نحن والصندوق.. ومشكلة الدولار !

الرأى14-1-2023 | 08:52

يا ريت نتوقف قليلا عن " الولولة" على وسائل التواصل الاجتماعى، ونحاول نساعد بلدنا فى الخروج مما هى فيه الآن، فالنشر المكثف لتغير أسعار الصرف يساعد على "البلبلة" وعدم اليقين فى تحركات الأسعار، فضلا عن "التخديم" على المضاربين، ويبدو أنهم نجحوا فى "قيادة" سوق الصرف خلال الأيام الماضية!

ويجب أن يعلم الجميع أن البرنامج الحالى مع الصندوق، الذى بدأت الحكومة تنفيذ التزاماتها فيه، هو الخامس (تقريبا) خلال الأربعين عاما الماضية، فبعضها لم يتم تنفيذه بالكامل! باستثناء البرنامج الذى نفذته حكومة المرحوم د. عاطف صدقى، الذى أنقذ البلاد وقتها من شبهة الإفلاس!

والمعنى أن لكل شىء ثمنًا وأثرًا قد يكون عكسيًا، فالشخص الذى أهمل رعاية صحته، حتى أجبرته "الحالة" التى وصل إليها للذهاب إلى الطبيب، يعلم أنه مضطر أن يتجرع الدواء المر ويتحمل "شكشكة" الحقن!

وما نحن فيه الآن من "تعثر" لا يصعب علاجه، فمصر لديها اقتصاد متنوع تمكنت بفضله من الصمود أمام الكثير من الأزمات، التى واجهتها بداية من فترة الخمسينات من القرن الماضى وحتى الآن!

والمشكلة الآن.. تتلخص فى العمل الجاد لزيادة مواردنا من النقد الأجنبى، خاصة الدولار مع ترشيد النفقات وزيادة الإنتاج بقدر الإمكان، ومواردنا من النقد تتمثل فى تحويلات المصريين فى الخارج حوالى 33 مليار دولار، و40 مليار صادرات، وحوالى 10 مليارات عوائد السياحة، و7 مليارات عوائد الرسوم بالقناة، إلى جانب بعض المنح والقروض، فالإجمالى المؤكد قد يصل من 90 إلى 95 مليار دولار.

هذا بينما أوجه الإنفاق (بالدولار) قد تصل إلى حوالى 125 مليارا، تتمثل فى فاتورة الواردات للسلع الأساسية إلى جانب سداد أقساط القروض الخارجية وفوائدها.

ولذلك لجأت الحكومة لسد هذه " الفجوة" بالإقتراض من الصندوق 3 مليارات – بخلاف الدين القديم، الذى يصل إلى 17 مليارا – وهذا الاتفاق سوف يمكنها من جمع حوالى 14 مليارا أخرى من مؤسسات التمويل الدولية وبعض الأشقاء العرب، أضف عليهم حصيلة برنامج الخصخصة المتوقعة (حوالى 2 مليار).

ولكن المهم أن نعمل على وقف هذه " الحلقة الجهنمية" والمتمثلة فى اقتراض جديد لسداد ديون سابقة، وأعتقد أن الحكومة حاولت ذلك، ولكن يبدو أن هذا آخر جهدها، ولا بد من أفكار جديدة وأدوات عمل حاسمة ونافذة.

والخلاصة أن ما نحن فيه ليس جديدا، وطبقا للمثل الشعبى "ياما دقت على الراس طبول"، ولكن آن الأوان أن نركب على حبل الفقر بدلا من استمرار " الشعبطة" فيه طوال السنوات السابقة!

أضف تعليق