أمريكا هي المستفيد الوحيد من الصراعات المسلحة

أمريكا هي المستفيد الوحيد من الصراعات المسلحةحسن زعفان

الرأى24-1-2023 | 18:49

حلف الناتو ليس إلا بيت طاعة أوروبيًا للسيد القاطن فى البيت الأبيض الأمريكي، الدول الأوروبية تعلم أنه لا خطر حقيقى عليهم من الاتحاد الروسي وأن الأنفع لهم هو التقارب مع روسيا بصفتها دولة أوروبية آسيوية أصبحت مهمة جدًا للاتحاد الأوروبي، ولولا الضغوط الأمريكية لأصبحت روسيا أكبر شريك اقتصادي للاتحاد الأوروبي، أما عدائيات الماضي بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الرأسمالي، فقد انتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي السابق ومع فشل الأنظمة الشيوعية والشمولية وتطلعات الشعوب فى اتجاه الثقافة الغربية بسبب السيطرة الإعلامية شبه المطلقة لكل ما يبث على منصات الإعلام العالمية والتى تمتلكها وتتحكم فيها القوى الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، حتى أن الشعوب والدول التى انفصلت عن الاتحاد السوفيتى انضمت إلى المعسكر الغربى وأصبحت ضمن كيان الاتحاد الأوروبى.

وكذلك الشعب الروسى نفسه أصبح أكثر انفتاحًا على الثقافة الغربية، إذا ما الخطر الذي يشكله الاتحاد الروسى على أوروبا حتى يستمر وجود حلف عسكرى كبير مثل حلف الناتو يصرف عليه أموال طائلة وتتحكم فيه أمريكا بنفوذ كبير وسيطرة شبه كاملة على السياسة العسكرية للحلف واستخدامه فى توجيه ضرباته حيث تشاء أمريكا دون أى اعتراض من الدول الأعضاء فى الحلف، وكان من الممكن تجنب اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا بمجرد ابتعاد الغرب عن فكرة ضم أوكرانيا للناتو وضمان عدم المساس بالأمن القومى لروسيا، وكان من الممكن أن تتغير الأمور لتصب فى صالح شعوب القارة الأوروبية والعالم كله،.

لكن أمريكا أرادت أن تشعل حربا تورط فيها أوروبا وتشعل فتيل صراع مسلح قد يجر الصين وكوريا الشمالية لترسيخ فكرة العداء بين المعسكرين الشرقى والغربى مرة أخرى، وتستعيد أمريكا أجواء الحرب الباردة قبل تفكك الاتحاد السوفيتى وهو ما يضمن ل أمريكا أن تبقى متسيدة على حلف الناتو ومتحكمة فى السياسة العسكرية لكل دول القارة الأوروبية، فتزيد مبيعات السلاح وتستمر تدفقات الأموال على شركات السلاح الأمريكية خاصة بعد إعلان أمريكا الصين كعدو استراتيجي يجب التحسب له، لكن أوروبا تريد أن تنأى بنفسها عن الصراع الأمريكي الصينى، هذه هى أوروبا تجمعها المصالح وتفرقها أيضا، تحترم القوة ولغة الضغط ولا تقيم وزنا للضعفاء أبدًا تحت أى مسمى سواء إنسانى أو غير إنساني، فقط هل سيضر هذا الضعيف أم ينفع أو كيف نتخلص منه؟

صدقونى هذه هى لغة التعامل فى السياسة عموما والأوروبية بصفة خاصة.

وسلمولى على الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2