أهم الملفات التى يحملها رئيس البرتغال فى زيارته لمصر
أهم الملفات التى يحملها رئيس البرتغال فى زيارته لمصر
كتب: محمد وديع
تشهد القاهرة غدًا – الأربعاء - زيارة الرئيس البرتغالي، مارسيلو دي سوزا، ردا على زيارة مهمة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى لشبونة فى نوفمبر 2016.
وقد شهدت العلاقات بين مصر ولشبونة تطورا كبيرا على المستويات كافة، فى أعقاب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى لشبونة فى نوفمبر 2016، والتى كانت أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلى البرتغال منذ 24 عامًا.
وتعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى البرتغال نقطة تحول فى مسار العلاقات بين البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية والأمنية، علاوة على كونها قوة دافعة لتعزيز الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى فى جميع المجالات.
من جانبه، أعرب "دياس" عن تطلعه لدفع العلاقات الاقتصادية وإقامة المشروعات المشتركة بين البلدين تتويجًا للتفاعل المتميز على المستوى السياسي، وكذا استضافة لشبونة المشاورات السياسية هذا العام على مستوى مساعدى الوزير خلال النصف الثانى من العام الجاري 2018، بالإضافة إلى انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين كل عامين.
كما تسعى البرتغال لمساعدة مصر في المشاركة فى عدد من الأحداث الدولية لتنمية العلاقات الاقتصادية، ومنها مؤتمر ومعرض "ويب ساميت"، والذى يجمع أكثر من 20 ألفا من المتخصصين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك المؤتمر الأوروبى الأفريقى والذى سيتم تنظيمه كل عامين بالتبادل مع مؤتمر مصر أفريقيا.
واستقبل السفير عمرو رمضان، مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية "أوريكو دياس" سكرتير الدولة للعولمة بالبرتغال، أثناء زيارته لمصر وبرفقته عضو مجلس إدارة وكالة الاستثمار والتجارة البرتغالية، حيث تم استشراف آفاق التعاون بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وأشار السفير عمرو رمضان إلى التحسن الملحوظ في أداء الاقتصاد المصرى خلال السنوات القليلة الماضية، حيث بلغ معدل النمو في الوقت الراهن 5.3% وهو ضعف ذلك فى البرتغال، ما يتيح فرصًا كبيرة للاستثمار في مختلف المجالات، لا سيما وأن مصر تتمتع بعدة اتفاقيات للتجارة الحرة تجعل منها منفذًا لأسواق عدة، الأمر الذى يوفر أرضية مناسبة لإقامة مشروعات مشتركة بين مصر والبرتغال في القطاعات الاقتصادية التي تهم الطرفين، وعلى رأسها تطوير صناعة الأثاث والجلود والجبن والتعاون في مجال الطاقة المتجددة خاصة الطاقة الشمسية، إلى جانب السياحة.
وينعقد بعد غد، الخميس، منتدى الأعمال المصري البرتغالي الذى ينظمه الاتحاد المصري للغرف التجارية بالتعاون مع الوكالة البرتغالية للتجارة والاستثمار.
وذكرت سفارة البرتغال بالقاهرة فى بيان صحفي، أن رئيس جمهورية البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا سيوجه كلمة خلال الجلسة الختامية للمنتدى.
وأكدت السفارة أن منتدى الأعمال المصري البرتغالي المشترك يوفر فرصة كبيرة لعقد لقاءات وتبادل الرؤى حول التطورات الاقتصادية وفرص السوق لرجال الأعمال في كلا البلدين.
كما عقدت أعمال اللجنة المشتركة الأولى بين مصر والبرتغال، بالقاهرة فى أكتوبر الماضى برئاسة وزيرى خارجية البلدين، والتى تم خلالها التوقيع على 5 مذكرات تفاهم واتفاقيات فى مجالات السياحة، والشباب والرياضة، والأرشفة الدولية، والخدمات الجوية، وكذلك بين معهد كامويش البرتغالى والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية.
ويكرر الخبراء أهمية التحالف بين مصر والبرتغال فى كافة المجالات للاستفادة من مميزات وموقع كل دولة، حيث يمكن أن تكون مصر المركز المحورى للدول العربية وشرق أفريقيا، والبرتغال لأمريكا الجنوبية وغرب أفريقيا، وذلك من خلال إنشاء خطوط ملاحية منتظمة بين الدولتين.
كما يطالب المسئولون في البرتغال بأن تحتل مصر ترتيب أفضل من كونها السوق الخامسة بالنسبة للبرتغال، من خلال تدعيم العلاقات الاقتصادية وزيادة الاستثمارات من أجل تحقيق مصالح الجانبين.
ويجمع بين الدولتين أيضا العديد من الاتفاقيات فى جميع المجالات: الاقتصادية، والتجارية والسياحية والثقافية والفنية، حيث بلغ حجم التجارة بين الدولتين 194 مليون يورو فى عام 2015.
والواقع أن العلاقات مع البرتغال تعد البوابة للتعامل مع مجموعة من الدول الناطقة باللغة البرتغالية، والتى تجمعها منظمة الدول الناطقة بالبرتغالية، التى أنشئت عام 1996، وتضم البرتغال والبرازيل وأنجولا وموزمبيق وغينيا بيساو والرأس الأخضر، إلى جانب غينيا الاستوائية، وغيرها.
وشهد تاريخ البلدين العديد من التفاعلات الثقافية والحضارية في ضوء الجوار الجغرافى وتقاطع اهتمامات الجانبين خلال مراحل عدة من تاريخهما، خاصةً خلال فترة الحكم العربي للبرتغال من القرن الثامن وحتى القرن الثالث عشر الميلادي وبعد ذلك خلال فترة الإمبراطورية البرتغالية.
ترتبط مصر بعلاقات متميزة مع البرتغال على مختلف المستويات، وتلتقى وجهات نظر الجانبين حول القضايا الإقليمية والدولية بصفة عامة، حيث إن الدولتين طرفان فى عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الأفريقى الأوروبى ومنتدى المتوسط، ويجمعهما اهتمام مشترك لضمان الأمن والاستقرار فى العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة.
وتبلغ قيمة الاستثمارات البرتغالية في مصر نحو 520.5 مليون يورو منها 504 ملايين في مجال إنتاج الأسمنت منذ شراء شركة "CIMPOR" البرتغالية لشركة أسمنت العامرية عام 2001 و16.5 مليون، وارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والبرتغال خلال العام الماضي ليبلغ 194 مليون يورو مقابل 167 مليون يورو خلال عام 2002 السابق له بارتفاع بلغت نسبته 16 بالمائة ما يعادل 27 مليون يورو.
ويقدر حجم الاستثمارات المصرية في البرتغال بنحو 40 مليون يورو طبقا للبنك المركزي البرتغالي، في حين بلغت الاستثمارات البرتغالية في مصر نحو مليوني يورو وبلغ رأس المال المصدر بنحو 404 ملايين يورو، وتتركز الاستثمارات البرتغالية في مصر في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والملابس الجاهزة والطاقة الجديدة والمتجددة، أما بالنسبة لأهم القطاعات التي تستثمر فيها مصر بتلك الدولة فهي قطاع العقارات والتشييد والبناء.
مصر والبرتغال، يجمعهما حرص مشترك على ضمان الاستقرار فى العالم بصفة عامة وفى المنطقة الأورومتوسطية بصفة خاصة، حيث إن الدولتين طرفان فى عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط والحوار الأفريقى الأوروبى ومنتدى المتوسط.
وتتفق وجهات نظر الدولتين حول القضايا الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الرغبة المشتركة فى تطوير التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة.