فى إحدى القنوات التليفزيونية، سأل المذيع محافظ أسبق للقاهرة: من هو عبد الحميد بدوي الذى أطلقتم اسمه على أحد شوارع مصر الجديدة؟، فكان جواب المحافظ التلقائى: للأسف.. لا أعرف من هو؟!
وتصادف أن كانت أسرة الفقيد الكبير تشاهد البرنامج فأرسلوا "ملفا كاملا" عنه للأخ المذيع والقناة، ولكن – وللأسف مني – لا حس ولا خبر!
فطلبت الأسرة من أحد الكُتّاب إعداد كتاب عن سيرة حياة الفقيد الوطنى الكبير وأمدوه بكل المعلومات والصور والبيانات، ولكنهم اكتشفوا لاحقا.. أنه ينتمى لتيار سياسي يتلحف بالدين، فاعتذروا له عن الاستكمال، ورشح لهم رئيس اتحاد الكُتّاب السابق (أ. محمد سلماوى) الزميل أيمن الحكيم، الذى أصدر من قبل العديد من كتب السيرة لسياسيين وأدباء وفنانين.
وفى أشهر قليلة، نجح الحكيم فى إعداد كتاب " تحفة" عن سيرة حياة عبقرى القانون عبد الحميد باشا بدوى.
وأعتذر عن عدم الكتابة عن هذا المصرى الفذ، فماذا أكتب بعد الشهادات التي أوردها زميلى أيمن فى كتابه القيّم، خاصة الخمسة عشر صفحة، التى سطرها عميد الأدب العربى بكل نعومية وجزالة عن جوانب مختلفة فى صاحب "هذا العقل الأرستقراطي"، بمناسبة انتخاب بدوى لعضوية مجمع اللغة العربية، وكذلك شهادة أستاذى الوزير الأسبق د. مفيد شهاب، وأيضا شهادة الأمين العام والوزير عمرو موسى، والصديق المستشار محمد عبد العال، نائب رئيس هيئة قضايا الدولة!
ليس ذلك فقط.. بل ما وصفه به العلاّمة وأول رئيس لمجلس الدولة المستشار عبد الرازق السنهورى "أنه أكبر عبقرية فى القانون ظهرت فى مصر فى العصر الحديث"!
وهل هناك قول بعد تزكية أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد "أنى لا أقدم لك شابا يبحث عن وظيفة، بل أقدم لك شابا تبحث عنه الوظيفة"!
لقد بذل زميلى النابغ أيمن الحكيم جهدًا كبيرًا فى تتبع حياة الرمز المصرى الكبير عبدالحميد بدوى من مولده فى مارس 1887 وحتى مماته فى أغسطس 1965، فخرج الكتاب شاملاً معبرًا مليئًا بالوقائع والشهادات وما قدمه بدوى من تشريع وفتوى وتفسير قانونى على المستوى المحلى والدولى.
نعم.. جاء الكتاب شاملا ومفصلا عن حياة هذا المصرى العبقرى الذى حصل على العديد من الجوائز والنياشين والأوسمة المحلية والعالمية، ومازالت الأمم المتحدة تحتفظ بصورته على جدرانها واصفة إياه "القانونى والقاضى الدولى المتميز".