يبكى وهم يضحك"، فقد سبق هذه الافتكاسة من زمن فات تناول الأجنحة وهياكل الفراخ (لغير القادرين).. وقلنا – وقتها – أنها تمشى وتعدى ولكن أن يصل بنا الأمر إلى حد تناول "الأرجل" فهذا الذى لم أتصوره.. ولا أعرف ماذا سيكون البديل عن "الأرجل" إذا ارتفعت أسعارها هى الأخرى؟.. فليس أمامنا سوى الريش.

وتخوفى أن يطلعوا علينا بتوع المعهد "إياه" القومى للتغذية ويقولولنا إن الريش مفيد ومغذى هو الآخر لاحتوائه على عنصر "البزراميط"، الذى يستخدم فى صناعة الديناميت.. وأن تناوله مقوى لعضلات "التريت تيت"، كما ليس مستبعدا أن ينصحونا بتناول الريش بعد إضافة الكاتشب طالما أن الأمور وصلت لحد "الأرجل".

وقد راودنى تساؤلان حول هذه الدعوة بتناول أرجل الدجاج.. السؤال الأول: لماذا لم ينصحونا بتناولها طوال السنوات الماضية مادامت بهذه الفائدة وبهذه القيمة الغذائية وتركونا نرميها فى الزبالة ونقدمها للقطط والكلاب؟.. والســـــؤال الثانــــى:
من الذى سيأكل الصدر والورك؟

ما يحدث ما هو إلا نتاج للارتفاعات العالمية للأسعار عامة وفى أسعار الدجاج خاصة، من ارتفاع للأعلاف وغيرها بالبحث عن البدائل فى مواجهة هذه الارتفاعات.. ونحن جزء من هذا العالم لابد وأن نتأثر بهذه الارتفاعات ونبحث عن الحلول، ولكن ما يحيرنى كيف تحدث ارتفاعات فى أسعار الدواجن ونحن بلد زراعى.. والمفروض أن الريف المصرى بطبيعته مربى للدواجن والطيور ومنتج للبيض بجانب الزراعة؟ ولكن ما يحدث من ارتفاعات فى أسعار الدواجن ما هو إلا دلالة على أن الريف المصرى لم يعد منتجا وأنه أصبح مستهلكا، بالإضافة إلى أن البيوت قد تخلت عن دورها فى تربية الطيور، التى كانت توفر لهم اللحوم البيضاء والبيض، فهذا من وجهة نظرى أحد أهم الأسباب وراء ارتفاعات أسعار الدواجن.

وعلى الحكومة أن تكمل "جميلها" فى مواجهة ارتفاعات الأسعار بالتدخل فى إغراق الأسواق بالفراخ الحية والمجمدة والمستوردة لمواجهة جشع بعض التجار، خاصة أننا مقبلون على أعياد الأخوة المسيحيين وقرب قدوم شهر رمضان المبارك، وكلها مناسبات "أكل وشرب" يزيد فيها الاستهلاك من اللحوم الحمراء والبيضاء حتى لا تقفز الأسعار وتكون خارج السيطرة.

أضف تعليق