نشرت وكالة الأناضول في مقال تحليلي أن زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز إلى ليبيا تهدف لمنع فاجنر من استخدام البلاد منصة لتجنيد المرتزقة، وتشير الزيارة ايضا إلى أن الملف الليبي تحول من مسألة دبلوماسية إلى قضية أمنية بالنسبة لواشنطن.
وذكرت الصحيفة أن زيارة بيرنز تمثل في حد ذاتها حدثا يستحق التوقف عنده رغم أنه لم يرشح عنه الكثير ولكنه جاء بعد أحداث مهمة تعكس عودة البلاد إلى دائرة الاهتمام الأمريكي.
كما أن الزيارة جاءت بعد شهر من تسليم حكومة الوحدة مواطنها أبو عجيلة المريمي ناهيك عن إعلان الولايات المتحدة وحلفائها عن ضرورة البحث عن آليات بديلة في حال فشل مجلسا النواب والدولة في الاتفاق على قاعدة دستورية وهو ما حدث فعلا، ما سيدفع واشنطن للتحرك نحو إيجاد خيارات بديلة.
ووفقا للوكالة، اقتصر لقاء بيرنز على شخصيتين رئيسيتين في المشهد الليبي الحالي أولها الدبيبة بصفته رئيس الحكومة التي تملك الاعتراف الدولي والثاني خليفة حفتر الذي تسيطر قواته فعليا على المنطقتين الشرقية والجنوبية.
وفي سياق متصل قالت الوكالة التركية إن ليبيا أصبحت قطعة أساسية ضمن لعبة الشطرنج التي طرفاها واشنطن وموسكو نظرا لتواجد فاجنر بها وامتلاكها لأحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في إفريقيا.
وتعد هذه الزيارة الأولى لمدير الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى ليبيا منذ هجوم استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي 2012 إبان سيطرة متشددين على المدينة قبل تحريرها من قبل الجيش الليبي.
ولبيرنز خبرة بالملف الليبي حيث كان أول مسؤول أمريكي يزور ليبيا في 2004 بعد رفع الحصار عنها إبان حكم الزعيم الراحل معمر القذافي.
وتولى بيرنيز حينها قيادة الفريق الأمني الليبي الأمريكي المشترك في ملفات الإرهاب والجريمة المنظمة خلال عمله وكيل وزارة الخارجية الأمريكية بالفترة من 2008 إلى 2011.
وتولى بيرنز منصبه الحالي في مارس 2021، بترشيح من الرئيس الأمريكي جو بايدن، ويرأس مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وهو حاصل على أعلى رتبة في السلك الدبلوماسي.
كما عمل تحت رئاسة كولن باول في مجلس الأمن القومي، وتقاعد من السلك الدبلوماسي في 2014 بعد 33 عاما، وكان سفيرًا لبلاده في الأردن وروسيا.