ما حدث يوم السبت قبل الماضى خلال المؤتمر الصحفى العالمى للنسخة الخامسة من منتدى شباب العالم يؤكد أن الرهان على الشباب كان الرهان الفائز.
فمنذ أن التقى بهم اللواء أركان حرب عبد الفتاح السيسى مدير المخابرات الحربية عقب أحداث يناير 2011 ضمن القوى الوطنية، والأطياف المختلفة، التى التقى بها فى ذلك الوقت، وأدار حوارا معهم وهو يراهن على قدرات الشباب المصرى وإمكانياته وأهمية الاستفادة من تلك الطاقات لبناء الوطن.
كانت الأحداث فى تلك الفترة كاشفة، وكان الحماس والرؤى التى يطرحها الشباب تؤكد على إيمانهم بوطنهم رغم اعتراضهم وملاحظاتهم على إدارة قطاعات مختلفة.
رؤى غير تقليدية، وحماس منقطع النظير، ليظل إيمانه بهم متواصل فعقب توليه المسئولية فى منتصف عام 2014 حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على الاستفادة من الشباب، وحرص على تأهيلهم للقيادة، وكانت باكورة الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة، بمثابة بداية الانطلاق نحو دولة نصف مواطنيها من الشباب، وهو ما يستوجب الاستفادة منهم فى بناء وطن يطمح أن يسترد مكانته التى تليق به، ويواجه العديد من التحديات والأزمات.
فقد قال عنهم الرئيس السيسي: «شباب مصر هم أمل مصر، بحماسهم الوطنى وكفاءتهم العلمية نبنى مصر المستقبل، وبإخلاصهم ستحيا مصر».
بالتزامن مع عام الشباب كانت الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة التى حصلت على تدريب وتأهيل فى كافة المجالات على أعلى مستوى، وتم اختيار الشباب وفق آليات وقواعد دقيقة وكان المؤتمر الوطنى الأول للشباب فى أكتوبر 2016 والذى حمل شعار (ابدع. انطلق) من مدينة شرم الشيخ بمثابة انطلاقة نحو تنفيذ الرؤى الشبابية على أرض الواقع وتولى الشباب المسئولية وحرص الرئيس منذ اللحظة الأولى على أن يلتقى بشباب البرنامج الرئاسى ويتحاور معهم؛ وتأكيدا لإيمانه بأفكارهم كانت الأفكار سرعان ما تتحول إلى واقع.
وتحول المؤتمر الوطنى للشباب إلى أكبر منصة حوارية بين كافة مؤسسات الدولة المصرية والشباب.
وتأتى توصيات مؤتمرات الشباب لتصبح واقعا؛ وتصبح تجربة الشباب المصرى وتأهيلهم للقيادة تجربة رائدة ينتقل آثارها إلى المحيط العربى والإفريقى ثم تنطلق إلى العالمية.
إنهم بحق «شباب على قدر المسؤولية»، ففى أبريل من عام 2017 كانت البداية لتنطلق تجربة شباب مصر إلى العالمية؛ ومن الضفة الشرقية للقناة وبمشاركة وحضور 1200 شاب وفتاة، و34 متحدثا منهم 17 شابا وفتاة وخلال 6 جلسات وورش عمل شملت نموذج محاكاة الدولة المصرية وتنمية محور قناة السويس والجلسة التى تعد إحدى ثمار مؤتمرات الشباب والتى تعد بمثابة أكبر حوار مجتمعى مع الرئيس؛ جلسة اسأل الرئيس.
وكانت التوصية بإطلاق منتدى شباب العالم ليرسل الشباب المصرى رسالة سلام إلى العالم وكانت النسخة الأولى فى نوفمبر 2017 بمشاركة 3000 شاب وفتاة من 113 دولة تحدث فيها 222 متحدثا من 64 دولة، من أصحاب الخبرات فى مختلَف المجالات.
وذلك من خلال 46 جلسة وأكثر من 70 ساعة عمل؛ وفى حضور عدد كبير من مُختلَف الزعماء وقادة الرأى والفِكر حول العالم، تمت مناقشة قضايا دولية حول موضوعات؛ الهجرة واللاجئين، الديمقراطية وحقوق الإنسان واستقرار وتنمية إفريقيا، العولمة والهوية الثقافية، والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى وأثرها على السكان إلى غير ذلك من موضوعات مهمة على الساحة الدولية، بالإضافة إلى ذلك، شهد المنتدى محاكاة لمجلس الأمن الدولي.
وتوالت النجاحات من عام إلى آخر وأصبح منتدى شباب العالم أكبر منصة حوارية فى العالم بين الشباب.
وحاز منتدى شباب العالم على العديد من الإشادات الدولية، ففى فبراير 2021، اعتمد المجلس الاقتصادى والاجتماعى للأمم المتحدة (ECOSOC) فى دورته التاسعة والخمسين منتدى شباب العالم كإسهام مصرى عالمى يفتح مجال الحوار بين الشباب حول العالم، بالإضافة إلى اعتماد منتدى شباب العالم بنسخه الثلاث السابقة من قبل الأمم المتحدة كمنصة دولية لمناقشة قضايا الشباب، كما أشار مجلس حقوق الإنسان ب الأمم المتحدة (UNHRC) فى دورته الحادية والأربعين بالتجربة المصرية لتمكين الشباب سياسيًا واقتصاديًا، وذلك خلال مناقشة التقرير الوطنى لحقوق الإنسان فى نوفمبر 2022.
فعلى مدى أربع سنوات منذ 2017 وحتى 2021 وبمشاركة 20 ألف شاب وفتاة فى النسخ الأربع للمنتدى وخلال 115 جلسة و31 ورشة عمل، تحولت مخرجات منتدى شباب العالم ومؤتمرات الشباب إلى واقع ملموس بدأ من تأسيس الأكاديمية الوطنية للتدريب التى باتت إحدى قلاع التدريب والتأهيل للقيادة، مرورا بالدفعات الأربع من شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وشباب البرنامج الرئاسى لتأهيل القيادات التنفيذية، والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب العربى والإفريقى للقيادة.
وتوجت مخرجات منتديات الشباب التى انتقلت إلى أرض الواقع بمبادرة «حياة كريمة»، أكبر مبادرة تستهدف تحقيق جودة الحياة لأكثر من 60 مليون مواطن، والتى جاءت تحت مظلتها عدة مبادرات، منها: المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية، مبادرة ريادة الأعمال، التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي.
وبإعلان الرئيس السيسى عام 2022 عام المجتمع المدنى تم تكليف إدارة المنتدى والجهات والمؤسسات المعنية بالدولة بإنشاء منصة حوار فاعلة بين الدولة وشبابها ومؤسسات المجتمع المدنى المحلية والدولية، وقد نتج عن ذلك، تدشين «التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي» فى مارس 2022 والذى يضم 31 كيانا تنمويا وخدميا، ويُعد التحالف ركناً مهماً فى عملية التنمية بالدولة، وداعماً لمنظومة شبكات الحماية الاجتماعية يتكامل عمله مع جهود الحكومة والقطاع الخاص، وقد وصل عدد المستفيدين إلى 30 مليون مواطن.
لقد جاءت أفكار ورؤى الشباب المصرى متوافقة مع رؤية الجمهورية الجديدة وإيمانا راسخا لدى القيادة السياسية بقدرات الشباب الذى أبدع وانطلق نحو تحقيق تلك الرؤى على أرض الواقع وعمل على مواجهة التحديات بأفكار خارج الصندوق.
وجاءت النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم لتثبت أن هؤلاء الشباب على قدر المسئولية التى منحها لهم الرئيس السيسي.
فقد كانت الرؤية واقعية والهدف واضحا والطريق مخططا بإتقان، وهذه المرة جاءت رؤية شباب منتدى شباب العالم من إحدى قلاع الهوية المصرية، وإحدى العلامات الشاهدة على إصرار وتحدى المصريين لمواجهة الأزمات وحرصهم على تغيير الواقع إلى الأفضل.
من متحف الحضارة وخلال المؤتمر الصحفى العالمى كان قرار الشباب، أن تكون النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم على قدر التحديات التى يعيشها العالم والأزمات التى تعصف به، فتحولت النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم إلى نسخة تنفيذية، تستهدف مجموعة من المحاور يتم التحرك عليها.
فقررت إدارة منتدى شباب العالم أن يتم توجيه عوائد حقوق الرعاية التى كانت مخصصة لتنظيم النسخة الخامسة بمدينة شرم الشيخ فى تنفيذ حزمة كبيرة من المبادرات والمشروعات والبرامج التنموية المهمة ذات التأثير المباشر على المواطنين والشباب بوجه خاص داخل وخارج مصر، وذلك بالتعاون مع شركاء المنتدى من مؤسسات ومنظمات دولية ومحلية. على أن تكون النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم لهذا العام بمثابة دعوة لتنفيذ التنمية بدلاً من مناقشة سُبل تحقيقها.
ولم تكن تلك الرؤية من فراغ لكنها جاءت من خلال إدراك إدارة المنتدى بحجم التحديات والأزمات الاقتصادية التى تعصف بالعالم والمسئولية الملقاة على عاتق الشباب ودور المنتدى فى مواجهة تلك التحديات، فكان هذا القرار المقدر والذى كان بمثابة نقلة نوعية لينتقل المنتدى من مرحلة التخطيط ووضع وطرح الرؤى إلى التنفيذ.
إنها مرحلة مهمة فى تاريخ منتدى شباب العالم؛ فلم يلغ المنتدى كما فهم البعض خطأ، إنما انتقل لمرحلة تتوافق مع الأوضاع الحالية التى يمر بها العالم ويقوم الشباب بدورهم فى مواجهة تلك الأزمة.
لقد أثلج صدرى القرار ولا أخفيكم سرا حجم السعادة الغامرة التى انتابتنى عند سماع قرار إدارة المنتدى بتوجيه عوائد حقوق الرعاية التى كانت مخصصة لتنظيم النسخة الخامسة بمدينة شرم الشيخ لصالح تنفيذ مجموعة الحزم والمبادرات والتى تشمل:
تنفيذ برامج تستهدف قطاع ريادة الأعمال والشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم الدعم الفنى والمادى وتطوير ورفع المهارات والقدرات البشرية.
إطلاق برنامج خاص بالأمن الغذائى من خلال تقديم برامج دعم لتطوير قدرات المزارعين والقائمين على الصناعات الغذائية فى مصر وإفريقيا.
إطلاق أكبر منصة تطوعية شبابية فى العالم والتى ستكون بمثابة نقطة تلاقٍ لتأهيل جميع المتطوعين ورفع قدراتهم للمشاركة فى الأعمال التنموية والخيرية والتى تستهدف الدول الفقيرة والمتضررة سواء من الحروب والنزاعات أو التداعيات المناخية.
بالإضافة إلى إطلاق برنامج لدعم الصحة النفسية والعقلية. وتنفيذ برنامج دعم وتمكين اللاجئين والمهاجرين وتعزيز أوجه الرعاية الصحية والنفسية والمجتمعية المقدمة إليهم ولأسرهم.
إنها حقا نسخة مختلفة من منتدى شباب العالم ستكلل أعمالها بالنجاح وكلى ثقة فى ذلك، لما لا؛ وقد شهد المؤتمر الصحفى للمنتدى مراسم توقيع بروتوكول منصة منتدى شباب العالم للتطوع مع الاتحاد العربى للتطوع، لتكون بمثابة نقطة تلاقٍ للمتطوعين، بهدف نشر ثقافة التطوع ودعم وتأهيل المتطوعين ورفع قدراتهم للمشاركة فى الأعمال التنموية والخيرية، والتى تستهدف الدول الفقيرة والمتضررة سواء من الحروب والنزاعات أو التداعيات المناخية، كما ستقوم المبادرة بتنفيذ العديد من برامج التبادل للمتطوعين بين الدول المختلفة. وذلك بالتعاون مع مؤسسة حياة كريمة والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى و الاتحاد العربى للتطوع وبرنامج متطوعى الأمم المتحدة.
لقد استطاع التحالف الوطنى للعمل الأهلى أن يستفيد من قدرات 251 ألف متطوع وساهم فى توفير 256 مليون جنيه خلال العام الماضي.
إنها تجارب نجاح تخبرنا بأن البرامج التى أطلقتها النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم وتستهدف تنفيذها سيكون النجاح حليفها بإذن الله.
كما سيتم عرض نتائج هذه المبادرات وما يُستجد من شراكات جديدة من خلال منصات «منتدى شباب العالم» بمختلف وسائل التواصل الاجتماعى على مدار العام».
جودة الغذاء
خلال افتتاح المرحلة الثانية من مشروع المدينة الغذائية «سايلو فودز» أكد رئيس الهيئة القومية لسلامة الغذاء الدكتور طارق الهوبى أن مصر فى مصاف الدول المعنية بسلامة الغذاء على المستويين الإقليمى والدولي.
وقد تم إدراج كافة مصانع المرحلة الأولى لمشروع المدينة الغذائية فى القائمة البيضاء للهيئة، كما تم اعتماد مصانع المرحلة الثانية.
إنما يدل ذلك على حرص الدولة المصرية على جودة الغذاء.