لسعة البرد هي إصابة ناتجة عن تعرض اجزاء من الجسم لدرجات حرارة شديدة وتؤثر في الطبقة الخارجية من الجلد.
لسعة البرد هي نوع من الإصابات التي يمكن أن تحدث عندما يتعرض جلدكِ للبرد الشديد؛ إذ يمكن أن يتسبب التعرض للبرودة في تجمد الطبقة العليا من الجلد وبعض الأنسجة الموجودة تحتها.
وتُعدّ لسة البرد أكثر شيوعاً في الأطراف، مثل أصابع اليدين والقدمين والأذنين والأنف، وفي كثير من الحالات، يمكن أن يتعافى جلدك من عضة البرد، ولكن في الحالات الشديدة، يمكن أن يحدث موت الأنسجة أو فقدانها.
الجلد هو أكبر عضو في الجسم، ويتكون من عدة طبقات؛ فهو يحميك ويسمح لك أيضاً بإدراك الأحاسيس من بيئتك من خلال حاسة اللمس.
ويمكن العثور على الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الجلد؛ فهي تعمل على نقل الدم إلى أنسجة الجسم المختلفة من أجل الحفاظ على صحتها.
وعندما تكونين في مكان بارد تنقبض أوعيتك الدموية، وتصبح أضيق لتحويل تدفق الدم بعيداً عن الأطراف مثل أصابع اليدين والقدمين؛ ما يساعد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية، وبمرور الوقت، يمكن أن يتسبب نقص تدفق الدم إلى هذه المناطق في تلف الجلد والأنسجة المجاورة.
ويزداد خطر إصابتكِ بعضة البرداو لسه البرد إذا:
- تعرضتِ لدرجات حرارة باردة لفترات طويلة.
- تعرضت لدرجات الحرارة الباردة مصحوبة بالرياح.
-كنتِ على ارتفاع أعلى من سطح البحر.
أنواع لسعة البرد والعلاجات المتاحة لكل نوع
1- لسعة البرد من الدرجة الأولى
لسة البرد في المرحلة الأولى تكون خفيفة جداً ولا تضرُّ بشرتكِ، وعندما يكون لديكِ لسعة برد، ستتحول بشرتك إلى اللون الأحمر وتشعرين بالبرودة عند لمسها، وإذا بقيتِ في البرد؛ فقد تشعرين بالخدر أو بالوخز. ويمكن علاج لسة البرد بإجراءات إسعافات أولية بسيطة في المنزل تشمل منع المزيد من التعرض للبرد وإعادة التدفئة.
وتمكن إعادة التدفئة عن طريق نقع المنطقة المصابة في ماء دافئ «وليس ساخناً» لمدة 15 إلى 30 دقيقة، كما يجب تجنب إعادة التدفئة باستخدام مصادر الحرارة مثل المواقد أو وسادات التدفئة؛ لأنها يمكن أن تؤدي إلى الحروق. في حين أنه عندما يبدأ جلدك في الإحماء، سوف تشعرين ببعض الألم أو الوخز. كما يمكنكِ تناول مسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية لتخفيف أي إزعاج.
2- لسة البرد السطحية: عضة البرد من الدرجة الثانية
خلال هذه المرحلة من لسة البرد، ستبدأ بشرتك في التحول من اللون المحمر إلى اللون الشاحب، وفي بعض الحالات، قد يظهر الجلد باللون الأزرق، وقد تبدأ بلورات الثلج في التكون على جلدكِ، وعلى هذا النحو قد تشعرين عند لمس المنطقة المصابة من جلدك بشعور صلب أو متجمد. وقد تلاحظين بعض التورم، وهذه علامة على بدء حدوث تلف في أنسجة جلدكِ، علماً أن الأنسجة الموجودة تحت الجلد لا تزال سليمة، ولكن العلاج الطبي الفوري مطلوب لمنع المزيد من الضرر.
ويجب أن تتم إعادة التدفئة في أسرع وقت ممكن، كما سيعطيكِ طبيبكِ مسكناً للألم للمساعدة في تخفيف الألم الذي يحدث عند إعادة التدفئة. وبعد إعادة تدفئة المنطقة المصابة، سيقوم الطبيب بلف المنطقة المصابة لحمايتها، كما يمكن أيضاً إعطاء سوائل عن طريق الوريد «IV» للحفاظ على رطوبتكِ.
وبعد إعادة التدفئة، قد تظهر بثور مملوءة بالسوائل في المنطقة المصابة، وقد يبدو جلدكِ أزرق أو أرجوانياً، كما قد تلاحظين أيضاً تورماً وتشعرين بإحساس حارق أو لاذع.
وإذا كانت لديكِ بثور؛ فقد يقوم طبيبكِ بتصريفها، وإذا ظهرت أي بثور مصابة؛ فسيتم وصف مجموعة من المضادات الحيوية لعلاج العدوى.
ويمكن للعديد من الأشخاص التعافي تماماً من لسة البرد السطحية؛ إذ يتشكل جلد جديد تحت أي بثور أو قشور، ومع ذلك قد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات دائمة يمكن أن تشمل الألم أو التنميل في المنطقة المصابة بعضة البرد.
3- لسة البرد العميقة أو عضة البرد من الدرجة الثالثة
عضة البرد العميقة تُعدُّ أشد مراحل عضة البرد وتؤثر في الجلد والأنسجة الموجودة تحته.
وإذا كنت تعانين من عضة البرد العميقة؛ فقد يكون مظهر جلد المنطقة أزرق أو ملطخاً، وقد تشعرين بالخدر للأحاسيس مثل البرد أو الألم، كما قد لا تعمل العضلات القريبة من المنطقة المصابة بشكل صحيح، وقد تظهر البثور المليئة بالدم أيضاً عند الأشخاص المصابين بعضة البرد العميقة.
وتتطلب عضة البرد العميقة عناية طبية فورية، كما سيعيد الأطباء تدفئة المنطقة، وسوف يصفون مسكنات الألم، ويلفون المنطقة، وقد يزودونك بالسوائل الوريدية.
وإذا كنت تعانين من عضة البرد العميقة؛ فقد تتلقين أيضاً نوعاً من الأدوية يُسمى «مزيل الجلطة»، إذ يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة جداً من عضة البرد إلى حدوث جلطات دموية؛ لذلك قد يساعد هذا النوع من الأدوية في تحسين تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.
بعد إعادة التدفئة، ستبدو المنطقة سوداء وأكثر صلابة، نتيجة موت الأنسجة في المنطقة المصابة، وتظهر أيضاً بثور كبيرة؛ لذلك قد ينتظر طبيبك عدة أسابيع بعد إصابة لسة البرد من أجل تحديد المدى الكامل للضرر. وفي بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراءً أو جراحة لإزالة الأنسجة الميتة، فعلى سبيل المثال، قد يحتاج إصبع القدم الذي تعرض لأضرار جسيمة بسبب عضة البرد العميقة إلى بتره.
كيفية الوقاية من لسة البرد
تأكدي من اتباع النصائح التالية للوقاية من لسة البرد:
1- كوني على علم بتوقعات الطقس؛ لتجنب قضاء فترات طويلة من الوقت في الطقس البارد، وكذلك التلامس المباشر مع الأسطح المعدنية أو الماء في أثناء الخروج في البرد.
2- ارتدي ملابس مناسبة للطقس البارد، وارتدي القفازات أو القبعات التي تغطي أذنيك أو الأوشحة أو النظارات الشمسية أو أقنعة التزلج، كما يجب أن تكون الملابس الخارجية مقاومة للماء والرياح.
3- احرصي على تغيير الملابس المبللة بأسرع ما يمكن.
4- حافظي على رطوبتكِ وتناولي وجبات مغذية.