"ذا هيل": طموحات أوكرانيا في القرم محدودة بسبب تردد الولايات المتحدة في إمدادها بالأسلحة الثقيلة

"ذا هيل": طموحات أوكرانيا في القرم محدودة بسبب تردد الولايات المتحدة في إمدادها بالأسلحة الثقيلةأوكرانيا

عرب وعالم24-1-2023 | 16:02

رأت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية أن نوايا أوكرانيا في شن هجوم مضاد ضد روسيا يهدف لاستعادة شبه جزيرة القرم تعتمد على تغلب حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة على ترددهم بشأن إمداد كييف بالأسلحة الثقيلة.

وذكرت الصحيفة في سياق مقال نشرته، اليوم الثلاثاء، على موقعها الإلكتروني، أن المأزق بين الولايات المتحدة وألمانيا بشأن إرسال الدبابات إلى أوكرانيا سلط الضوء على هذه المشكلة، لكن كييف ستحتاج أيضا إلى زيادة القوة الجوية لعملية كبرى في شبه جزيرة القرم.

وأشارت "ذا هيل" إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وغيره من كبار المسؤولين الأمريكيين امتنعوا عن الالتزام علنا بمساعدة أوكرانيا على "تحرير شبه جزيرة القرم"، لكن يُقال إنهم يستعدون لفكرة منح كييف القدرة على ضرب القوات الروسية في شبه الجزيرة لإضعاف شعور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالأمن هناك.

وامتنعت الولايات المتحدة عن عرض دبابات أبرامز لأوكرانيا، قائلة إن لديها مخاوف بشأن ما إذا كان بإمكان القوات الأوكرانية تشغيل وصيانة المحرك التوربيني الذي يعمل بوقود الطائرات والقدرات المتقدمة الأخرى للدبابات.

والتزمت المملكة المتحدة بدبابات تشالنجر، وقالت بولندا إنها مستعدة لإرسال دبابات ليوبارد ألمانية الصنع إلى أوكرانيا، لكنها تنتظر الضوء الأخضر من برلين.

يُشار إلى أن القرم تمثل هدفا عسكريا رئيسيا لكييف، كما أن بوتين رعى بشكل شخصي بناء جسر ضخم يربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويوجد مقر أسطول البحر الأسود التابع للكرملين في مدينة سيفاستوبول الساحلية التابعة للقرم.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أكد أن انتصار أوكرانيا يشمل إخراج القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية وكذلك من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها في عام 2014.

وفي هذا الصدد، قال القائد العام السابق للجيش الأمريكي في أوروبا بين هودجز - في تصريحات لصحيفة "ذا هيل" - إن الدبابات إلى جانب مركبات قتال المشاة وغيرها من المدفعية والذخائر المقدمة من الغرب هي جزء من الجهد الشامل المطلوب ل أوكرانيا لهزيمة القوات الروسية.

وأضاف هودجز "تعرف الحكومة الأوكرانية أنها لا تستطيع قبول احتفاظ روسيا بالسيطرة على شبه جزيرة القرم، لن تكون أوكرانيا آمنة أبدا أو قادرة على إعادة بناء اقتصادها طالما احتفظت روسيا بشبه جزيرة القرم، لذلك ستشهد الأشهر القليلة المقبلة تهيئة أوكرانيا لشروط التحرير النهائي لشبه جزيرة القرم".

وينظر مسؤولو الدفاع الأمريكيون إلى استعادة أوكرانيا لشبه الجزيرة عسكريا على أنها مهمة شبه مستحيلة على المدى القصير.

وقال الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية: "من وجهة نظر عسكرية ما زلت أصر على أنه سيكون من الصعب جدا خلال هذا العام إخراج القوات الروسية عسكريا من جميع أراضي أوكرانيا، وهذا لا يعني أنه لا يمكن أن يحدث لكنه سيكون صعبا للغاية".

وقد قاومت الولايات المتحدة إرسال أسلحة بعيدة المدى، والتي قالت كييف عنها إنها ضرورية لاستعادة جميع الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا، وتشمل هذه الأسلحة أنظمة صاروخية بعيدة المدى يبلغ مداها نحو 185 ميلا، وطائرات بدون طيار مسلحة من طراز "جراي إيجل" يمكنها حمل ما يصل إلى أربعة صواريخ من طراز "هيل فاير"، بالإضافة إلى القنابل ذات القطر الصغير التي تُطلق من الأرض ويصل مداها إلى 94 ميلا تقريبا.

وقال بين هودجز إنه إذا كانت أوكرانيا تمتلك مثل هذه الأسلحة فيمكنها شن هجوم من أوديسا على مدينة سيفاستوبول الساحلية حيث يقع مقر أسطول البحر الأسود الروسي.. مضيفا أن الدبابات وعربات المشاة المدرعة تهدف إلى تعزيز بعضها البعض لبناء قوة برية مدرعة قوية لمتابعة الهجمات الجوية التي تستهدف المواقع العسكرية الروسية.

وكان قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني قد صرح الشهر الماضي بأن أوكرانيا بحاجة إلى 300 دبابة وأسلحة ثقيلة إضافية من أجل إخراج روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية.

وأفاد خبراء أمنيون أمريكيون بأن رفض إدارة بايدن إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة يهدف لمحاولة السيطرة على التصعيد، إذ قال مسؤولون أميركيون في وقت سابق إن كييف لن تستخدم أسلحة أمريكية الصنع لضرب الأراضي الروسية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة بايدن أصبحت تعتقد أنه إذا تمكنت القوات الأوكرانية من إظهار أنها يمكن أن تهدد السيطرة العسكرية الروسية على شبه جزيرة القرم فإنها ستقوي يد كييف على أي طاولة تفاوض محتملة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2