نحن فى مرحلة حاسمة نحتاج خلالها لتنقية الأرض من الشوائب المتطفلة والتى تفسد الزرع والجهد لاستكمال بناء الدول التى تعرضت لتجريف غير مسبوق من المتربصين وأهل الشر وأصحاب الأجندات الخاصة على المنصات الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعى وكثيرا ما تحدثنا عن هذا الموضوع منذ زمن لكن للأسف لا حياة لمن تنادى، والنتيجة أن السوشيال ميديا حولت كل من بيده هاتف للتركيز على خصوصيات لا علاقة لها بدور الإعلام والكلمة، ومازالت حالة الفوضى تسيطر وتساهم فى هدم علاقات الدول والمجتمعات واليوم حان الوقت لأن نضع حدا أو حتى سقف لكل المشاهد التى تخل بدور الكلمة والعمل على بناء قيم ومواثيق جديدة تحافظ على المجتمعات وتقلص دور المتدخلين والمخربين وقد سعدت جدا بالحوار المفتوح بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ومسئولى الإعلام لتعزيز الدور الحيوي للصحافة عموما والعربية على وجه الخصوص، والتى تواجه أوضاعاً جديدة فرضها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للغاية، الأمر الذي يستلزم مواصلة الصحافة تحديث دورها باستمرار والتوازن بين مقتضيات المنافسة من جانب، والعمق والموضوعية فى الطرح اللذين يميزان العمل الصحفى على الجانب الآخر، وعلى النحو الذي يسهم فى بلورة رؤى جادة وفعالة للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية، وعلى رأسها تحقيق السلم والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، من منطلق أن الكلمة مسئولية وأمانة كبيرة لتأثيرها فى تشكيل الوعي العام والعقل الجمعى للشعوب، كما لفت الرئيس أيضا إلى أهمية العمل العربى المشترك لمواجهة التحديات التى تواجهه، وما شهدته الدول العربية خلال السنوات الأخيرة من تحديات غير مسبوقة هددت الدولة الوطنية ذاتها.
وفى هذا السياق شهدنا اجتماعات ولقاءات فى مجال الإعلام للحوار حول أجندة تنهى المشاهد العبثية على منصات كثيرة ووضع ميثاق عمل يساهم فى تشكيل الوعى بشكل مشرف ومن المقرر أن تستضيف دولة الكويت بالتنسيق مع جامعة الدول العربية فى 11 من شهر مارس المقبل، اجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب، وسيتم خلال الاجتماعات مناقشة كافة سبل التنسيق مع الدول العربية المشاركة فى الاجتماعات.
وبدوره قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد رشيد خطابي إن التحولات فى المشهد الإعلامي أدخلت تغييرات على صناعة الإعلام والاتصال فى سياق ثورة تكنولوجية كاسحة وجذابة خاصة فى أوساط الشباب الذين يشكلون نسبة 32.7 % من النسيج الديموغرافى فى العالم العربي.
ويبقى السؤال المطروح حول مستقبل الإعلام العربي فى ظل هذه التحولات التي تضع الجميع أمام اختبار حاسم؟ وإلى مدى سيصل تراجع الإعلام التقليدي؟ وكيف يمكن كسب رهان الانتقال الرقمي فى بلداننا التي يستخدم فيها حوالي 275 مليونا الإنترنت.