أكد رئيس جمهورية أرمينيا فاهاجن خاتشاتوريان، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى بلاده تعد «تاريخية»، مشيرًا إلى أن الصداقة بين البلدين تنبع من أعماق القرون وتتعزز بأكثر من ثلاثين سنة من العلاقات المستقلة بين جمهورية مصر العربية وجمهورية أرمينيا
وفى ضوء هذا يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار إلى أن العلاقات التاريخية بين مصر والأرمن عمرها أكثر من 1400 عام وقد سجلت نقوشًا على صخور سيناء رصدها عالم الآثار الأرمينى ميخائيل ستون الذى زار سيناء ورصد 55 نقشا لحجاج مسيحيين أرمن جاءوا إلى سيناء للحج إلى جبل موسى ودير سانت كاترين وسجل ذلك فى كتاب صدر عن كامبردج عام 1982
وأوضح الدكتور ريحان أن جبل موسى ويطلق عليه أيضًا جبل الشريعة وجبل المناجاة وجبل سيناء أصبح مقصدًا للحج المسيحى منذ القرن الرابع الميلادى حين جاءت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى إلى سيناء بعد زيارتها القدس وبنت فى حضن شجرة العليقة المقدسة بالوادى المقدس بسيناء كنيسة صغيرة أدخلها الإمبراطور جستنيان ضمن أسوار الدير الشهير الذى بناه فى القرن السادس الميلادى وأطلق عليه دير طور سيناء ثم تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد الجبال الذى حمل اسمها وتضمنت الرفات الجمجمة وكف اليد اليسرى ومنذ ذلك الوقت أصبح جبل موسى ودير سانت كاترين مقصدًا لكل حجاج العالم ومن يدخل كنيسة العليقة المشتعلة يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى
وأردف الدكتور ريحان بأنه منذ ذلك الوقت أصبح هناك مساران للحجاج المسيحيين عبر سيناء، مسار شرقى هو للحجاج القادمون من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير الذى تتوفر فيه المياه من بئر الحسى وبئر صويرا المجاور لوادى وتير ثم عين فرتاقة وبها جدول صغير يفيض بالماء طوال العام، ثم يسير الطريق فى وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية، ثم يسير إلى سفح جبل جونة إلى وادى مارة ثم يدخل سفح جبل موسى، وطول هذا الطريق حوالى 200كم من أيلة إلى جبل موسى، ومسار غربى للحجاج القادمون من أوروبا عبر الإسكندرية.
ونوه الدكتور ريحان بأنه عبر المسار الشرقى جاء الحجاج الأرمن إلى مصر عبر وادى حجاج بسيناء والذى كشف به العالم الأرمنى ميخائيل ستون نقوش أرمينية عددها 55 نقشا أرّخها ما بين القرن السابع إلى العاشر الميلادى منها نقش لأحد الحجاج يقول (أنا ذاهب حول موسى) يعنى جبل موسى، وآخر يقول (أنا رأيت القدس) ووجود مثل هذا العدد من النقوش الأرمينية فى طريق الحج الشرقى بسيناء يؤكد توافد أعداد كبيرة من الأرمن للحج إلى جبل موسى وسانت كاترين
كما سبق للعالم Euting نشر للنقوش الأرمينية بسيناء عام 1891 وهى نقوش تذكارية للحجاج الذين مروا بهذا الطريق، وقد كان الأرمن من مؤسسى الرهبنة بفلسطين وسيناء ومنهم الراهب الأرمنى إفثميوس من مؤسسى الرهبنة بفلسطين منذ بداية القرن الخامس الميلادى ، أمّا صلتهم بدير القديسة كاترين فبدأت مع لجوء منقطع أرمينى يدعى سرجيوس إلى سيناء عام 564م ويوجد مخطوطات أرمينية بالدير من أعمال حجاج أرمن ومن خلال تأريخ النقوش الأرمينية بوادى حجاج دل على أن الأرمن قد استعملوا وادى حجاج من القرن السابع إلى الثالث عشر الميلادى
ويطالب الدكتور ريحان بعمل اتفاقيات سياحية بين مصر و أرمينيا لعودة السياحة الروحية وإحياء رحلات الحج المسيحى من أرمينيا إلى مصر وتمهيد الطريق الشرقى للحج بسيناء وترميم المواقع الأثرية عليه وتزويده بالخدمات من طابا إلى سانت كاترين.