سلط مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية" الضوء على مساعي أوكرانيا للحصول على طائرات "F-16" من بولندا بعد أن أبدت وارسو استعدادها لتوفير ذلك الطراز من الطائرات لكييف في إطار مساعي الدول الأوروبية والغربية تعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية في الحرب المشتعلة حاليا بين الطرفين.
وأضاف المقال، الذي كتبه دان صباغ، أن بولندا تؤكد ضرورة تنسيق الجهود المشتركة في هذا السياق مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي، في وقت تناشد فيه أوكرانيا الدول الغربية الإسراع في إمدادها بالطائرات الحربية بعد أن أعلنت كل من الولايات المتحدة وألمانيا عزمهما تقديم مساعدات عسكرية لكييف تشمل دبابات متطورة لمواكبة التطورات في ساحة القتال مع القوات الروسية.
وفي هذا الصدد، يشير الكاتب إلى تصريحات أندريه يارماك، المستشار الرئاسي للرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي أكد فيها أن بولندا أبدت بالفعل استعدادا كبيرا لتوفير ذلك النوع من الطائرات لبلاده، إلا أن رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي عبر في نفس الوقت عن أهمية تنسيق الجهود مع حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في هذا الصدد.
ويوضح الكاتب أن رئيس الحكومة البولندية أكد أن بلاده تنسق جميع جهودها مع حلف الناتو من أجل تعزيز القدرات الدفاعية ل أوكرانيا معلنا عن قرار بلاده زيادة ميزانية الإنفاق العسكري لتصل إلى 4 % من الناتج القومي العام.
ويتطرق الكاتب في هذا الخصوص إلى موقف الدول الغربية من مسألة توفير أسلحة حديثة لأوكرانيا، حيث أشار إلى تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي حذر فيها من مخاطر إمداد كييف بأسلحة متطورة خشية التسبب في تصعيد الصراع المسلح هناك على الرغم من عدم استبعاده توفير طائرات حربية لأوكرانيا.
ويضيف ماكرون بعد لقاء له مع رئيس وزراء هولندا مارك روت، كما يقول الكاتب، أنه لا شيئ مستبعد فيما يخص إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا، موضحا في نفس الوقت سلسلة من المعايير التي يجب مراعاتها والتي يأتي على رأسها ضمان أن تلك الأسلحة سوف تستخدم لأغراض دفاعية فقط ولن تؤدي إلى تصعيد الموقف في الحرب الأوكرانية إلى جانب ضمان أنها لن تستخدم لضرب أهداف داخل العمق الروسي، بل تستخدم فقط بهدف مقاومة القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية.
ويتطرق المقال لتصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي التي ناشد فيها الدول المانحة بالإسراع في تقديم المساعدات العسكرية في ظل استمرار القوات الروسية في قصف العديد من المواقع على طول خط المواجهة بالقرب من مدينتي باخموت ودونتيسك.
ويلفت الكاتب إلى تقديرات خبراء معهد دراسات الحرب الأمريكي والتي تشير إلى أن الإبطاء في إمداد أوكرانيا بالأسلحة المتطورة اللازمة أعاق قدرات القوات الأوكرانية في ساحة القتال وأضاع العديد من الفرص التي كان من الممكن استغلالها لإحراز مكاسب عسكرية.
ويضيف الكاتب أنه من المتوقع أن تصل الدبابات المتطورة من الدول الغربية إلى أوكرانيا في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة بعد تدريب الجنود الأوكرانيين على كيفية استخدامها، موضحا في نفس الوقت أن القوات الروسية مازالت تقصف منذ عدة أشهر العديد من المواقع في باخموت ودونتيسك.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى تصريحات الرئيس الأوكراني التي يؤكد فيها أن الموقف في بلاده بات غاية في الصعوبة بعد تكثيف القوات الروسية من هجماتها ولاسيما في مناطق باخموت ودونتيسك.