بعد 36 عامًا من تحريرها .. سيناء تنتظر التطهير والتنمية

بعد 36 عامًا من تحريرها .. سيناء تنتظر التطهير والتنمية  بعد 36 عامًا من تحريرها .. سيناء تنتظر التطهير والتنمية

* عاجل24-4-2018 | 18:21

كتب: عمرو عادل نحتفل غدا الأربعاء بالذكرى الـ 36 لتحرير أرض سيناء الحبيبة، هذه الأرض التى ضحت مصر بالغالى والنفيس من دماء أبنائها وثرواتها، لاستردادها من قبضة عدو غاشم كان قد احتلها لسنوات ست من 1967 وحتى التحرير الجزئى لها فى معركة العبور 1973 هذا بالنسبة للماضى القريب. أما على مر تاريخها فقد قدم أبناء مصر أرواحهم لأجل حماية هذا الشطر من الوطن الذى يقع فى قارة آسيا ويمثل بوابة العبور الشرقية لمصر، وحروب التاريخ خير شاهد على ذلك، وهذه هى الفريضة التى كان المصريون يحيونها طوال تاريخهم لحماية هذا الوطن الغالى والدفاع عن مقدساته وحريته وسلامة أراضيه ، فمن روح حرب أكتوبر المجيدة وانتصارنا العظيم، كانت البداية لتحرير سيناء ورفع راية مصر على أرضها تخفق بالعزة والكرامة الوطنية فى الخامس والعشرين من أبريل عام 1982، ثم يكتمل التحرير بعودة طابا فى الخامس عشر من مارس عام 1989. فأرض سيناء تحظى بمكانة متميزة فى قلب كل مصرى، بحكم الجغرافيا والموقع الاستراتيجى المهم، فهى قلب مصر فى العالم بقاراته و حضاراته، ومحور الاتصال بين آسيا و إفريقيا، والرابط بين المشرق والمغرب العربي ، وسيناء هى التاريخ العريق استشهادا بما سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض، ولكونها البوابة الشرقية ، فهى حصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها. استعادة الحق والأرض فمنذ استعادة الحق واسترداد الأرض، ونحن نتطلع إلى تعمير تلك الأرض الواسعة حتى لا تصبح لقمة سائغة يجتاحها الخصم فى ساعات قليلة، فضلًا عن أن «مصر» تفقد الكثير مما يمكن استثماره فى أرض «الفيروز» ولكن مع الرئيس عبد الفتاح السيسي ونجاحه في أن ينال ثقة الشعب في انتخابات الرئاسة الأخيرة ، لمس الشعب سعى الدولة إلى الانتهاء من مشاريع التنمية في سيناء خلال السنوات الأربع المقبلة، لملاحقة ترتيبات إقليمية تستعد مصر لمواجهتها، حتى لا تكون مطمعاً لأحد، خصوصاً مع تزايد الأطماع في أرض سيناء . وتولي القيادة السياسية في مصر تنمية سيناء أولوية قصوى للانتهاء من تلك المشاريع قبل عام 2022، فيما وضعت الحكومة خطة بتكلفة 275 بليون جنيه ، طلب الرئيس السيسي إنجازها في غضون 4 سنوات على الأكثر، معتبراً أن «تنمية سيناء مسألة أمن قومي لمصر بالدرجة الأولى». ويُنتظر إطلاق مشاريع التنمية في شمال سيناء، في أعقاب انتهاء العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018» والتي يأتي من ضمن أهدافها تهيئة البيئة في سيناء لبدء عملية التنمية ، إذ تعمل مصر الآن في 290 مشروعاً انتهى منها 134 مشروعاً، لكن المشاريع التي تتم في مناطق العمليات في شمال ووسط سيناء تشهد بطئاً في إنجازها بسبب العمليات العسكرية. وتسعى مصر لمجاراة ما يحاك في المنطقة سريعاً قبل أن تجد نفسها طرفاً في أي ترتيبات إقليمية تدخلها في صراعات أو مواجهات، وهو ما أكده السيسي خلال تدشينه مقر قيادة شرق القناة لمكافحة الإرهاب الشهر الماضي وأنه لن يسمح لأحد أن يطمع في سيناء، لافتاً إلى أن ذلك لن يتحقق بالقوة ولكن بالبناء والتعمير، مشيراً إلى أن مصر لن تنفق كل هذه الأموال لتنمية سيناء لتعطيها لأحد آخر في النهاية. وتخطط مصر لإسكان 8 ملايين مواطن مصري وتوفير 3 ملايين فرصة عمل عام 2052، على أن تكون المرحلة الأولى من المخطط توفير 1.2 مليون فرصة عمل وتسكين 3.5 مليون نسمة عمل حتى عام 2027، وشاركت وزارة الإسكان الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في تنفيذ وإنشاء مئات الآلاف من الوحدات السكنية في سيناء خلال العامين الماضيين، على رأسها مدينة رفح الجديدة التي بدورها وفرت آلاف الوحدات السكنية، وتم إسكان الأسر التي تم تهجيرها في رفح المصرية بعد إقامة مصر لمنطقة عازلة على الحدود، وبات من المؤكد أن تكثف وزارة الإسكان والهيئة الهندسية من جهودهما في إنشاء المدن الجديدة خلال الأعوام الأربعة المقبلة لتنفيذ المخطط المصري بتعمير سيناء بأكبر كثافة سكانية ممكنة. وانتهت الهيئة الهندسية خلال العام الماضي من حفر 18 بئراً سطحية وعميقة، إضافة إلى رفع كفاءة 27 بئراً بنسبة تنفيذ 100 في المئة، في مناطق الشيخ زويد ورفح ونخل والحسنة وتنفذ في الوقت الحالي محطتين لتحلية مياه البحر في مدينتي العريش والشيخ زويد بطاقة إنتاجية 5 آلاف و10 آلاف متر مكعب في اليوم، بنسبة تنفيذ بلغت 75 في المئة، كما يتم حالياً التخطيط لتنفيذ محطة أخرى بمنطقة شرق بورسعيد بطاقة 150 ألف متر مكعب في اليوم. وانتهت الهيئة الهندسية من إنشاء 12 مدرسة و4 إدارات تعليمية في مناطق العريش ونخل وبئر العبد والحسنة، بالإضافة إلى رفع كفاءة 9 مدارس ومعهد أزهري في الشيخ زويد ورفح والعريش بنسبة تنفيذ 100 في المئة ، كما أنشأت 3 مستشفيات مركزية متكاملة في بئر العبد ورفح ونخل، تم الانتهاء منها بنسبة 95 في المئة، وجارٍ تطوير ورفع كفاءة مستشفيين بالعريش والشيخ زويد بنسبة تنفيذ 90 في المئة ، وتطوير ورفع كفاءة 10 نقاط إسعاف وإنشاء 4 نقاط إسعاف جديدة ومخازن للأدوية في العريش، فيما استصلحت مصر مساحة 13 ألفاً و680 فداناً في بئر العبد. وربطت الهيئة الهندسية بين كوبري السلام ومنطقة سرابيوم بطول 42.5 كلم وجارٍ تنفيذ المرحلة الثانية من جنوب بورسعيد وحتى كوبري السلام بطول 50 كلم ومن المخطط تنفيذ المرحلة الثالثة من منطقة سرابيوم حتى نفق الشهيد أحمد حمدي في السويس بطول 52 كلم، ويتم حالياً رفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية المؤدية للمدارس والمستشفيات في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، إضافة إلى قرب الانتهاء من تطوير مطار المليز المدني في شمال سيناء. وشكل السيسي لجنة حكومية رفيعة المستوى برئاسة مساعده للمشاريع التنموية إبراهيم محلب تُشرف على طرح أراضي سيناء لتنفيذ مشاريع تنموية، في خطوة تنفيذية تشير إلى بدء دخول مخطط تنمية شبه جزيرة سيناء حيز التنفيذ. إجهاض مخططات الإرهاب وحاولت العناصر والتنظيمات الإرهابية في سيناء استهداف المشاريع القومية والتنموية في سيناء لإجهاض مخطط التنمية المصرية في شبه الجزيرة خصوصاً في شمال سيناء، إذ تمركزت أغلب عملياتهم في المنطقة من العريش غرباً إلى رفح شرقاً، في محاولة منهم لتفريغ شمال سيناء من المواطنين لكي تظل منطقة عازلة غير مأهولة بالسكان وتكون منطقة للكر والفر، إذ لم تستطع تلك التنظيمات الإرهابية تنفيذ عملياتهم الإرهابية بشكل مكثف في المنطقة المركزية لكثافتها السكانية. صمود الجيش المصرى وواجه الجيش المصري تلك المحاولات التي تستهدف المصانع والمشاريع بقوة عن طريق التأمين المكثف في محيط المصانع والمشاريع الموجودة في شمال ووسط سيناء، إضافة إلى انتشار المكامن الثابتة والمتحركة في على الطرق المؤدية لتلك المصانع، وأطلقت القيادة العامة للجيش المصري العملية الشاملة «سيناء 2018» في (فبراير) الماضي لمواجهة العناصر الإرهابية، على كل الاتجاهات الاستراتيجية، بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية، وتطهير المناطق التي يوجد بها العناصر الإرهابية، إذ تعلم القيادة السياسية في مصر أن التنيمة في سيناء لن تتحقق في ظل وجود عناصر إرهابية على أراضي سيناء، ولا بد من القضاء نهائياً على تلك العناصر. وتعاني سيناء من قلة الكثافة السكانية، إذ لم يتعد عدد سكان شبه جزيرة سيناء 500 ألف نسمة، وفق ما أعلنه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في (يناير) الماضي . وقال شيخ قبيلة الرميلات في شمال سيناء عيسى الخرافين في تصريحات صحفية إن مشاريع التنمية في سيناء ينتظرها أهالي سيناء منذ عشرات السنين، مشيراً إلى أن أبناء سيناء في حاجة إلى تلك المشاريع لتوفير فرص عمل لرفع مستوى معيشتهم، إذ يتمنى استمرار مشاريع التنمية في سيناء ولا يعيقها أي شيء في المستقبل. وأكد الخرافين أن الدولة لديها رغبة حقيقة في تنمية سيناء في كافة المجالات، وأن المشاريع التي تتم في شرق قناة السويس والأنفاق التي تم حفرها هي الدليل على صدق السيسي في تنمية وتعمير سيناء ، لافتاً إلى دور القبائل في سيناء في دعم الجيش المصري في حربه ضد العناصر والتنظيمات الإرهابية بالمعلومات، مؤكداً أن مواطني سيناء عانوا على مدار العقود الماضية من التهميش وعدم الاهتمام وحان وقت تعويضهم .
أضف تعليق

خلخلة الشعوب وإسقاط الدول "2"

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2