«الكوليرا» هي واحدة من أخطر الأمراض البكتيرية المعدية، التي تصيب الأطفال وكبار السن، وتسبب الوفاة في غضون أقل من 3 أيام من تاريخ الإصابة.
أكد الدكتور أشرف عقبة، رئيس أقسام الباطنة والحميات السابق بمستشفيات جامعة عين شمس، أن مصر خالية تمامًا من مرض الكوليرا، بفعل الجهود التي بذلتها الدولة في الملف الصحي خلال السنوات الماضية، والحرص على توفير الغذاء الصحي والآمن ومياه الشرب النظيفة للمواطنين.
وأضاف الدكتور أشرف عقبة أن الكوليرا عبارة عن مرض بكتيري يصيب الأطفال وكبار السن، بفعل الأطعمة الملوثة ومياه الشرب غير النظيفة، وفي مصر لا يتعرض المواطنون إلى مياه شرب أو أطعمة غير نظيفة، وبالتالي لا وجود للمرض.
واستطرد الدكتور أشرف عقبة، قائلاً إن الكوليرا من الأمراض المعوية المُعدية التي تُسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي، وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول طعام أو شرب مياه ملوثة ببكتيريا ضمة الكوليرا من مرضى كوليرا آخرين، وضمة الكوليرا هي بكتيريا سالبة الجرام تنتج ذيفان معوي، يرتبط على مستقبلات في الأغشية المخاطية في الأمعاء الدقيقة، مؤديًا إلى فقد كميات مهولة من السوائل من الجسم إلى قناة الأمعاء مسببًا إسهالا شديدا ومنه يصاب المريض بجفاف قد يهدد الحياة، وتعتبر هذه السمة هي الأكثر بروزا للمرض، وفي أشكاله الأكثر حدة.
وأضاف عقبة، أن "الكوليرا" هي واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، وتسبب انخفاضا في ضغط الدم للشخص السليم إلى مستويات قياسية في غضون ساعة من بداية ظهور أعراض المرض؛ وقد يموت المرضى المصابين في غضون ثلاث ساعات إذا لم يتم تقديم العلاج الطبي، وفي السيناريو الشائع، يتطور المرض في غضون من 18 ساعة إلى عدة أيام حتى الوفاة، ما لم يُقدم العلاج إما عن طريق الفم أو في الوريد، في الحالات الخطيرة جدًا.
"ومعظم حالات الكوليرا المبلغ عنها في جميع أنحاء العالم تحدث في إفريقيا، فمن المقدر أن معظم حالات الكوليرا المبلغ عنها هي نتيجة لسوء نظم الترصد، وبخاصة في أفريقيا، ويقدر معدل الوفيات بـ 5% من مجموع الحالات في أفريقيا، وأقل من 1% في الأماكن أخرى، وللوقاية من المرض، لابد من تحسين الصرف الصحي والحصول على المياه النظيفة، والحصول على لقاحات الكوليرا التي تُعطى عن طريق الفم، فهي توفر حماية لمدة ستة أشهر تقريبًا، أيضًا يوفر حماية إضافية ضد نوع آخر من الإسهال التي تسببه الإشريكية القولونية".
من جانبها، أكدت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الصحة السابق في مجلس النواب، أن تحذيرات منظمة الصحة العالمية من انتشار مرض الكوليرا، لابد أن توضع في محل الاعتبار، خاصة أن أفريقيا من أكثر قارات العالم إصابة بالمرض.
وأضافت الدكتورة شادية ثابت، أن على الحكومات في القارة الإفريقية الحرص على نظافة مياه النيل، والتي يمكن أن تكون ناقلة للمرض بقصد أو بدون قصد، ولابد أن نضع في اعتبارنا أيضا ما كشفته الحرب الروسية الأوكرانية من وجود لمعامل بيولوجية لتصنيع الفيروسات والبكتيريات.
وشددت الدكتورة شادية ثابت، على ضرورة استخدام أحدث الأجهزة لتحليل مياه الشرب في محطات التنقية لضمان سلامة مياه الشرب وخلوها من أي مواد فيروسية أو بكتيرية.