أحيانًا كثيرة أشفق على فخامة الرئيس السيسي من كم الجهد والعمل المضنى، الذى يقوم به من أجل مصر وبناء الجمهورية الجديدة.
أفخر به وبرؤيته وطريقة الأداء كمواطن مصرى له قدوة فى رئيسه من تقديس العمل والإخلاص فيه والأداء المتواصل ليل نهار.. حقيقة مصر تستحق رئيسها وندعو له بدوام التوفيق.
من قمة دبى والجلسة الحوارية على الهواء التى حضرها المجتمعون من أنحاء العالم، وفى مقدمتهم الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، كانت هناك ردود وتعليقات على أسئلة المذيع أو المحاور مع فخامة الرئيس على المنصة.
شرح كامل للتحديات الخاصة ببناء الدولة وسط أمور كثيرة كانت تعانى منها مصر، وكان مطلوب الحل وعدم التأجيل أو الهروب من أجل مستقبل أفضل.
أولها كيف كانت حالة الكهرباء فى مصر وانقطاعها المتكرر، والذى وصل إلى حالة متردية وكان الإصلاح وتحقيق الاكتفاء دربا من الخيال.
وقامت الدولة بدورها بإعادة بناء وتحديث هذا القطاع، مع تنوع مصادر الطاقة من رياح ومياه وطاقة شمسية ب أحدث ما وصل إليه العلم.. وقد تحقق ذلك وأصبحت مصر مصدرا للطاقة مع الربط الكهربائى مع الدول العربية.
الإرهاب.. حرب قذرة تحملناها بشجاعة وراح ضحيتها الكثير من أبنائنا شهداء ومصابين من أجل حماية هذا الوطن.
التصدى للعشوائيات ونقل المواطنين إلى مساكن آمنة ومجتمعات حضارية جديدة.. أيضًا مشروع حياة كريمة وهو يعتبر من أكبر المشروعات، التى تتم ليس فى مصر وحدها، ولكن فى العالم، فهو مشروع فريد من نوعه يرفع مستوى المعيشة فى قرى مصر وتقديم كافة الخدمات، التى تقدم فى المدن وإيجاد بيئة نظيفة صحية آمنة.
هناك الكثير من الموضوعات، وهى تغيير ونهضة شاملة يجب أن تتم مهما كلفنا ذلك من معاناة ورغم ما مررنا به من كورونا وأزمة الحرب الأخيرة التى مازالت تلقى بأعبائها على دول العالم.
إرادة الله
مازال الزلزال الكبير له توابعه وآثاره حتى هذه اللحظة، ووصل حجم الدمار إلى شىء صعب احتماله، تشريد أسر بالملايين وهدم منازل ومفقودين بالملايين، ومصابين وقتلى..
الإحصاءات التقديرية للخسائر بالمليارات وتعهد من الحكومة التركية بإعادة الإعمار خلال عام وتضافر الجهود الدولية والجمعيات الأهلية للمساعدة لتخفيق آثار هذا الدمار الشامل، والذى لم تتعرض له المنطقة من قبل.
نجد وسط هذه الأحداث لمحات جميلة وإشارات لقدرة الله عز وجل فى عدة أمور، حامل تضع طفلها تحت الأنقاض ويفصل الحى من الميت بعد كام يوم!!
طفلة تخرج من تحت الأنقاض بعد ستة أيام. وغيرها من الأطفال والصبايا والشباب بعد فترات قياسية تحت الأرض بدون مأكل أو مشرب أو هواء.. هى معجزة الخالق..
تعمل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى لمساعدة الدول المتضررة بصفة خاصة تركيا لسهولة وصول المساعدات وأيضا حجم المتضررين أكبر بكثير.
فى حين أن سوريا المناطق المتضررة تحت سيطرة فصائل المعارضة وعلى الحدود مع تركيا وهناك عدة محاولات لإدخال المساعدات عبر تركيا للمناطق المتضررة، والتى تسيطر عليها المعارضة أو تصل إلى المناطق التابعة للحكومة السورية.. وأبدت الأمم المتحدة تفهمها ودعمها للوضع فى سوريا، كذلك بدأت قوافل المساعدات من الدول العربية، مثل مصر والسعودية و الإمارات وتونس وبعض الدول الأخرى، والحالة الإنسانية تتطلب المزيد من المعونات والدعم لسوريا للخروج من هذه الأزمة.
محنة.. ومنحة
هى محنة واختبار من الله أن يقع هذا الزلزال المدمر الكبير، ويحدث هذا الدمار فى الأرواح والمبانى.. بلاد أصيبت بما لم يصب أحد به من قبل، فحجم قوة الزلزال تفوق آلاف المرات عما تحدثه القنبلة النووية من آثار مدمرة..
وهنا التساؤل على مستوى سوريا.. أليست فرصة ليلتقى الفرقاء هناك ويتناسوا خلافاتهم وحروبهم والتدخل الخارجى كل بأجندته التى هى فى النهاية ليست لصالح الشعب السورى.. بل جعلته فرقا يدمر بعضها البعض..
الضحية سورى والقاتل سورى ومن يدفع الثمن.. سورى أيضا!
فى مثل هذا الأمر الجلل يجب أن نترفع عن الطموحات والآمال الفردية والانقسام.. الذى لم نحصد منه سوى دمار سوريا وحرب أكثر من عشر سنوات لم تترك شيئا، فأعتقد أن السوريين أقدر على ذلك والجلوس معًا دون وسيط من أجل مستقبل أفضل ولم الشمل، حيث طالت المعاناة وأصبح جزء كبير من هذا الشعب الشقيق العريق مهاجرين إلى بلاد العالم وجزء منهم فى أوضاع إنسانية سيئة يطلبون المعونات والعلاج والعمل ومأوى مؤقت بعيدًا عن بلادهم..
كم من شباب وأطفال قتلوا على حدود دول أخرى أثناء هروبهم.. آمل أن تنقلب المحنة إلى منحة من الله وأن نعود إلى رشدنا وكفانا حروب وقتلى ومشردين واقتصاد يحتاج إلى سنوات كثيرة لإعادة البناء من آثار الحرب وآثار الزلزال الكبير.. و الله هو الحافظ.