ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن الصندوق السيادي للثروة في سنغافورة قرر إعادة النظر في استثماراته في الصين وإجراء مراجعة شاملة لموقف استثمارات الصندوق هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن صندوق الثروة السيادي السنغافوري هو أحد أكبر مصادر ضخ الاستثمارات في العالم لا سيما في الأسهم والسندات، موضحة أن إعادته النظر في نشاطه في الصين، سواء فيما يتعلق بالاستثمارات المباشرة أو غير المباشرة (الأسهم والسندات)، واتجاهه لتقليصها عن العام الماضي، يعطي مؤشرا دالا على ما قد تشهده الأسواق الصينية من ارتباك في المستقبل القريب.
ولفتت إلى أن إجمالي الاستثمارات المباشرة الجديدة للصندوق السنغافوري في الصين لم يتعد خلال العام الماضي الاستثمار في شركتين صينيتين، فيما كان الصندوق السنغافوري قد ضخ استثمارات في 16 مشروعا ومؤسسة صينية خلال عام 2021.
ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن خبراء اقتصاد سنغافوريين قولهم إن انسحاب صندوق الثروة السنغافوري من الصين لن يكون قرارا سهل التنفيذ ما لم تتوافر بدائل جيدة، كما أكدوا أن الصين لا تزال تتمتع بجاذبية كبيرة عالميا كموضع لأموال المستثمرين في مشروعاتها وهي "جاذبية متصاعدة" تشير إليها حجم الاستثمارات المباشرة التي ضخها المستثمرون الأجانب في الصين خلال العام 2021 وبلغت 108 مليارات دولار، وهو الرقم الذي لم يكن يتعدى 23 مليار دولار في عام 2010.
وكشفت البيانات الصادرة عن الصندوق السيادي السنغافوري، التي نشرتها "بلومبيرج"، عن هبوط نسبته 4.4% في قيمة الأموال السائلة التي تم ضخها في استثمارات في الصين في الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2022، مقارنة بالفترة ذاتها المنتهية في ديسمبر 2021.
ورأت "فاينانشيال تايمز" أنه على الرغم من كون صندوق الثروة السيادي السنغافوري كان أكبر داعم للنمو الاقتصادي الذي حققته الصين وأكبر مستثمر خارجي فيها، فإنه الآن يتجه إلى إعادة النظر في نشاطه، وهو ما أكدته مصادر مطلعة في مجلس إدارة الصندوق للصحيفة.
وأشارت إلى أن النقاشات حول هذا التوجه كانت مستمرة على مدار العامين الماضيين في سنغافورة ولا تزال قائمة، إذ يتم البحث عن مناطق واعدة أخرى في العالم لتوجيه الاستثمارات السنغافورية إليها عبر الصندوق.
وتصل قيمة حافظة استثمارات صندوق الثروة السنغافوري إلى 700 مليار دولار أمريكي ويرأس مجلس إدارته رئيس الوزراء السنغافوري، وللصندوق حصة ملكية في كبرى مؤسسات السكك الحديدية الصينية "Ant Group" التي كان مقررا أن تفتح باب اكتتاب عالمي في أسهمها كان من المتوقع أن يحقق 37 مليار دولار إلا أن سلطات بكين قد ألغت الطرح في عام 2020 لأسباب فنية لم تكشف النقاب عنها إلى الآن.