أكاديمية بريطانية: زلزالا تركيا حفزا بعضهما بطريقة غير شائعة

أكاديمية بريطانية: زلزالا تركيا حفزا بعضهما بطريقة غير شائعةزلزال تركيا

عرب وعالم12-2-2023 | 18:17

قالت الباحثة في علم الزلازل بكلية لندن الجامعية تيزيان روسيتو، إن الزلزالين اللذين ضربا ولاية كهرمان مرعش جنوبي تركيا، حفزا بعضهما بطريقة غير شائعة.

وأضافت تيزيان روسيتو أن هذه الحالة "ليست شائعة" في هندسة الزلازل، مبينة أنه ليس الوضع الذي نفكر به عند عمل تصميمات زلزالية.

وفي 6 فبراير الجاري شهدت منطقتا بازارجق و ألبستان بولاية مرعش التركية (جنوب) وقوع زلزالين الأول بقوة 7.7 درجة والثاني بعد ساعات بقوة 7.6 درجة.

وخلف الزلزالان دمارا في ولاية مرعش والولايات المجاورة، وهي غازي عنتاب، وشانلي أورفة، ودياربكر، وأضنة، وأدي يامان، وعثمانية، وهطاي، وكليس، وملاطية.

ووصفت روسيتو في مقابلة مع "الأناضول" الزلزالين بأنهما "كارثة القرن"، مشيرة إلى أنهما "لا يحملان السمات الزلزالية المعروفة بالنسبة للمنطقة (قهرمان مرعش)".

وأضافت: "نحن على معرفة بالخصائص الزلزالية لمنطقة قهرمان مرعش، لكن الزلزالين اللذين وقعا في المنطقة كانا كبيرين للغاية".

وأوضحت روسيتو أن الزلزال الكبير الأول تسبب في حدوث الثاني على خط صدع شرق الأناضول.

وأشارت إلى أن الصفائح التكتونية تتنافر أو تتحرك في اتجاهين متعاكسين ما يتسبب بتراكم الطاقة على مدار السنين، وهذه يجري تفريغها في وقت قصير جدا ما يتسبب بوقوع الزلازل.

أما بالنسبة للزلزالين اللذين وقعا في كهرمان مرعش وتسببا بالعديد من الوفيات فقالت روسيتو: لقد تراكمت الطاقة على خط الصدع الزلزالي ما أدى إلى انهياره.

وصرحت بأن هذه الطاقة تسببت بهزات أرضية، حيث أشارت إلى أن الزلزال الأول أدى إلى انكسار الصدع وحدوث الزلزال الثاني.

وبينت روسيتو أن سبب وقوع الكثير من الوفيات نتيجة الزلزال الحالي هو وجود الكثير من الأبنية القديمة غير المقاومة للحركات الزلزالية في المنطقة، بينما تم تصميم المباني الجديدة بطريقة غير مناسبة لهذه الحركات التكتونية.

وقالت: "ليس من المستغرب أن يتسبب زلزال بهذه الضخامة في حدوث الكثير من الوفيات"، مشيرة إلى أن "الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا كان مشابها لزلزال نورثريدج عام 1994 الذي أصاب صدع سان أندرياس في الولايات المتحدة".

وذكرت روسيتو أن "زلزالي مرعش حدثا في نقطة تتقاطع فيها ثلاثة صفائح تكتونية هي الأناضول والصفائح الإفريقية والعربية".

وأردفت بالقول: "هذه الصفائح تتحرك وتدفع بعضها البعض، ونتيجة لذلك يتراكم الكثير من الطاقة في هذه النقطة وتتشكل خطوط صدع كبيرة جدا، ونسمي نقطة الالتقاء هذه بالتقاطع الثلاثي وتكون ذات نشاط زلزالي عال".

ونوهت إلى أن "هذا النوع من الزلازل يتبعه عادة هزات ارتدادية عنيفة على طول حدود الصفائح التكتونية".

وأفادت روسيتو بأن "آخر زلزال كبير حدث في قهرمان مرعش كان قبل نحو 500 عام، وأن الكثير من الطاقة تراكم عند نقطة الالتقاء خلال السنوات الماضية".

وأضافت: "هذه حالة طبيعية، حيث تتراكم الطاقة بمرور الوقت وتسبب حدوث زلازل كبيرة".

وأردفت بالقول أن الزلازل الصغيرة تؤدي إلى تفريغ الطاقة المتراكمة بشكل تدريجي وهذا ما لم يحدث خلال الـ 500 عام الماضية ما أدى إلى حدوث زلزال بهذا الحجم، مبينة أنه ليس من المؤكد أن الزلزال القادم سيكون بقوة 7.8 درجة وأنه سيحدث مرة أخرى خلال 500 عام.

وفسرت روسيتو الهزات الارتدادية والرعشات التي حدثت بعد الزلزالين، بأن "الحركة تستمر في الوقت الحالي حتى تصل الصفائح إلى التوازن، مشيرة إلى أن الهزات الارتدادية قد تستمر لأسابيع ولكنها ستكون بوتيرة منخفضة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2