كشف معهد الدراسات الاستراتيجية لجنوب إفريقيا، في تقرير حديث، عن تصاعد حجم التجارة غير المشروعة في السجائر المهربة في شمال إفريقيا بصورة صارخة؛ حيث أنه بين عامي 2014 و2018 تم إنتاج نحو 20 مليون عبوة سجائر سنويًا في دولة ألبانيا، وتهريبها إلى شمال إفريقيا.
وأرجع التقرير اتساع نطاق ومسارات تهريب التبغ والسجائر، التي تتدفق بغزارة ما بين منطقة البلقان وشمال إفريقيا، إلى حالة عدم الاستقرار وتفشي الفساد واهتراء الحدود في البلقان، التي تضم: (بلغاريا، والبوسنة والهرسك، وألبانيا، والجبل الأسود، واليونان، ومقدونيا، وكوسوفو)، مضيفًا أن هذا جعل المنطقة تصير واحدة من أكبر طرق التهريب في العالم وبيئة خصبة لتجارة غير مشروعة تقدر هيئات دولية وإقليمية قيمتها بمليارات الدولارات.
كما كشفت الدراسة عن عامل آخر يتسبب في تأجيج الطلب على السجائر المهربة داخل الأسواق بشمال إفريقيا، يتمثل في فارق الأسعار بين المنتج المحلي والأصناف الأجنبية الأصلية من جانب، ونوعيات السجائر المهربة من جانب آخر.
وأشارت إلى أن الوضع في منطقة البلقان له دور جوهري في عمليات التهريب هذه؛ فالاضطراب السياسي والاقتصادي في هذه منطقة وضعف مؤسسات إنفاذ القانون، سهلت من السقوط في ممارسة الجريمة المنظمة، ومن بينها: تهريب السجائر، والمخدرات، والأسلحة، وعمليات الابتزاز والاختطاف.