التجارة شطارة.. ولكن !

التجارة شطارة.. ولكن !عمر البدري

الرأى21-1-2023 | 11:20

فى ظل الحرب الطاحنة بين " الجنيه و الدولار " ، يعيش المواطن حالة من الصراع الشديد بين التجار، بعد أن تبين لهم وجود اختلاف شديد بين سعر السلعة الواحدة من تاجر لآخر ، الأمر الذي يجعلنا نجزم بأننا أصبحنا ضحية لما يسمي بـ " شطارة التجار ".

وهو الشعار الذي يفخر به كثير من التجار بل يتبارون فيما بينهم ليكون التاجر " الأشطر" !!

دعونا أولا نسأل أنفسنا، هل صحيح أن "التجارة شطارة"؟ وإذا كانت الإجابة بنعم ، فما الشطارة فى ذلك؟

بالبحث فى معاني اللغة يتبين لنا أن الشطارة تعني: حُسن التصرف والمهارة فى تدبر الأمور، والقدرة على التخلص من المشكلات وحلها.

ولكن للأسف الشديد ، ليس هذا ما يعنيه كثير من التجار، فمنهم من راح يستغل الأزمات ، ويخزن ما لديه من سلع لتحقيق أعلي درجات الربح ، دون النظر إلي أن مثل هذا التصرف حلال أم حرام .

وما يحزننا أن أكثر التجار انحازوا إلي تعريف الشطارة الموجود فى القاموس المنجد والذي عرف الشطارة "بالدهاء والخباثة ".

فأصبحت التجارة بالنسبة لهم سلوكا لعمل غير مناسب، حاملين شعار الغش ، والاحتكار، وتخزين السلع ،والتدليس بدعوي أن " التجارة شطارة "!!

لقد خاب وخسر من ظن أن ذلك شطارة بل هي خيبة وخيانة.

هل سأل التجار يوما أنفسهم فى أيهما المكسب؟ الاستقامة والالتزام بالضمير وقول الصدق والحقيقة أم غير ذلك؟

وهل قول الصدق والحقيقة يدران على التاجر الربح الوفير؟ أم أنهم يظنون أن الجهر بالحقيقة وقول الصدق قد يجعلان مهمة البيع والشراء أحياناً مستحيلة أو مسببة للخسارة أو على الأقل الكساد، وتقود إلى الإفلاس والدمار؟

وأخيرا علي كل تاجر أن يعي جيدا أن التاجر غير النزيه، لا يُسيء إلى نفسه فقط، إنما يُسيء أيضاً إلى وطنه ويؤثر سلبا على سمعة بقية التجار الأمينين.

أضف تعليق