دارالمعارف
كتبت صحيفة " هآرتس" الإسرائيلية فى افتتاحيتها اليوم الخميس تحت عنوان " التبشير اليهودى" أن الفزع الديمجرافي (السكانى) وحده، والذي يعود في أصله إلى الخوف من ضياع الأغلبية اليهودية في إسرائيل، تلقى هذا الفزع الأسبوع المنقضى ما يغذيه في ضوء المعطيات، التي عرضتها الإدارة المدنية عن المساواة الديمجرافية بين اليهود والمسلمين بين النهر والبحر، وهو ما يمكن أن يفسر حملة وزارة الشتات الإسرائيلية للعثور على يهود في كل زاوية من زوايا العالم وبأى ثمن.
وأضافت الصحيفة أن هذا يحدث في الوقت الذي يسعى فيه عشرات آلاف من طالبي اللجوء، ممن يتكلمون العبرية ويسعون إلى ربط مصيرهم بمصير إسرائيل، تتم ملاحقتهم بلا انقطاع من قبل الحكومة، بينما الشرخ مع التيارات المتعددة في اليهودية آخذ في الاحتدام.
وتنشغل ذراع آخر الحكومة الممثلة فى وزارة الشتات، بالعثور على مرشحين محتملين للانضمام إلى الشعب اليهودي وللهجرة إلى إسرائيل. لقد وجدت الوزارة أن هناك نحو 60 مليون نسمة في العالم "ذوي صلة" باليهودية أو بإسرائيل ("هآرتس" 27/3) وينبغي فحص صيغة لجلب قسم منهم إلى البلاد.
وهناك لجنة خاصة، عينها وزير الشتات نفتالي بينيت، تقدمت الأسبوع الحالى إلى سكرتارية الحكومة بتقرير إجمالي تدعو فيه إلى ترسيم الجاليات من غير اليهود، ممن ليس لهم الاستحقاق في قانون العودة، ولكن لهم "صلة" ما بالدولة. وأضافت الصحيفة أن المخزون الديمجرافي الضائع يتضمن أيضا "أنسال المغتصبين"، جاليات مثل "أبناء منشي" في الهند، بادعاء أنها سليلة لعشرة القبائل الضائعة والجاليات التي لها "صلة روحية" فقط بإسرائيل.
وهدف الترسيم هوغرسم ضامين اليهودية والصهيونية في أوساطهم بل وفحص "صيغة وصول إلى إسرائيل لغرض التهويد للافراد، للجماعات والجاليات الملائمة لذلك".
وقالت الصحيفة إن المعطيات الديمجرافية الأخيرة ليست مفاجئة، فمؤيدو حل الدولتين يحذرون منذ زمن بعيد من أن الطريق الأخلاقي والناجع الوحيد للحفاظ على إسرائيل كدولة ذات أغلبية يهودية هو تقسيم البلاد.
ولما كانت الحكومة الحالية تعمل على ضم المناطق ببلداتها في الطريق إلى واقع الابرتهايد، (الشتات) فإنها تضطر إلى تطوير مخططات أخرى لجلب سكان يهود زائفين. من الأفضل أن تستوعب: حل الدولتين فقط يمكنه أن يضمن النجاح المستقبلي للمشروع الصهيوني.