يشهد العالم متغيرات اقتصادية واجتماعية و سياسية و عسكرية تؤثر بشكل مباشر على نمط الحياة في معظم مجتمعات العالم و خاصة بلدان العالم الثالث و الدول النامية التي تتأثر بشكل اكبر بهذه المتغيرات مما ينعكس سلبا على العديد من محاور الحياة داخل هذه المجتمعات .
و تتأثر مصر كجزء من هذا العالم بكل هذه الازمات و التحديات و المتغيرات مما يؤثر سلبا على نوعية الحياة داخل المجتمع المصري و خاصة في زيادة اسعار المواد الغذائية التي لا يمكن الاستغناء عنها و التي تمثل عصب الحياة لكل اسرة مصرية و لكن ما يهمني في هذه الازمة هو دورنا المجتمعي في مواجهة هذه الموجة من غلاء الاسعار نتيجة متغيرات كثيرة منها ما هو خارجي و ما هو داخلي و لكن سيظل السلاح الاقوى في مواجهة هذه الازمة هو الوعي المجتمعي بالسلوك الاستهلاكي السليم و هذا يفرض علينا جميعا خلق ثقافة استهلاك جديدة تتناسب مع التضخم و مع زيادة الأسعار حتى نتمكن من تجاوز هذه الازمة بثقافة استهلاك واعية مبنية على معلومات سليمة لندعم انفسنا و ندعم بلدنا ايضا في هذه المواجهة .
و اتصور ان امامنا تحدي كبير حتى نكون كمجتمع على قلب رجل واحد في فرض ثقافة استهلاك جديدة على المجتمع المصري فعلينا ان نغير نمط الشراء و خاصة في الكميات المشتراه فلا داعي لشراء العديد من الكيلوات من صنف واحد فكافة الأصناف متوفرة صحيح سعرها مرتفع و لكنها متوفرة لذا علينا بالشراء وفقا للحاجة دون تخزين .
كذلك علينا ان نتوجه في الشراء الى اسواق الجملة الكبيرة و نتشارك سويا في الشراء من هذه الأسواق حتى نوفر حلقة الموزع و حلقة تاجر التجزئة فكلها ارباح نتحملها كمستهلكين حتى نتمكن من الظبط الشعبي لاسواق التجزئة لنجبر تجار التجزئة على وضع هامش ربح مناسب و غير مبالغ فيه .
و ان تطلب الامر ان نتوجه للشراء من منافذ المصانع مباشرة فلا مانع حتى نقلل من فارق السعر المبالغ فيه الذي قد يطرحه بعض معدومي الضمير و معدومي الوطنية كثمن لشراء السلع .
و من الممكن ان تتشارك الاسرة الكبيرة او الجيران المقربين في شراء عجل بقري مثلا من الفلاح المربي مباشرة و يتم تقسيمه عليهم جميعا اعتقد سيكون ثمن الكيلو الواحد من اللحم اقل من سعر السوق الحالي بفارق يستحق التجربة .
كما يمكننا ان نتوجه في الشراء من منافذ القوات المسلحة و الشرطة التي تسعى بكل قوه لتوفير السلع الغذائية بأسعار عادلة دون استغلال للظروف الحالية .
و يمكن لمنظمات المجتمع المدني ان تطرح مبادرات مجتمعية في المناطق الريفية لتشجيع الاسر الريفية على تربية الطيور و الدواجن بشكل مكثف مع توفير البرامج التى تحقق نجاح هذه المبادرات .
و في ظل طرح ثقافة الاستهلاك الجديدة على المجتمع المصري علينا ايضا ان نتعلم الاستغناء قدر المستطاع عن السلع التي يتم زيادة سعرها بشكل غير منطقي لان ذلك سيكون له تأثير كبير على العرض و الطلب في السوق مما سيجبر سلاسل الامداد كلها على ضغط الربحية بشكل كبير لتكون نسبة الارباح غير مبالغ فيها .
و علينا ايضا ان نعزز من فكرة الاسر المنتجة التي تنتج بعض السلع و المواد الغذائية صحيح هي بكميات ليست بحجم الطلب في السوق و لكنها ستسهم على الاقل بالتأثير في الأسواق المحلية المجاورة لها و ستحقق تنمية في حلقات الانتاج و توطن الصناعات المتناهية الصغر في كل جزء من ارض مصر .
و اتمنى ان تحقق الدولة انطلاقة قوية من خلال اعادة هيكلة الشركة القابضة للصناعات الغذائية ذلك المارد الذي يستطيع ان يعيد ظبط الاسواق فيما يتعلق بالمواد الغذائية لما يمتلكه من مصانع للانتاج و من شركات للتوزيع موجودة على مستوى الجمهورية و لكنها تحتاج لاستراتيجية عمل جديدة تتناسب مع الظروف الاقتصادية والاجتماعية الحالية .
لا شك ان هذا التوقيت صعب علينا جميعا و لكننا لن ننهزم ابدا بإذن الله واثقين في قدرة الله سبحانه و تعالى و داعمين لقيادتنا الوطنية الحكيمة و مخلصين لهذا الوطن العظيم مصر فكل منا عليه ان يطرح افكاره بشكل وطني مخلص لنخرج من هذه الازمة سالمين و نمضي قدما نحو المستقبل و سنظل دائما حماة الوطن حتى آخر العمر و سلامًا عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين.