آراء متناقضة ومعكوسة بين اثنين من أشهر تريندات السوشيال ميديا التى لا تخلو مما قالته الإعلاميتان ياسمين عز ورضوى الشربينى من خلال برامجهما الإعلاميين، صراع مستمر حول طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل، ما بين مبدأ « الست أمينة وسى السيد» الذى تنادى به ياسمين عز، ومبدأ الست القوية ذات الشخصية السيادية على الرجل، فمن على صواب؟! وما الأسس السليمة لبناء أسرة ناجحة؟! نتعرف فى السطور التالية على ذلك من خلال العديد من المتخصصين.
فيقول الدكتور عبد العزيز آدم، عضو الاتحاد العالمى للصحة النفسية، إن رضوى الشربينى و ياسمين عز أصبحنا من التريندات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإحداهما تؤيد الرجل على طول الخط والأخرى ضده بشكل مطلق، وهذا يُظهر لنا بشكل جلى أحد عيوب التريند وهو الافتقار للحد الأدنى من الموضوعية، مؤكدًا أن كلا التوجهين خاطئان، فالأمر لا يتطلب الإفراط فى تحدى كل تصرفات وسلوكيات الرجل ولا التفريط بشكل مبالغ فيه والتسليم مهما كان سلوكه عدوانيًا فلكل مقام مقال ولكل فعل رد فعل.
المودة والرحمة
وأشار إلى أن العلاقة بين الزوجين يجب أن يكون قوامها المودة والرحمة فلا يجب بأى حال أن يطغى طرف على الآخر، كما أنها ليست علاقة تعاقدية بل علاقة تكاملية يشد كل من طرفيها على يد الآخر ويدعمه، فالزوجة ليست خادمة أو آمرة بل هى مصدر التوازن فى الأسرة، أما الزوج فهو أمانها الذى يصون كرامتها فى محبة.
ولفت د.عبد العزيز آدم إلى أن البسطاء الذين يستمعون لتلك الأبواق الإعلامية يتأثرون بتلك الأفكار المشوهة ومن ثم تهتز العلاقة بينهم وبين أزواجهم، الأمر الذى يؤدى إلى زيادة حالات الانفصال المعنوى بين الزوجين أو ما نسميه «الطلاق الصامت»، مطالبًا كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بالتصدى لتلك الظواهر والتريندات الموجهة، من خلال توضيح الحقائق بشكل منصف متزن يضمن كرامة وحقوق كلا الزوجين.
كلاهما خطأ
ومن جانبها تقول الدكتورة عزة زيان، استشارى الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، إن رضوى الشربينى و ياسمين عز كلاهما خطأ فالحياة الزوجية ليست معناها أن الرجل أفضل أو المرأة أفضل، لأن المفروض فى الحياة الزوجية والأسرية السليمة ألا يكون الرجل ضد المرأة أو العكس، بل يجب أن يكون فيما بينهما حدود لائقة للتعامل فلا يصح أن يتعامل الرجل مع المرأة بمبدأ أنها أقل منه فيجرحها بألفاظ مهينة، وفى المقابل لا يصح أن تهين المرأة الرجل بأى ألفاظ جارحة.
ومن الأسس السليمة أيضا «حسن العشرة» مثلما حثنا الله تعالى، إلى جانب أداء الأدوار المنوطة بكل منهما فدور المرأة لا يمكن أن يقوم به الرجل والعكس إلا بالاتفاق، مؤكدة أنه من الأسس السليمة أيضًا المودة والسكينة والطمأنينة ما بين الزوجين ودفء الأسرة وإرثاء مبدأ المشاركة والوضوح والصراحة والتفاهم والتضحية والإيثار، مشيرة إلى أن الاختيار السليم للشريك يجب أن يتم من خلال وضع خطوط عريضة حول طبيعته وأخلاقه وقدرته على كبح غضبه ثم يأتى بعد ذلك مرحلة أو ما نطلق عليه القبول أو «الكيمياء».
الاختيار السليم
وفى السياق ذاته تؤكد الدكتورة أسماء حفظي، استشارى العلاقات الأسرية، إن مبدأ القوة فى التعامل ما بين الرجل والمرأة يفتقر إلى الرحمة والمودة التى هى أساس الزواج، واتجاه السيادية فى أن يكون الرجل هو السيد فى كل شيء وأن تعيش المرأة فقط من أجل خدمته وأن يفعل أى شىء يرغب به بغض النظر عن حقوق الزوجة وهذا الأمر مرفوض تماما، مطالبة الشباب والفتيات بضرورة الاختيار السليم وأن يكون هناك قدر من التوافق الذى يسمح باستمرار العلاقة، فالزواج يختلف تماما عن علاقات الحب العابرة لأنه مسئولية ليست بسيطة تحتاج إلى طرفين بينهما قدر من التفاهم الذى يسمح بحمل المسئولية معًا، فالزواج ليس حربًا تحتاج إلى التخطيط والقوة فقط، بل يحتاج إلى المودة والرحمة.