مازال الصديق د. أحمد غنيم يحاول بحماس متواصل تحويل متحف " الحضارة المصرية" بمنطقة الفسطاط إلى منارة ثقافية تُعبِّر عن الهوية المصرية، وذلك من خلال برنامج ثقافى موسمى متنوع يتضمن محاضرات عن التاريخ المصرى، وحفلات فنية خاصة يستضيف فيها أشهر المطربات والعازفات المصريات، وكذلك المطربين المصريين، الذين حققوا شهرة عالمية، ومؤخرًا نظم المتحف حفلا فنيا للعزف على آلة " الهارب" شارك فيه كل من الفنانة منال محيى الدين، الأستاذ بالمعهد العالى للموسيقى " الكونسرفتوار"، والعازف العالمى السويدى " ألكسندر بولداتشيفه"، بالتعاون مع سفارة سويسرا بالقاهرة تحت عنوان "الهارب يجمع الشعوب".
وقد عر فها المصريون القدماء باسم " القيثارة" ورسموا صورتها على معابدهم، ثم أطلق عليها الفرس " الجنك"، ولكن الأوروبيين طوروها وزادوا من أوتارها وأطلقوا عليها " الهارب".
وقد اشتهرت المصريات الثلاث ناهد ذكرى، وسميرة ميشيل وحاليا منال محيى الدين بالعزف على هذه الآلة الجميلة الممتعة والتى عرفها العرب أيضا وأسموها "الصنج"، حتى إن الشاعر الجاهلى الكبير ميمون بن قيس، الذى لقب بالأعشى تغنى بها عندما قال:
ترى "الصنج" يبكى لها شجوة
مخافة أن سوف يدعى بها
وبمناسبة ذكرى 25 يناير.. نظم المتحف بالتعاون مع مؤسسة القوى الناعمة المصرية حفلا فنيا مزج بين الكلمات المصرية والألحان العربية أو العكس، حيث شدى المطرب اللبنانى أنطوان وديع الصافى ببعض "الترانيم" الكنسية من ألحان والده ومن كلمات المرحوم البابا شنودة، ثم أطرب الحاضرين بأغانى التراث المصرى والتى تغنى بها والده ومنها دار يا دار، وعلى رمش عيونها، ويا عينى على الصبر، وعندك بحرية من كلمات ميشيل طعمة وألحان محمد عبد الوهاب.
ثم ختم بالأغنية الشهيرة "عظيمة يا مصر" كلمات أحمد علام وألحان والده وديع الصافى، حيث تجاوب معها الحاضرون ورددوا كلماتها بشكل جماعى، خاصة أن هذه الأغنية لها حكاية طريفة، فبعد أن تغنى بها المرحوم وديع الصافى وحققت الأغنية نجاحا كبيرا، ردت مصر الجميل ومنحته الجنسية المصرية.
فكل التحية للصديق د. أحمد غنيم الرئيس التنفيذى لمتحف الحضارة المصرية، الذى تمكن فى فترة قليلة من جذب جمهور مميز لنشاط المتحف الثقافى والفنى يضم سفراء الدول العربية والأجنبية فى مصر، ووزراء سابقين وشخصيات عامة وأساتذة جامعات وفنانين وإعلاميين.. يمثلون مصر برقيها وتنوعها وعراقة حضارتها وعمق ثقافتها.