أحيانا تضعنا الحياة أمام كم من الأسئلة التى لا نجد لها إجابة سوى الدموع، عند سماع خبر وفاة الكاتب أحمد خالد توفيق كان هناك علامات تعجب واستنكار وعدم تصديق للخبر وكأننا مثلا كنا معه منذ ساعة ولكن هناك مناطق فى القلب نعتقد دائما أن سكانها بخير وأنهم هناك عندما نحتاج إليهم هم فى انتظارنا دائما ولا نتخيل غيابهم، لماذا ؟
ولكنه الموت ذاك الأنيق فى اختياراته عندما يختار الأنبل والأجمل.
ومع جنازة كاتب رأينا مشهدا برغم الحزن إلا أنه له دلالاته وعمقه ومعناه كيف يعيش الأثر الطيب مهما سبقنا اسمه بكلمات مثل الفقيد أو المرحوم ، فهل يغيب عنا كاتب شهدنا كيف تم تداول مأثوراته وأقواله وكتاباته وشخوصه الذين عشنا معهم أجمل أوقات القراءة.
ربما المدهش فى محبة كاتبنا الطيب هو أن هناك حالة من الإجماع بين صغار القراء وكبارهم فى السن وهذا غريب علينا نوعا ما فعادة تختلف الأجيال فى تذوقها للكتابة والفن حسب العمر ولكنها هبة ربانية لبعضهم أن يقترب بدفء ويتسلل بعمق ناحية العقول والقلوب.
أحمد خالد توفيق الحالم باليوتوبيا المتنبأ بموعد رحيله فى قهوة باليورانيوم حين كتب " اليوم، كان من الوارد جدا أن يكون موعد دفنى هو الأحد 3 إبريل بعد صلاة الظهر.. إذن كان هذا هو الموت، بدا لى بسيطا ومختصرا وسريعا، بهذه البساطة أنت هنا، أنت لم تعد هنا، والأقرب أننى لم أرَ أى شيء من تجربة الدنو من الموت التى كتبت عنها مرارا وتكرارا، تذكرت مقولة ساخرة قديمة، هى أن عزاءك الوحيد إذا مت بعد الخامسة والأربعين هو أنك لم تمت شابا"
الآن فهمت معنى ضحكات كئيبة فى قصة تكتبها أنت فيما وراء الطبيعة .
الحياة لا تشغل حيزا من الفراغ عندما يتركه أشخاص كانوا يعرفون معناها جيدا يحققون فى وقت قصير مالا يمكن أن يمحوه الزمن ،، أثر طيب