كشفت تقارير صحفية في ألمانيا عن احتمال تورط موظف آخر في جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي.إن.دي) في قضية التجسس لصالح روسيا، المتهم فيها أحد موظفي الجهاز.
وأفادت معلومات وردت لمجلة "دير شبيغل" الألمانية أن الشريك المزعوم وناقل المراسلات للموظف المشتبه به المدعو كارستن إل. اعترف بأنه سافر مرتين على الأٌقل إلى العاصمة الروسية موسكو لتسليم مستندات سرية تخص جهاز الاستخبارات الخارجي إلى موظف في الاستخبارات الروسية "إف.إس.بي".
وذكرت المجلة نقلاً عن الشريك المزعوم القول إن اللقاءات التآمرية تمت في أحد مطاعم موسكو في أكتوبر ونوفمبر الماضيين.
ورداً على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال جهاز (بي.إن.دي) إنه لا يدلي بتصريحات عن تحقيقات جارية وأشار متحدث باسم الجهاز إلى التحقيقات التي يجريها جهاز الادعاء العام الألماني في كارلسروه.
كانت السلطات الألمانية ألقت القبض في الثاني والعشرين من الشهر الماضي على ناقل المراسلات ارتور إي. في مطار ميونخ عندما كان قادماً من الولايات المتحدة.
وذكر الادعاء العام أنه ألماني الجنسية وليس موظفاً في جهاز (بي إن دي).
وثمة اشتباه قوي في تواطؤ ارتور في جريمة الخيانة الوطنية.
وكان قد تم القبض على موظف جهاز (بي.إن.دي) كارستن إل. في برلين في 11 ديسمبر الماضي للاشتباه في ارتكابه جريمة الخيانة للوطن حيث يُعْتَقَد أنه نقل معلومات إلى روسيا تحصل عليها بحكم عمله وذلك بعد وقوع الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ويقبع كلا المشتبه بهما في الحبس الاحتياطي حالياً.
وتبعاً لمعلومات "شبيغل"، قال ارتور إن عملاء جهاز (إف.إس.بي) أعطوه خلال اللقاء الثاني في موسكو مظروفاً به أموال نقدية كمقابل للمستندات السرية الخاصة بجهاز (بي.إن.دي).
يذكر أن المشتبه بهما كانا كلاهما جنديين سابقين في الجيش الألماني.
وذكرت شبيغل أنه يعتقد أن المواد المسلمة في موسكو هي معلومات تتضمن لقطات شاشة (سكرين شوتس) مطبوعة لجداول وبيانات سرية عن عدد الضحايا الروس في أوكرانيا والتي يبدو أن جهاز (بي.إن.دي) تحصل عليها في إطار عمليات سرية.
وقالت شبيغل إن أقوال ارتور تشير إلى احتمال أن يكون لـ كارستن إل. مساعدين آخرين في جهاز (بي.إن.دي) حيث قال إنه عندما عاد إلى مطار ميونخ قادماً من الزيارة الثانية لموسكو لم يستقبله كارستن في المطار وإنما استقبله موظف آخر في جهاز (بي.إن.دي)، وأضاف أن هذا الموظف أخذ مظروف الأموال النقدية.
وقالت المجلة إن المحققين باشروا إجراء للتحري عن الموظف الثاني وأن هناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى أنهم حددوا الرجل دون علمه.