أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أوكرانيا تتأهب في الوقت الراهن لأعنف معركة في الحرب المشتعلة مع القوات الروسية منذ قرابة العام بعد أن قامت روسيا في أواخر فبراير من العام الماضي بشن عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا.
وأوضح المقال، الذي كتبه الصحفي جوليان بورجر، أن القوات المسلحة الروسية أعلنت يوم الأحد الماضي أنها شنت ضربة جوية جديدة استهدفت منطقة زابوريجيا، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الصراع بين الطرفين على خطوط المواجهة في تلك المنطقة لم يشهد أي تقدم ملموس منذ ما يقرب من 10 أشهر.
ولفت الكاتب إلى أن الموقف في ساحة القتال في تلك المنطقة، طبقا لما ذكره أحد الضباط الأوكرانيين هناك، بدأ يشهد بعض المناوشات بين الطرفين منذ أسبوعين حيث بدأ كلا الجانبين في شن بعض الهجمات بالدبابات والأسلحة المدرعة.
وفي القوت نفسه، أعرب الكاتب عن اعتقاده أنه عاجلا أو آجلا سوف يأخذ أحد الطرفين زمام المبادأة خلال الأشهر القادمة ويحاول كسر حالة الجمود التي تسيطر على الموقف في أرض المعركة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الحالة، كما يقول، من سيبدأ بتوجيه الضربة الأولى وأين سيقوم بتوجيهها؟
ويشير الكاتب إلى أن المعركة الكبرى، كما يقول أحد الضباط الأوكرانيين، سوف تبدأ في الربيع القادم أو قبل ذلك بقليل، لا أحد يعلم على وجه الدقة، ولكن الأمر المؤكد أن تلك المعركة سوف تكون بمثابة العاصفة التي تكسر حالة الجمود في ساحة القتال.
ويتناول الكاتب في هذا السياق استعدادات كلا الجانبين تحسبا لتلك اللحظة من المواجهة، موضحا أن كلا من الجانبين الروسي والأوكراني يستغل فترة الهدوء النسبي الحالية من أجل تعزيز قدراته الدفاعية وأنه في الوقت الذي تعزز فيه القوات الأوكرانية خنادق الحماية تقوم القوات الروسية ببناء خطوط دفاع إضافية تشمل حقول ألغام وفخاخ للدبابات.
وعلى الرغم من كل تلك الاستعدادات فإن الموقف، كما يشير الكاتب، ما زال ملتبسا ويشوبه الغموض حيث إنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت القوات الروسية تستعد في الخفاء لشن هجوم مباغت غير متوقع أم لا، في الوقت الذي تسعى فيه القوات الأوكرانية لرصد جميع تحركات الجانب الروسي من خلال الأقمار الصناعية وطائرات الاستكشاف.
ويرى الكاتب أنه بات من الواضح أن روسيا تقوم بعمليات حشد لا هوادة فيها بعد أن قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوجيه الاقتصاد الوطني لكي يصبح اقتصاد حرب من أجل إنتاج المزيد من الدبابات والصواريخ.
ويضيف أن شن أي هجوم عسكري واسع النطاق في المرحلة القادمة سوف ينطوي على كثير من المخاطر لكلا الطرفين حيث أنه ثبت بالتجربة أن الخسائر البشرية والمادية لعمليات استهداف المواقع الثابتة تكون جسيمة، مشيرا في هذا الصدد إلى تقديرات المحليين العسكريين التي تقول أن القوات المهاجمة في هذه الحالة يجب أن تتفوق في العدد بمقدار ثلاثة أضعاف حتي يحقق الهجوم الأهداف المرجوة منه.
ويرى الكاتب أن هناك ثلاث جبهات يمكن أن تشهد هجمات عسكرية مكثفة من جانب القوات الروسية وهي الجبهات الشرقية والجنوبية والشمالية، إلا أنه يعرب عن اعتقاده أن إحراز أي مكاسب عسكرية على أي من تلك الجبهات غير كفيل بوضع نهاية للحرب.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى أن روسيا تتمتع بميزة استراتيجية في هذا الصراع الدامي وهي تفوق القوات الروسية العددي وامتلاكها لقوات احتياط كبيرة بما يمُكنها من الدفع بأعداد ضخمة من الجنود في ساحة القتال هذا فضلا عن قدرتها الكبيرة على تعويض أي خسائر بشرية قد تتكبدها.