قال الكاتب الصحفي الكبير محمد بركات رئيس مجلس إدارة مؤسسة (أخبار اليوم) الأسبق إن ياسر رزق لم يكن بالنسبة له صحفيا زميلا أو أخا أصغر، لكنه كان أكثر من هذه المسميات، مضيفا "باعتقادي أنه كان مثالا لما يجب أن يكون عليه الصحفي، وإذا كان الصحفيين الكبار مثل محمد حسنين هيكل ومصطفى أمين ومحمد التابعي كانوا نتاج عصر سمح بالتميز، فلا بد لي أن أقول إن ياسر كان مثالا لما يجب أن يتميز به الصحفي حتى لو لم يسمح المناخ بأن ينتج هذا التميز."
وأشار في كلمته ب احتفالية التأبين التي أقيمت مساء اليوم السبت بحضور نقيب الصحفيين ضياء رشوان وأعضاء مجلس النقابة ومجموعة كبرى من القامات الصحفية إلى أن "النقابة لا تحتفل بموت زميل وصديق ولكنها تحيي قيمة في هذه المهنة هي قيمة التفرد والنبوغ والحقيقة، فإذا تكلمنا عن مهنية ياسر سنجد أنها كانت مبكرة جدا، فترجع معرفتي الأولى ب ياسر رزق إلى بدايات السبعينات، حيث كنت في زيارة عمل إلى الإسماعيلية، لشيء كان متعلقا بإعادة إعمار منطقة القناة، لأجد بمكتب الأخبار اثنين من الصبية الصغار في المكتب وما يشغلهما هو مهنة الصحافة هما ياسر وأخيه خالد؛ وعندما عرفا أنني صحفي لم يتركا لي حديثا عن الصحافة والأحداث وعن أخبار اليوم، ووجدت في حديثهما أشياء لافتة للنظر بالنسبة لسنهما الصغيرة".
وتابع بركات إنه منذ هذه اللحظة آمن أنه أمام صحفي لا بد أن يكون له تاريخ متميز في الصحافة، وإذا انتقلنا لما هو بعد ذلك في جريدة الأخبار، سنجد أن الوصف الوحيد الذي أطلقته على ياسر إننا أمام شاب دخلت أخبار اليوم والصحافة في رأسه، فكان يصعب أن نراه في مؤسسة أخبار اليوم في أي مكان أو في موقع حدث أو مهمة صحفية إلا وكأنه قد تلبس بهذا العمل.
وأردف بقوله "أقول لكل من يتطلع ليصبح صحفيا متميزا، إن ياسر رزق كان لا ينبت عن القراءة والاطلاع على جميع الكتب والمذكرات، ليس فقط بالقراءة ولكن بأن يضع يده على أهم الأشياء فيها، لافتا إلى أن نبوءة أن ياسر رزق سيكون له مستقبل متميز صحبها تميزه أخلاقيا، فيكفي أن نلمس هذا الحب بين الجميع."
وأما عن كونه راصدا للأحداث؛ قال بركات "إنه كان الاختيار الأول خلال الوقائع التي حدثت في ظل وجوده وهو صحفي، فعندما يحدث حدث أو واقعة أو مناسبة وطنية أو قومية أو حرب في أي مكان، فكان في ذهني مباشرة "نبعت ياسر"، وهذا لم يكن تفضلا، فأينما وجد ياسر رزق، وجد العمل المتميز، ولا أتكلم عنه لأنني كنت أخيه الكبير في أخبار اليوم أو مسئول، ولكن كل زملائه وإخوانه ورؤسائه شهدوا أننا أمام صحفي متميز بمعنى الكلمة على المستويات المهنية والأخلاقية والقيمية."