تسبيحة الملائكة عند ولادة المسيح

تسبيحة الملائكة عند ولادة المسيحالقس أرميا مكرم

الرأى11-1-2023 | 14:02

المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة (لو 2 : 14)
هذه التسبيحة "الترنيمة" التى أنشدتها الملائكة عند ولادة السيد المسيح لها معانى جميلة وتلخص الحياة الإنسانية فى علاقتها مع الله، أول هذه المعانى أن نعطى المجد لله فى الأعلى وهذه أول خطوة من الإنسان والملائكة، حيث إن الله ساكن فى نور لا يدنى منه، ولذا يجب أن نعطيه المجد اللائق به وكما تخضع الملائكة له هكذا أيضا الإنسان يخضع لله بخشوع وإجلال الملائكة له، هكذا أيضا الإنسان يخضع لله بخشوع وإجلال أثناء عبادته لله
وثانى هذه المعانى وهو على الأرض السلام. فكيف نحيا فى سلام مع الله ومع الناس، فى وسط عالم (مضطرب) بالأحداث من أمراض وأوبئة وكوارث طبيعية وزلازل وبراكين وأوضاع اقتصادية تشمل العالم كله والتى لها تأثير بالطبع على الإنسان، ونضيف أيضا علاقتنا نحن كبشر من عداوة وخصام وكراهية وفى وسط هذا كله أين نجد السلام؟
يظن البعض أن استقرار الأوضاع المادية للشخص هو السلام ولكنه سلام زائف، ولكن ماذا قال السيد المسيح؟
قال: "سلامى أترك لكم سلامى أنا أعطيكم ليس كما يعطى العالم أعطيكم لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع" (يو14 : 27)
سلام العالم متقلب غير مضمون ولكن سلام الله يدوم بالقلب وغير متغير، والذى يحب فى سلام لا يستطيع أن يكره بل يبذل نفسه من أجل أعدائه قبل أحبائه، أما سلام العالم فهو حسب الهوى والمصلحة الشخصية، نسب غير مستقرة، أما سلام الله المبنى على المحبة فهو الذى يبقى إلى الأبد، لذلك طوب الله الإنسان الذى يصنع السلام وقال "طوبى لصانعى السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (من 5 : 9)
فى وسط اضطرابات هذا العالم ما أحوجنا لسلام الله الذى يفوق كل عقل، لكى نعطيه لبعضنا البعض ونعيش ونحيا به، هل فى ظل الحروب والأوبئة والأوضاع الاقتصادية السيئة وكراهية الإنسان لأخيه الإنسان، هل يمكن أن نجد السلام على الأرض.. نعم سنجد سلام الله فى قلوبنا، سنجد أشخاصا ودولا تسعى للسلام سنجد مجتمعات تسعى للسلام وفى مصرنا الحبيبة، الكنيسة والأزهر يسعيان للسلام والعيش المشترك ومواجهة أى ظروف من الممكن أن تؤثر على سلام الأشخاص أو سلام الوطن..
وأخيرًا وبالناس المسرة أى أن المسرة فى يد الناس إذا أعطوا المجد لله واستقبلوا سلام الله فى قلوبهم وأعطوه بعضهم لبعض حينئذ تكون المسرة والفرح الداخلى الذى لا يشوبه أى كدر نستطيع أن نقر المسرة فى مجتمعاتنا وبيوتنا وأعمالنا.
ففى ميلاد السيد المسيح أعطانا السلام والمسرة اللتان نحيا بهما ونتحرك ونوجد.
سلام السيد المسيح يكون فى قلوب العالم كله لأنها هى رسالته التى جاء بها للعالم كله، لكى يكون لهم المسرة.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2