لا تكونوا من القانطين

لا تكونوا من القانطينسعاد سلام

الرأى30-1-2023 | 16:21

ما أحوج الناس اليوم إلى اتباع سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) "الأحزاب:21" خاصة بعد ما أصاب بعض الناس، اليأس والإحباط وعدم الرغبة فى الحياة فى الفترة الأخيرة وليس لديهم أمل فى الحياة بسبب الغلاء وعدم توافر وظائف وعدم تحقيق الذات وصعوبة الحياة نتيجة ما يمر به العالم من أزمات عالمية ولذلك يجب أن نتمعن قليلا فى قوله تعالى: (قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ.. قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَة رَبّه إلَّا الضَّالُّونَ) "الحجر:55-56".

قال الطبري: "قال ضيف إبراهيم له: بشرناك بحقِّ يقين، وعلم منَّا بأن الله قد وهب لك غلامًا عليمًا، فلا تكن من الذين يقنطون من فضل الله فييأسون منه، ولكن أبشر بما بشرناك به واقبل البُشرى.. فقال إبراهيم للضيف: ومن ييأس من رحمة الله إلا القوم الذين قد أخطأوا سبيل الصواب، وتركوا قصد السبيل فى تركهم رجاء الله، ولا يخيب من رجاه، فضلوا بذلك عن دين الله، فالرسول صلى الله عليه وسلم من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم، ففى الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة" متفق عليه..والطيرة هي التشاؤم.

"ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، أن تجعل لنفسك وردًا يوميًا تذكر فيه الله، فذكر الله هو طاقة وطمأنينة وقوة، لأنه يملأ القلب ويطمئنه بأن الله معه، فذكر الله علاج اليأس والحزن أوصانا به النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي علمنا التفاؤل والأمل وأن نرى فى الغد الأفضل، وكلما تلح النفس على عقلك الباطن بتلك الأفكار الإيجابية تزداد تفاؤلًا وسعادة، فالثقة فى الله هي أهم شيء.

علاج اليأس هو الإنتاج والإنجاز، فيجب أن تتذوق تجربة النجاح، فأي تجربة نجاح صغيرة تؤدي إلى أمل فى حياة الإنسان ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو فى الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم، فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فى الغار، فرفعت رأسي، فإذا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكتيا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما) متفق عليه. ومنها تفاؤله بالنصر فى غزوة بدر، وإخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش. ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم عند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.

ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم بشفاء المريض وزوال وجعه بمسحه عليه بيده اليمنى وقوله: لا بأس طهور إن شاء الله. وهذا يعلمنا أن نتفاءل دائما كما أوصانا الرسول لنخرج أنفسنا من اليأس والإحباط وخيبة الأمل.

أضف تعليق