دور الإعلام فى أزمات الوطن

دور الإعلام فى أزمات الوطنمحسن عليوة

الرأى15-1-2023 | 00:45

لا شك أن الأزمة الإقتصادية التى يمر بها العالم حالياً والتى ألقت بظلالها القاتمة على كافة بلدان العالم تحتاج الى دوراً اعلامياً دولياً ومحلياً ، لما للإعلام من دور هام فى توضيح الصورة وتبصير الرأى العام ونشر روح التفاؤل بإظهار الحقائق ودرء الشبهات ووأد الشائعات وتعظيم الإيجابيات وتأثيراتها دون إغفال للسلبيات وآثارها وتوضيح كافة الأمور بشفافية تبعث على الطمأنينة وتنشر روح الأمل فى نفوس أبناء الوطن . و فى ظل تفاقم الأزمات على مختلف مناحى الحياة سواء الإقتصادية أو السياسية و البيئية والاجتماعية، وعلى كافة المحافل الدولية والأقليمية والمحلية ، يظهر الإحتياج الى دور الإعلام فى الأزمات ، الإعلام بكل وسائله التقليدية والحديثة ، سواء كان إعلاماً مرئياً أو مسموعاً أو مقروءاً ، وخصوصاً فى عصر الإنفتاح الفضائى والمعلوماتى . وتعيش مصر فترة هامة عصيبة بسبب إنفلات أسعار السلع الأساسية اللازمة لكل فرد من افراد المجتمع ،مع ما نتج عن ذلك من تأويلات وبث شبهات وشائعات وتشكيك ورسائل تبعث على الإحباط بين صفوف الشعب ، واتسائل أين دور الإعلام من وضع وتنفيذ ورقابة خطط إعلامية تعمل على إيصال الرسالة الإعلامية إلى كل فئات الشعب خصوصاً تلك الفئات المستهدفة من هذه الحملات المحبطة ، مع ضرورة متابعة ضمان تحقيق الرسالة الإعلامية لأهدافها الوطنية . إين استخدام الإعلام فى الإرشاد والتوجيه نحو الإستهلاك المعتدل و الأمثل للسلع ، واين دور الإعلام فى التوعية بثقافة الشراء والحد من الإحتكار ، واين الاعلام من تبصير الناس بالحقائق تواصلاً مع أجهزة الدولة المعنية أين التنسيق والتعاون بين وسائل الإعلام ليعطى فريق إدارة الأزمة فرصة أكبر ليكون مؤثراً فى الأحداث لأن التنسيق والتعاون مع وسائل الإعلام يؤدى إلى تحقيق رؤية واضحة وحقيقية عن الأزمة و فرض السيطرة على عدم استغلال هواة التشويه لهذه الازمات . إن عدم قيام الإعلام التنويرى بدوره أثناء الأزمة يساعد على انتشار الشائعات التى تؤدى حتماً الى تفاقم الأوضاع حيث أن الشائعة سلوك اجتماعى خطير يتم استغلاله فى فترات الأزمات ممن لا يريدون الاستقرار الداخلى للبلاد حيث أن عدم قيام الاعلام بتفنيد الشائعات وتصحيح المفاهيم حول الأوضاع يشكل أرضاً خصبة لنمو ونشر مثل تلك الشائعات ، حيث أنها اصطلاح يتم اطلاقه لهدف محدد ليؤمن به من يسمعه وتنتقل من شخص لآخر شفاهة دون بينة أو دليل مادى على صحتها ، وهنا يبرز دور الإعلام التنويرى الذى يحفظ أمن المجتمع . وبخصوص الأزمة الحالية نجد أن غياب الدور الإعلامى وانشغال معظم الفضائيات وبرامجها بتقديم التافه من الأمور على شاشات التلفاز ومواقع التواصل مما جعل من الأزمة أرضاً خصبة لكل كاره أن يبث سمومه مستغلاً هذا الغياب الإعلامى . ومن الواجب والحق ان أوضح بعض الأمور من وجهة نظرى وهى اننا نحتاج الى العودة الى الكثير من القيم التى غابت عنا وهنا اذكر على سبيل التذكرة قصة كوب اللبن والتى تعلمناها منذ نعومة اظافرنا وهى انه قد حدثت مجاعة فى قرية فذهب أهل القرية الى حكيم القرية فطلب منهم طلباً غريباً فى محاولة منه لمواجهة خطر القحط والجوع وأخبرهم بأنه سيضع قِدراً كبيرًا فى وسط القرية، وأنه على كل رجل وامرأةٍ أن يضعوا فى القِدر كوباً من اللبن بشرط أن يضع كل فردٍ منهم دون أن يراه أحد فهرع الناس لتلبية طلب الحكيم فتخفى كل منهم بالليل وسكب ما فى الكوب فى القِدروفى الصباح فتح الحكيم القدر فماذا شاهد؟ شاهد القِدر وقد امتلأ بالماء!!! أين اللبن؟! ولماذا وضع كل واحد من الرعية الماء بدلاً من اللبن؟ إذن كل واحد من الرعية قال فى نفسه : " إن وضعى لكوب واحد من الماء لن يؤثر على كمية اللبن الكبيرة التي سيضعها أهل القرية و اعتمد كل منهم على غيره ، وكل منهم فكر بنفس طريقة تفكير الأخر ظناً منه أنه الوحيد الذى وضع الماء بدلاً من اللبن ، والنتيجة التى حدثت أن الجوع عم هذه القرية ومات الكثيرون منهم ولم يجدوا مايعينهم وقت الأزمات ، ونستخلص من هذه القصة أنه طالما كل منا يفكر فى نفسه فقط دون النظر لمجتمعه وأمته فقد تغرق بنا السفينة أما اذا تلاحمنا واتفقنا على كفالة كل منا للأخر وهذا ليس غريباً على أبناء مصر الذين دائماً ما توحدهم الأزمات فسوف تمر هذه الأزمة كما مرت كثير من الازمات قبلها ، ونستخلص من القصة ايضاً أنه لابد من العودة الى أهل العلم والتخصص الى أهل الدين الى الحكماء والاستماع لهم والعمل بنصائحهم . وللاعلام البناء دوراً هاماً فى مكافحة الإحتكار وذلك بتبنيه لبرامج توعوية لجموع الشعب عن ثقافتى الشراء والإستهلاك والمقاطعة للسلع المحتكرة لتكون رادعاً لهؤلاء المحتكرون ، كما ان للإعلام دوراً هاماً فى توضيح الصورة كاملة أمام المسئولين ، وله ايضاً دوراً هاماً فى ابراز اوجه القصور فى معالجة الازمة و ان تتحمل الجهات المسئولة مراقبة الأسواق وضبطها ومحاسبة المقصرين والمحتكرين . وفى ظل الأزمات دائماً ما يظهر المعدن الأصيل للشعب المصرى العظيم المتكاتف دائماً مع مصر ، تماسكنا هو القوة القاهرة لأعدائنا ..... حفظ الله مصر
أضف تعليق