حورية عبيدة تكتب: اتركوا فلسطين لأهلها

حورية عبيدة تكتب: اتركوا فلسطين لأهلهاحورية عبيدة تكتب: اتركوا فلسطين لأهلها

*سلايد رئيسى7-4-2018 | 13:33

مَن قال لكم أن فلسطين وطنٌ على سفر، أو أنه على قَيد الرحيل، أو يرضى بغير أرضه المُقدَّسة بديلا؟! تباً للمأفونيين والمنافقين والخانئين.. أولئك الذين انبرتْ ألسنتهم وأقلامهم المأجورة ليصفوا الفلسطينيين بالإرهابيين لكونهم انتظروا هبوب رياح مواتية فأشعلوا آلاف الإطارات من الكاوتشوك ليعيش بني صهيون في حالة هيسترية من الأدخنة السامة السوداء. نسي المأجورون والخائنون الوطن المحتل، والمقدسات المغتصبة المُدنَّسة، والملايين المُشردة، وآلاف الشهداء،  وعظام أطفالنا المتكسرة ببنادق المحتل الغشوم، ومئات المجازر والمحارق، والطرد من الوطن، والحرمان من حق العودة، واقتلاع أشجار الزيتون، واستيلاء الإرهابيين الصهاينة على الأراضي ومصادرتها ونزْع ملكيتها. نسوا بطون النساء التي بُقرتْ، وعرض البنات الذي دنس وهُتِك، والأسارى في معتقلاتهم البغيضة.. نسوا النفايات النووية لمفاعل "ديمونة" التي دُفنت بأرضنا المقدسة؛ مما جعل الضفة الغربية تسجل أعلى معدلات الإصابة بالسرطان على مستوى العالم، نسوا استخدام الصهاينة للفسفور الأبيض والأسلحة العنقودية لقتل شبابنا وزهرة أحلامنا، نسوا تسميم المياه الجوفية، وتلويث البيئة البحرية، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، نسوا تسميم بذور المحاصيل الزراعية لقتل أصحاب الأرض؟! الآن الفلسطينيون إرهابيون لإشعالهم إطارات الكاوتشوك؟! فهل نسيتم ما حدث في اليومين الماضيين من استشهاد المئات وجَرح الآلاف لمجرد أنهم أرادوا إحياء ذكرى "يوم الأرض" بمسيرة سلمية وأعلام ليحافظوا على ذاكرة أبنائهم كي تنبض لوطنهم دوماً؟ تلك الذكرى الحزينة بدورها احتفاءً بفيجعة حدثت لهم عام 76 حينما قتل جيش الاحتلال مئات الفلسطينيين في مجزرة كانت مشهودة.. والآن صاروا "شهداء" يحيون ذكرى "شهداء"!!.. تلك والله أم المساخر في زماننا هذا. اتركوا فلسطين لأهلها وأطفالها وحجارتهم، هم جديرون بها بعد أن سقطت ورقة التوت وكشفت عن عورات العرب والمسلمين.. فلن يحرر الأرض ويحمي العرض والشرف ويرد الأقصى ومسرى النبي والقدس الشريف إلا من يكابد الجمر والوجع والفَقد، ويتوق بإخلاص -دون دعاية إعلامية كاذبة-لركعتي تغمرها الأدمع بين يدي رب العالمين في أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. أيها المنافقون.. اتقوا يوماً تأتونه فُراداً عَرايا يشهد عليكم كتابكم، وتذكّروا: "إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً".. اللهم احْص الصهاينة وأعداء الإسلام عدداً، واهلكهم بَدداً، ولا تغادر منهم أحداً، اللهم اجعلهم حصيداً خامدين فإنهم لا يُعجزونك، اللهم فَرّق جمعهم وشتِّت شملهم، وانصر الحق وأهله مهما كره الكارهون. اتركوا فلسطين ومفاتِح الدُّور تعلقها النساء في جدائلهن، ويحملها الرجال على صفحات صدورهم.. واتركوا لهم "دَبكتهم" وأغصان زيتونهم ليحيوا بها ليالٍ من الفرح والنصر والسَّمر آتية لا محالة..  فذاك وعدٌ إلهي، والله موف وَعْده.
أضف تعليق

إعلان آراك 2