في مثل هذا اليوم من عام 1918، وُلد الزعيم جمال عبد الناصر حبيب الملايين ونصير الغلابة كما لقبه الشعب المصري، قائد ثورة يوليو 1952 التى أطاحت بالحكم الملكي فى مصر مع مجموعة من الضباط الأحرار، ليعد ثاني رئيس للجمهورية المصرية بعد اللواء محمد نجيب.
وُلد جمال عبد الناصر حسين بحي باكوس بالإسكندرية، وهو ينتمى إلى أسرة من الفلاحين بقرية بني مُر في محافظة أسيوط، وتوفيت والدته وهو طفل عام 1926، فانتقل للعيش بين بيت عمه وبيت جَده لأمه حتى استقر مع والده بحي الخرنفش بالقاهرة، فالتحق بمدرسة النهضة الثانوية التى أصبح رئيسًا لاتحاد الطلبة بها.
أولى صدمات حياته
عن وفاة أمه يقول جمال عبد الناصر: "لقد كان فقد أمى فى حد ذاته أمرًا محزنًا للغاية.. فقد ترك فى نفسي شعورًا لا يمحوه الزمن، وقد جعلتنى آلامى وأحزانى فى تلك الفترة أجد مضضًا فى إنزال الألم والحزن بالغير فى مستقبل السنين".
شارك جمال عبد الناصر في صباه في مظاهرات ضد رئيس الوزراء إسماعيل صدقى لإلغائه دستور 23 مطالبًا بعودة الدستور، ومظاهرات ضد الإنجليز مطالبًا بالجلاء حتى إنه أُصيب فيها وفُصل من مدرسته بسبب هذه المظاهرات، كما شارك فى مظاهرات طالبت بالجلاء وكان عمرُه 17 سنة وأُصيب فى المظاهرات.
وكان شغوفًا بالقراءة وتعددت هواياته فتأثر بالأديب توفيق الحكيم، كما قرأ لروسو وفولتير وشكسبير، وسيرة عظماء التاريخ، وألَّف ثلاثة كتب هى: فلسفة الثورة، يوميات جمال عبد الناصر عن حرب فلسطين، وفى سبيل الحرية.
كان عبد الناصر من عشاق سماع أم كلثوم وعبد الوهاب ومطرب الثورة عبد الحليم حافظ، وكان يعشق التصوير فلم تفارقه الكاميرا طوال حياته، كما عشق لعبة الشطرنج والتنس ثم تحوَّل منها إلى تنس الطاولة.
تنظيم الضباط الأحرار
التحق بالكلية الحربية وهو فى التاسعة عشرة من عمره عام 1938، وبعد تخرجه شارك فى حرب فلسطين عام 1948، وكان له دور أساسى فى تأسيس مجموعة الضباط الأحرار فى يوليو 1949 حتى إنه انتخب رئيسًا للهيئة التأسيسية للضباط الأحرار التي خططت للقيام بالثورة ونفذوا حركتهم في 23 يوليو 1952، حتى تم إسقاط حكم الملكية وإقامة النظام الجمهورى ليعود الحق إلى أصحابه ولأول مرة يحكم مصر أحد أبنائها، وشارك في حكم البلاد حتى تولى رئاسة الجمهورية عام 1956 وهو في مقتبل الثلاثينيات من عمرِه خلفًا للواء محمد نجيب.
حتى وقعت نكسة 1967 والهزيمة فتنحى عن الحكم لكن الشعب الذى أحبه رفض تنحيه ليستمر فى الحكم فترة حرب الاستنزاف وإعادة تسليح الجيش حتى رحل عام 1970، وهو صاحب المقولة الشهيرة (ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة).
تزوج جمال عبد الناصر من السيدة تحية كاظم التي عاشت بعيدًا عن الأضواء ووسائل الإعلام حتى وفاتها عام 1992، وأنجب منها خمسة أبناء ثلاثة ذكور، هم: خالد وتُوفى عام 2011، وعبد الحميد وعبد الحكيم، وابنتين؛ هدى التي تزوجت من حاتم صادق، وتقوم حاليًا بجمع تراث والدها الزعيم الراحل، ومنى التي تزوجت من أشرف مروان.
أبرز مبادئ الزعيم
- الحرية والاشتراكية والوحدة للقضاء على مشكلات العالم العربي الأربع: وهي الاستعمار والتخلف والطبقية والتجزئة بين أقطار العالم العربي.
- حرية الشعب بكامله.
- الاعتقاد بأن الاشتراكية أساس التقدم الاقتصادي، وهي أساس بناء مجتمع الكفاية والعدل، والمجتمع الذي ترفرف عليه الرفاهية.
- توزيع الثروة الوطنية لتحقيق التغيير الاجتماعي.
- الاشتراكية العلمية.
- الوحدة هي أساس القوة العربية، والعروبة أو القومية العربية هي أساس قيام الوحدة.