الجرائد والمجلات لن تندثر

الجرائد والمجلات لن تندثربهاء زيتون

الرأى12-2-2023 | 21:22

الإقبال الجماهيري الكبير على معرض الكتاب وعلى شراء الكتاب الورقى من مختلف الأعمار ومن الشباب، خاصة أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن كل ما هو ورقى لن يختفى وينتهى ويحتضر.. وأن الكتاب الورقى لن يموت و الجرائد و المجلات لن تندثر.. ليخالف توقعات الذين راهنوا على أن كل ما هو ورقى ومطبوع سينتهى ويموت تأثرًا بالوسائط التكنولوجية الحديثة المتعددة وبالثورة التى أحدثها " النت".

وإحقاقًا للحق أنها كانت مفاجأة، حيث خالفت الاعتقاد السائد بأن الشباب لا يقرأ.. وأن مصدر معلوماتهم من "السوشيال ميديا" ومواقع التواصل الاجتماعى بمختلف أشكالها (الفيس بوك والواتس والماسنجر) وغيرها.. وأن القراءة لا تأتى ضمن اهتماماتهم، ليقلب المعرض فى نسخته هذا العام كل هذه الموازين رأسًا على عقب ويغير من المفاهيم والاعتقادات ويؤكد بأن شباب اليوم يهتمون بالقراءة وبالكتب.. وأن الكتاب الورقى وكل ما هو مطبوع من جرائد ومجلات فى دائرة اهتمامتهم، بعد أن كانت كل التوقعات تراهن على أن الكتاب الورقى وكل ما هو مطبوع فى طريقه للاختفاء مع الوقت ليثبتوا أنهم مازالوا وسيظلون مصدر المعرفة والثقافة والتنوير.. مهما زاحمتهم التكنولوجية الحديثة.

ويكفى ما شاهدناه فى معرض الكتاب لهذا العام من طوابير الشباب التى امتدت لعشرات الأمتار – لأول مرة – وهم حاملون فى أيديهم الكتاب للحصول على توقيع المؤلف.. فضلاً عما شاهدناه أيضا من حرص الكثير من الشباب على شراء الكتب الهادفة وليست الهايفة والتافهة، مثل كتب طه حسين والشيخ الشعراوى وغيرها.. وهى ظواهر إيجابية تطمئنّا على شبابنا وتؤكد أن الكتاب الورقى لم يفقد مكانته فى ظل ثورة "النت".

والواقع أن معرض الكتاب هذا العام قد حمل فى طياته 3 رسائل مهمة.. الرسالة الأولى أن الكتاب الورقى ما زال وسيظل هو العامل الأساسى لنشر الوعى الثقافى والمعرفة حتى مع وجود الوسائط الإلكترونية الحديثة المتعددة، والرسالة الثانية أن وسائل التواصل الاجتماعى بمختلف أشكالها لن ولم تفن أو تحل مكان الكتاب الورقى، وثالث الرسائل أن الجرائد و المجلات (الورقية) لن تندثر أو تحتضر كما كان يشيع بعض المتشائمين وأنها ستظل لنشر الوعى وحماية الشباب من الانحراف والشائعات المغرضة.

فمعرض هذا العام قد أعطى "قبلة الحياة" للكتاب الورقى والصحافة الورقية المطبوعة.. ولعلها تكون الفرصة التى يجب أن تضعها القيادات الصحفية فى الحسبان فى تطوير مطبوعاتهم لتواكب اهتمامات الشباب بتخصيص صفحات لاهتماماتهم تلقى الضوء على كل ما يشغل تفكيرهم وبالهم وحياتهم.. من أخبار وموضوعات عن وظائف وكليات المستقبل، مثلاً وما يخص الزواج بأقل التكاليف وغيرها، حيث إنه جيل له نجومه ومطربوه وكتابه وكتاباته التى يجب أخذها فى الاعتبار طالما أننا تأكدنا أنهم جيل يقرأ ويتابع.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2