أبناء العسال أشهرهم.. مسيحيون درسوا في الأزهر

أبناء العسال أشهرهم..  مسيحيون درسوا في الأزهرالأزهر

يبقى الجامع الأزهر، أقدم جامعة على ظهر الأرض، وشاهدا حيا على إرساء قيم التسامح، والمساواة، ونبذ العنصرية والطائفية، وربما لهذا لم يجد أقباط مصر، من معينٍ عذبٍ لهم سوى الأزهر للينهلوا منه، والتعلم على أيدى شيوخه.

لعل أبناء العسّال أشهر هذه النماذج لما كان لهم من تأثير فني ولغوي وأثروا اللغة العربية متأثرين بما درسوه فى رحاب الأزهر، وانعكست تلك الثقافة الإسلامية فى كتاباتهم، وكان ذلك فى القرنين السادس والسابع الهجريين.

وفى العصر الحديث، نجد العالم المصري ميخائيل الصباغ (1774-1816م) الذى درَّس فى المدرسة الوطنية للدراسات الشرقية بباريس؛ والذى درس على أساتذة مصر، أبرزهم الشيخ يوسف الخراشي الأزهري.

ومن المسيحيين الذين درسوا فى الأزهر، هناك أيضا الأزهري القبطى إسكندر نظير، الذي التحق بالأزهر، وتخرج فيه، وكان محبًا للإمام محمد عبده، ومتأثرا به حتى أنه رثاه فقال: (يا يوم قضى وجاور رمسه/ لا زلت يوماً بالأسى مذكورا/ كم عبرة أجريتها وحشاشة/ شذبتها أسفاً وهجت زفيرا/ ودت نفوس أن تكون فداءه/ مختارة لو تملك التخييرا).

وهناك أيضا الصحفي القبطى جندى إبراهيم شحاتة «1864- 1928م» صاحب جريدة الوطن، الذى تلقى دروسه فى أحد الكتاتيب الإسلامية فى مدينة جرجا، بصعيد مصر، كما درس فى الأزهر الشريف، تحت اسم إبراهيم جندي؛ فتلقى علوم العربية والشريعة».

أما تادرس وهبة «1860-1934م» فقد التحق بالأزهر؛ وحفظ القرآن الكريم، ودرس علوم الحديث والفقه واللغة. وعندما تقدم للامتحان النهائي بمدرسة الأقباط، كان يترأس الامتحان رفاعة الطهطاوي، الذي قالت عنه (الوقائع المصرية): «صار افتتاح الامتحان الذي مُيِّزَ فيه تادرس أفندي وهبي بين الأقران، وأُشيرَ إليه بالبنان. كان امتحان هذا التلميذ فى اللغة العربية، والمنطق، والبيان، واللغة الفرنساوية، والإنجليزية، والهندسة، واللغة الطليانية؛ فأحسن فى كل هذه الإجابة، وظهرت عليه إشارات النجابة»! ومن مؤلفاته: الخلاصة الذهبية فى اللغة العربية، وعنوان التوفيق فى قصة يوسف الصديق، ورواية تليماك. وامتاز أسلوبه بكثرة المحسنات اللفظية، ولا سيما الاقتباس من القرآن الكريم.

ومن منا ينسى السياسي الوطني مكرم عبيد، الذي درس فى الأزهر عامين فى مقتبل حياته؛ فحفظ القرآن، وتلقى علوم الشريعة الإسلامية؛ حتى أنه كان يكسب معظم قضاياه أمام القضاء، لاعتماده على حفظ القرآن.

وكذلك فرنسيس العتر المولود عام 1872م، والذى بدأ تلقي مبادئ القراءة والكتابة فى أحد الكتاتيب الإسلامية؛ ثم درس اللاهوت والفلسفة، وأجاد اللغة القبطية، إلى جانب اللاتينية، والفرنسية، ثم تردد على حلقات الشيخ محمد عبده، التي كان يعقدها مساء كل يوم بالجامع الأزهر فى الرواق العباسي، منذ عام 1902م حتى وفاة الإمام محمد عبده فى عام 1905م.

أما الباحث والكاتب الدكتور نظمي لوقا، فقد كتب أكثر من كتاب عن الإسلام، أهمها على الإطلاق: كتابه «محمد الرسالة والرسول». وكتابه «محمد فى حياته الخاصة»، وكان يدافع فيهما عن الإسلام، وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويروي «لوقا» أن والده عهد به لشيخ أزهري، يعلمه القرآن واللغة والأدب، وظل فترة يتلقى دروسه، إلا أن والده تعرض لمحنة مالية، فقرروا عدم إكمال دروسه مع الشيخ، لتوفير النفقات وأبلغوا الشيخ بذلك، ولكنهم فوجئوا فى اليوم التالي بقدوم الشيخ إليه ليعطيه الدرس مجانا.

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2