الخدمات الحكومية والابتكار

الخدمات الحكومية والابتكارأشرف البهي

الرأى5-2-2023 | 12:58

لا شك في أن الخدمات الحكومية في ظل مصر الرقمية قطع شوط كبير نحو إنهاء خدمات المواطنين بشكل سريع ودقيق يوفر علي المواطن الكثير من الجهد والوقت والمال إلا أن الابتكار في تقديم الخدمات الحكومية عامل هام في نجاح الحكومة المصرية لاقتحام المستقبل، والأهم هو إيجاد ثقافة تتيح تشارك الابتكارات الذي أصبح أمرا في غاية الأهمية لتصبح الخدمات الحكومية أكثر مرونة واستجابة.
إن ما يشهده العالم الآن من تطور وتغير في تقديم الخدمات الحكومية يمثل أكبر مرحلة تحولا شهدها العالم على الإطلاق منذ أن بدأ التاريخ، هذا الواقع الجديد يفرض على الحكومة المصرية بكل موظفيها فرصا لامتناهية وتحديات متسارعة ومترابطة ومتجددة لم يسبق لها مثيل وللتغلب على هذه التحديات ولصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، لا ننكر أن الحكومة وضعت رؤى طموحة إلا أنها تصطدم بالروتين والبطيء الأمر الذي يشكل تحديا أمام الابتكار والتأقلم والتخطيط لمواجهة التحديات بكفاءة وفاعلية...
أخبرك سراً؟ لا تخبر به أحدا نحن أمام نقطة تحول وخروج عن دائرة المألوف في التفكير وربما في طريقة التعاطي مع تقديم الخدمات الحكومية بقليل من الابتكار
- من فضلك- اسمح لي أن أذكر سريعًا القليل عن الابتكار في العمل الحكومي قبل أن أحدثك عن الأساليب العملية لتطبيق الابتكار
الابتكار بكل بساطة هو القدرة على الخروج بالأفكار الجديدة وتطبيقها وهو عنصر أساسي في مبادرات التحديث والتحول الحكومي. الذي تتبناه الحكومة المصرية حاليا وعليه، يجب أن تشمل العادات المتبعة حَالِيًّا في القطاع الحكومي المزيد من الابتكار لتمكين المواطن من الحصول على الخدمات بمنتهى السهولة واليسر
منذ بضع سنوات، بدأت في إعطاء محاضرات وورش عمل لبعض موظفي الوزارات المصرية واقتربت منهم ومن مشاكلهم وقضاياهم التي وجدتها نفس المشكلة التي يعاني منها الكثير الآن. بدا هذا الأمر غير صحي للغاية. لذلك بدأت في هذا السر الذي عمل العجائب بالنسبة لي بدأت في الابتكار في توصيل المعلومة والحث على المشاركة بفاعلية وهو نفس ما طالبته منهم أن يطبقوا وسائل ابتكارية في تقديم الخدمات الحكومية للجماهير وطالبتهم بتحقيق الابتكارات في العمل الحكومي وفق عدة أساليب ومستويات... انتظر لحظة قبل أن تبدأ في قراءة هذا... هل أنت موظف حكومي؟ إذا كانت إجابتك لا أترك إجابتك في التعليق أما إذا كانت نعم ا فأرجوك أقرأ المقال لآخرة، فيما يلي أهم خطوات تطبيق الابتكار كما سردها الاتحاد العالمي للابتكار:
1. الابتكار في الخدمات بمعني تقديم خدمات جديدة ومطورة
2. الابتكار في تقديم الخدمات أي طرح أسلوب جديد أو مختلف في تقديم الخدمة نفسها
3. الابتكار الإداري أو التنظيمي: آلية جديدة تسهل الوصول إلى الخدمة
4. الابتكار المفاهيمي: طريقة جديدة في النظر إلى التحديات وتحدي الافتراضات الحالية
5. الابتكار في السياسات: تغيير في طريقة التفكير المتبعة عند إعداد السياسات
6. الابتكار الشامل: أسلوب جديد ومطور لتعامل وتفاعل الأقسام الحكومية المختلفة مع المعنيين
لكن لحظة هذه ليست نهاية القصة!!
هناك تجربة حية أمام عيني وهي تجربة البرتغال، فقد طرحت الحكومة منصة للابتكار التشاركي عام 2006. وتطالب هذه المنصة جميع الجهات الحكومية بتبسيط آلياتها وتحقيق نتائج قابلة للقياس وذلك بشكل سنوي. ففي كل عام، تقترح الجهات الحكومية على اختلافها مبادرات حكومية لتبسيط الإجراءات والآليات وتضع موعدًا نِهَائِيًّا لتنفيذها. وتستقبل المنصة أفكار ومقترحات الموظفين الحكوميين مباشرة من خلال“ جائزة للأفكار ”بالإضافة إلى المقترحات التي يقدمها أفراد المجتمع والشركات والمؤسسات التي تساهم في المشاورة العامة وهكذا ساهمت هذه المنصة في وضع البرتغال على الطريق الصحيح نحو التحديث والابتكار. فهل يمكن تطبيق مثل هذه التجارب؟
هناك مئات الأمثلة على التفكير المتقدم والابتكار في تقديم الخدمات الحكومية. لكن أكثر ماأخشاة هو أن تعمل كل وزارة بمعزل عن الأخرى إلا أن الابتكار على مستوى الحكومة ككل يحقق مكاسب متمثلة في رفع كفاءة الأداء ويفتح المجال أمام تبادل المعرفة وأفضل الممارسات التي يمكن تكرارها في القطاع بأكمله. ولإيجاد بيئة مماثلة، يجب توفر العوامل الأساسية للنجاح. كل ما أطالب به هو ضرورة ترسيخ ثقافة الابتكار
في هذا الصدد اقترح : لماذا لا تنشئ الحكومة مختبرات الابتكار الحكومي لصناعة المستقبل؟ وهو ما سنتحدث عنه في المقال القادم
انتظر تعليقاتكم بشغف

أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2