هذه هى أسرار الدجالين القتلة مرتكبى أبشع جريمة تستنكرها جميع الأديان السماوية وترفضها القيم الأخلاقية والإنسانية، يخطفون شيخا من علماء الإسلام من بيته ويقتلونه بدون أية جريمة.. أو سبب!
إنهم المفسدون فى الأرض، المتاجرون بالدين، يضللون الشباب، يرغمون التلاميذ والطلاب على ترك مدارسهم وكلياتهم، ويحولونهم إلى بلطجية، ويحرضون أعضاء الجماعة من المهندسين والأطباء والموظفين على ترك وظائفهم.
يستولون على فلوس وتبرعات الأعضاء ليشترى بها زعيم العصابة الدجال شكرى مصطفى تاكسيات وسيارات رمسيس مرسيدس.. وعزبة.. وفيلا.. ويعيشون على طريقة الهيبز باسم الدين، يرغمون الزوجات على ترك أزواجهن.. بدون طلاق ويزوجونهن لآخرين!
إنها أسرار يكشفها - لأول مرة - الرجل الثانى فى التنظيم المهندس عبد السلام مصطفى عيسى، كان أخطر رجل فى التنظيم بعد أميرها الدجال لكنه تاب واعترف بخطئه بعد أن خطف الأمير زوجته.. وتزوجها رغم أنفه.. وهى ما زالت على ذمته! وحاولت الجماعة اغتياله خمس مرات!
مهندس الذرة.. يعترف كنت الرجل الثانى
هو شاب فى الثانية والثلاثين من عمره نحيل طويل القامة.. خافت الصوت.. هادئ التفكير.. قال والألم يعصر قلبه.. إنهم مجرمون.. يسيئون إلى الإسلام.. والمسلمين، إن الإسلام دين السماحة ولا يعرف البلطجة أو الإرهاب، ويُحرّم قتل الأبرياء.. ويدعو إلى مبادئه بالحكمة والموعظة الحسنة.
«وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»، يروى عبد السلام مصطفى - قصة تورطه وانضمامه إلى الجماعة الدموية، ووصوله إلى مركز الرجل الثانى.. ثم اكتشافه لحقيقتها.. وتمرده عليها.. فيقول: إنه لم يكن يعرف حقيقة مخطط الجماعة، فقط كان شابا مستقيما متدينا، لأنه تربى فى جو دينى وأسرته محافظة على تعاليم الدين، عندما التقى به أحد قادة الجماعة كان يمر بأزمة نفسية لسبب شخصى، وهو أن القوى العاملة وزعته على وظيفة لا تتناسب مع مؤهله العلمى، فرغم أنه قد تخرج فى قسم الطاقة النووية بكلية الهندسة فإن القوى العاملة عينته فى كلية الفنون الجميلة!
استغلت الجماعة أزمته النفسية.. وبدأت تشحنه ضد المجتمع.. وتقنعه أن المجتمع فاسد وكافر.
تجاوب معهم.. اندمج فيهم.. استغل كل طاقته وثقافته وعقليته العلمية المنظمة فى الدعوة لهم وضم أعضاء إليهم وتثقيفهم.. حتى أصبح الرجل الثانى فى الجماعة ورجل المهام الخاصة، فهو الذى يسافر إلى بعض البلاد العربية لجمع التبرعات.. وضم أعوان جدد، لا يخجل عبد السلام من الاعتراف بأنه كان مخدرا، وأنه لم يكن يعرف دينه الإسلام على حقيقته وأنه كان يصدق أن الجماعة تهدف إلى نشر تعليم الإسلام، فقد كان شابا مستقيما متدينا.. لكن بدون ثقافة دينية تمكنه من كشف الأباطيل والأراجيف التى يسممون بها أفكار الشباب من أعضاء الجماعة باسم الدين، ويقول فى أسف صادق إنه اكتشف بعد ذلك أنهم لم يتورعوا عن اختراع أحاديث كاذبة نسبوها إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وتفسيرات محرفة للقرآن الكريم.
أما الفكرة الرئيسية التى تروج لها الجماعة بين أعضائها فهى أن المجتمع كله كافر، لا يعترفون بأى فرد أو هيئة، وهم يلجأون إلى أسلوب غريب للسيطرة على الأعضاء، فهم يحرصون على قطع صلاتهم بالمجتمع نهائيا، ويمزقون أقدس الروابط الإنسانية، التى يحرص الإسلام الحقيقى على المحافظة عليها، فهم يفرقون بين الأبناء والآباء والأمهات، يطلبون من الأبناء والبنات أن يعرضوا على آبائهم وأمهاتهم الانضمام، فإذا ما رفضوا أقنعوهم بأنهم كفرة، ويجب هجرهم ومقاطعتهم.
وما داموا قد نجحوا فى تمزيق رابطة الشاب أو الفتاة بأسرتهما فإنهما يصبحان تحت سيطرتهم تماما.
المهندسون والأطباء يبيعون الطماطم
وحتى تصبح سيطرتهم كاملة على الأعضاء فإنهم يرغمون التلاميذ والطلاب على ترك مدارسهم وكلياتهم لأن التعليم حرام! أما الأعضاء من المهندسين أو الأطباء أو الموظفين فهم يأمرونهم بترك وظائفهم والعمل باعة متجولين.. يغلق الطبيب عيادته ليبيع طماطم أو يترك المهندس مصنعه ليسرح بعربة يد يبيع الخضار.. أو يتحول الموظف الجامعى إلى بائع سمك! كل هذا بحجة أن الحكومة كافرة وفلوسها حرام! بينما الهدف الحقيقى هو السيطرة على الأعضاء سيطرة كاملة!
ويقول أبو سعد - وهو الاسم الحركى للمهندس عبد السلام عندما كان عضوا وزعيما فى الجماعة - أن خطة الجماعة تتضمن هجرة المجتمع كله إلى الجبال والصحارى.. والمناطق النائية.
ويتم إعداد الأعضاء وتلقينهم.. وتدريبهم على العنف، فقد أعدت الجماعة فرقة مليشيا للاغتيالات وأعمال الإرهاب والعنف.
ويقولون إنهم يهجرون المجتمع.. لأنهم مستضعفون وعندما يقوى عضدهم، ويتضاعف عددهم يعودون لغزو المجتمع وإصلاحه، والمجتمع الكافر ليس مقصودا به المجتمع المصرى فقط، فهم يعتبرون كل المجتمعات العربية كافرة، ف السعودية وسوريا واليمن والأردن وغيرها أيضا مجتمعات كافرة، وحتى علماء الأزهر كفار - هكذا.
أما هم.. فهم جماعة آخر زمن! أو هم جماعة آخر الزمان - كما يقولون - فهم يلقنون الأعضاء حديثا بأن المسلمين سيتفرقون إلى فرق كثيرة وتدخل جميع الفرق النار إلا فرقة واحدة.. ويدعون أنهم المقصودون بالفرقة الوحيدة التى ستدخل الجنة.
الأمير.. الدجال يعيش كالهيبز
ويكشف عبد السلام مصطفى الأقنعة عن الشخصية الحقيقية لزعيم الجماعة أو الأمير - كما يطلقون عليه - وهو شكرى أحمد مصطفى - مهندس زراعة، عمره 35 عاما - يقول: إن شكرى دجال وأفاق ويعيش حياة بوهيمية على طريقة الهيبز، لكن بغطاء دينى! كان شكرى عضوا بجماعة الإخوان المسلمين ودخل المعتقل عام 1965 وأمضى به خمس سنوات ثم أُفرج عنه، وقد امتلأ شكرى حقدا على المجتمع كله بسبب اعتقاله، وخرج ليزعم أنه نبى آخر الزمان، والمهدى المنتظر، والأمير الدجال يفرض نفوذا غريبة على الأعضاء ويعطى نفسه سلطات عليهم، لم تكن للأنبياء والرسل على اتباعهم، فإن النبى محمدا عليه الصلاة والسلام وهو خير الرسل وخاتم الأنبياء وسيد المرسلين.. كان يستمع إلى الصحابة ويشاورهم فى أمور دينهم ودنياهم ولم يطلب منهم الطاعة العمياء ولم يفرض سيطرته على بيوتهم، أما شكرى.. فقد قام بعملية غسيل مخ للأعضاء تفرض عليهم طاعته طاعة عمياء وله الحق فى إصدار أية أوامر، وما عليهم إلا تنفيذها بدون مناقشة.
تزوج.. زوجتى وهى على ذمتى
ويقول عبد السلام فى دهشة واستنكار: هل يصدق أحد أن نبى جماعة آخر زمن يفرض نفوذه على زوجات الأعضاء! من حقه أن يستدعى زوجة أى عضو إلى خلوة معه فى أية منطقة نائية، ولا يحق لزوجها الاعتراض، ويقول الرجل الثانى فى جماعة التكفير والهجرة لقد حدث هذا معى.
قلت له كيف يتصرف معى بهذه الطريقة وأنا الرجل الثانى بعده فى التنظيم، فسخر منى وقال إن أوامره يجب أن ينفذها الجميع، قلت له لكن هذه زوجتى، وأنا حر مع زوجتى، فرد بأن الزوجة تطيع الأمير قبل أن تطيع زوجها، وأصر على موقفه، وصدمت بعنف، كيف أعود إلى منزلى ولا أجد زوجتى، وتعود من لقاء فى شاليه مع الأمير، أى شرع، وأى دين يبيح ذلك؟ هل انحلال، إن الإسلام يرفض أن يختلى أى رجل بأية امرأة، وإلا كان الشيطان ثالثهما، والإسلام يحرم على المرأة أن تنفرد بلقاء أى رجل من غير المحارم.. وبدأت أراجع موقفى من الجماعة، بل أراجع فكر الجماعة لأول مرة، عدت لاستخدام عقلى.
وقررت أن أدرس الدين الإسلامى بطريقتى الخاصة وبعيدا عن طقوس الجماعة.. واكتشفت الخديعة الكبرى، وأننى كنت مخدوعا، وأن الإسلام الحقيقى لا يقر الدجل والشعوذة والهلوسة التى تدعو لها الجماعة، وأن غالبية ما يلقنه زعماء الجماعة للأعضاء أحاديث كاذبة مزيفة، وتفسيرات محرفة للقرآن الكريم.
يصمت مهندس الطاقة النووية - الرجل الذى عاد إلى وعيه وهجر الجماعة، وعاد إلى المجتمع عضوا مسلما صادقا وموطنا صالحا - ثم يواصل كشف أسرار جماعة الدجالين القتلة فيقول: إننى اكتشفت أن الجماعة لها أفكار كلها هلوسة وشعوذة ولا يقرها العقل أو المنطق السليم.
ويقول: إن شكرى - الأمير الدجال - يوهم الأعضاء بأنه المهدى المنتظر، وبأنه النذير العُريان، وبأن جماعة آخر الزمان - أى جماعته - ستغزو العالم، إن الجماعات ستتجمع فى اليمن، وتخرج الجيوش بالسيوف والخناجر من اليمن إلى السعودية وتستولى على الكعبة ثم تتوجه إلى بلاد الشام وتستولى على دمشق ثم إلى القسطنطينية فى تركيا، ويصور لهم هذا الكلام على أنه حديث نبوى، ولا يمكن الاستطراد فى إكماله.. لأنه رواية سخيفة ساذجة كلها هلوسة وشعوذة، وللأسف أقنع الأير الدجال شباب الجماعة بأن هذا الكلام حقيقى، وأنهم جنود آخر الزمان!
تم النشر فى السنة الأولى - العدد السابع والثلاثون - 10 يوليو «تموز» 1977 - 23 رجب 1397