ما هو الدعاء عند هبوب الرياح الشديدة؟

ما هو الدعاء عند هبوب الرياح الشديدة؟دعاء الرياح

الدين والحياة7-2-2023 | 04:24

كشفت دار الإفتاء عن السنن المستحبة التى وردت عن الرسول الكريم؛ محمد، صلى الله عليه وسلم، حينما يشعر المسلم ب هبوب الرياح الشديدة.

وقالت الإفتاء على موقعها الإلكترونى الرسمى بشأن دعاء الرياح: "ورد فى السُّنَّة المطهَّرة كثيرٌ من الأدعية المستحبَّة عند اشتداد الرياح وهبوب العواصف؛ منها: ما روته أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول إذا عصفت الرياح: "اللهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ" رواه مسلم.

وفى روايةٍ للإمام أحمد فى "مسنده" من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، كان يقول: "الرِّيحُ مِنْ رَوْحِ اللهِ، تَأْتِى بِالرَّحْمَةِ، وَتَأْتِى بِالْعَذَابِ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَلَا تَسُبُّوهَا، وَسَلُوا اللهَ خَيْرَهَا، وَاسْتَعِيذُوا بِهِ مِنْ شَرِّهَا".

وعن ابن عباسٍ رضى الله عنهما قال: ما هبَّت ريحٌ قطُّ إلَّا جثَا النبى صلى الله عليه وآله وسلم على ركبتيه، وقال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلَهَا رِيحًا" أخرجه الطبرانى فى "المعجم الكبير"، والإمام الشافعى فى "مسنده" -واللفظ له-، وابن أبى شيبة فى "مصنفه".
فمن هذه الآثار أَخَذ الفقهاء استحباب الدعاء عند الريح الشديدة ونحوها من الكوارث والأهوال بالأدعية المذكورة، وكذلك استحبوا الصلاة عند حدوثها وهبوبها.

وتابعت الإفتاء عن دعاء الرياح: "قال العلامة الكاسانى الحنفى فى "بدائع الصنائع": "تُستحبُّ الصَّلاة فى كلِّ فزعٍ: كالرِّيح الشَّديدة، والزلزلة، والظلمة، والمطر الدائم؛ لكونها من الأفزاع والأهوال، وقد رُوِى عن ابن عباس رضى الله عنهما أنَّه صلَّى لزلزلة بالبصرة".

وقال العلامة الزرقانى فى "شرحه على مختصر خليل": "وأمَّا الصَّلاة للزلزلة ونح وها فلا تُكرَه، بل تطلب؛ لقول "المدونة": أرى أن يفزع الناس للصلاة عند الأمر يحدث ممَّا يخاف أن يكره عقوبة من الله تعالى؛ كالزلزلة، والظلمة، والريح الشديد، وهو قول أشهب فى الظلمة والريح الشديد، وقال: يصلون أفذاذًا أو جماعة إذا لم يجمعهم الإمام أو يحملهم على ذلك".

وقال العلامة ابن جزى المالكى فى "القوانين الفقهية": "عند تعداده المأمورات المتعلِّقة باللسان: وعند الريح: اللهم إنِّى أسألك خيرها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما أرسلت به".
واستطردت الإفتاء: "قال الخطيب الشربينى الشافعى فى "مغنى المحتاج": "يُسنُّ لكلِّ أحد أن يتضرَّع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها؛ كالصَّواعق والرِّيح الشديدة والخسف، وأن يُصلِّى فى بيته منفردًا، كما قاله ابن المقرى لئلَّا يكون غافلًا؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا عصفت الريح قال: "اللَّهُمَّ إنِّى أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ".

واختتمت دار الإفتاء عد دعاء الرياح: "بناءً على ما سبق: فإنَّه يُستحبُّ الدعاء عند وجود رياح شديدة ونحوها بالأدعية المذكورة؛ فيسأل الداعى ربَّه خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، ويستعيذ به من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما أرسلت به، وأن يجعلها رحمةً، ولا يجعلها عذابًا، ورياحًا لا ريحًا، وأن يفزع لصلاة ركعتين عندها؛ لئلَّا يكون غافلًا".

أضف تعليق