مفتى الجمهورية: أثمن اهتمام الرئيس ورعايته للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى

مفتى الجمهورية: أثمن اهتمام الرئيس ورعايته للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموىمفتي الجمهورية

الدين والحياة21-1-2023 | 08:35

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء فى العالم: إن التكافل والتراحم الاجتماعى و العمل الخيرى هى موضوعات ألحَّت عليها الشريعة الإسلامية إلحاحًا كثيرًا، ومَن يقرأ القرآن الكريم والسنَّة النبوية يجدهما متناسقين ومرتبطين كالخيط الناظم مع المسلك النبوى والتطبيق العملى لهذه الموضوعات السامية.

وأضاف، فى تصريحات تلفزيونية، أن هذه المعانى والموضوعات الجليلة والسامية متفرعة من قاعدة عليا جليلة فى الإسلام وقيمة ورمزية عالية فى الإنسانية؛ ألا وهى قيمة الرحمة؛ فهى مفردة متغلغلة فى السلوك الإنساني، وأصل من الأصول العامة الضابطة لحركة الناس؛ فهناك نصوص كثيرة تحثُّ على التراحم والتكافل، وهى من الكثرة بحيث يصعب حصرها، حيث يصف ربنا نفسه بالرحمة ابتداءً، وعليه يبتدئ المسلم عمله صغيرًا كان أو كبيرًا بـ "باسم الله الرحمن الرحيم"، وكل عمل الإنسان يجب أن يكون مشتقًّا من الرحمة ليثمر التراحم، وهذا التعبير الرائع يصلح عنوانًا لكل إنسان مسلم، بحيث يجب أن تكون حياته رحمة وتراحمًا مع غيره.

وبخصوص قرب شهر رجب فقد لفت فضيلة المفتى النظرَ إلى أن شهر رَجَب من الأشهر الحُرُم التى اختصها الله تعالى بالفضلِ والشرف والنفحات؛ ولذلك تُستحبُّ المبادرة إلى اغتنام هذا الوقت الفضيل والتعرض لهذه النفحات بمزيد من العمل الصالح وإتقانه، قبيل دخول شهر شعبان شهر رفع الأعمال، وقدوم شهر رمضان شهر الصيام والعتق من النار، فى سياق تجديد حياته وتكوين شخصية نافعة متحققة بسمات السماحة والسلام ومبادئ السعادة والرحمة والمشاركة الإيجابية فى تنمية المجتمع والنهوض به، ومواساة الفقراء، ومساعدة أصحاب الحاجات وغير القادرين، فهى أعمال أرجى فى القبول وأجزل فى الثواب؛ وذلك لكون هذه الخصال من العبادات المتعدية النفع.

وثمَّن فضيلة المفتى اهتمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى ورعايته للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى لما فيه من الخير والتنمية، مؤكدًا أنَّ الجمعيات الخيرية المعتمدة من الدولة محل ثقة ولديها شفافية عالية وقدرات وإمكانيات التوسُّع والحصر والانتشار، تمكِّنها من استقبال الزكاة والصدقات وتوزيعها بشكل صحيح، فضلًا عن أنها تعمل تحت إشراف الدولة؛ كصندوق تحيا مصر، فهو قائم على منهجية علمية فى الجمع والتوزيع، فضلًا عن دوره المميز فى القيام بالمشروعات الوطنية والنافعة، وكذلك هناك بيت الزكاة والصدقات المصرى الذى يتبع مشيخة الأزهر الشريف ويشرف عليه فضيلة الإمام الأكبر شخصيًّا، وهو رافد محل ثقة، وهناك مصر الخير أيضًا، والأورمان ومصر الخير وغيرها من الجمعيات الخيرية الكثيرة محل التقدير، فيجوز التبرع لها بكل طمأنينة.

وشدَّد فضيلة مفتى الجمهورية على أن كفاية الفقراء والمحتاجين وعلاج المرضى وسد ديون الغارمين وغيرها من وجوه تفريج كرب الناس وسد حاجاتهم مقدَّمة على نافلة الحج والعمرة بلا خلاف، وأكثر ثوابًا منها، وأقرب قبولًا عند الله تعالى، وهذا هو الذى دلَّت عليه نصوص الوحيين، واتَّفق عليه علماء الأمة ومذاهبها المتبوعة.

وأكَّد فضيلة المفتى أنه يجوز تعجيل زكاة المال ولو لمدة عامين مقبليْن، بسبب هذه الظروف الاقتصادية الاستثنائية، فضلًا عن استحباب توجيه الأموال لمواساة الفقراء وأصحاب الحاجات ومساعدة المرضى ووجوه البر المتنوعة، بل ذلك أولى فى ظلِّ الأزمة الراهنة، ولا يقتصر الأمر على الزكاة، بل على الأغنياء والقادرين فى المجتمع أن يشملوا المحتاجين بنفقاتهم وصدقاتهم فى هذه المرحلة، بل على كل مواطن أن يستثمر هذه الفرصة فى مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم بما يمكنه من الوسائل المادية والمعنوية؛ بالمسارعة فى الخيرات، والمسابقة فى المكرمات، والمساهمة بالطيبات؛ مشاركةً لهم فى ظروفهم الحرجة، ومساعدةً لهم فى تغطية نفقاتهم واحتياجات أهليهم وذويهم؛ إظهارًا للنخوة والمروءة فى أوقات الأزمات.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2